اخوان الاردن... "النأي بالنفس" وتجاهل التعليق على كل "الملفات المثيرة"

اخوان الاردن...
الأحد ٢٠ أكتوبر ٢٠١٩ - ٠٣:٤٧ بتوقيت غرينتش

ترسل الحركة الاسلامية الاردنية مجددا رسالتها السياسية المتعلقة بـ"تجاهل" أي تعليق من اي نوع على "شؤون العائلة المالكة" بالرغم من الجدل العنيف الذي اثارته رسالة منشورة مؤخرا للملكة رانيا العبدالله.

العالم - الاردن

جماعة الاخوان المسلمين هنا إمتنعت عن اصدار اي تعليق لا ايجابي ولا سلبي.

وأحد اقطاب حزب جبهة العمل الاسلامي قال ردا على استفسار من "رأي اليوم" بأن الحزب سياسته عدم التدخل إطلاقا في شؤون العائلة المالكة مشيرا لعدم وجود ما يوحي بان هذا السلوك الدائم ينبغي ان يتغير حتى بعد النقاشات العلنية التي اثارتها الملكة مؤخرا على خلفية جدالات اضراب المعلمين وما تبعها.

ويعني ذلك بأن "التيار الاسلامي" مستمر في حال المراقبة لتطورات المشهد الاقليمي والداخلي ولا يريد التدخل بالتفاصيل او الاشتباك معها وهي استراتيجية اتخذها "الاسلاميون" منذ عامين اصلا بسبب حساسية موقفهم من محاولات الضغط على بلادهم بملف الاخوان المسلمين.

وحتى عندما تعلق الامر بجدل نقابة المعلمين إكتفت جماعة الاخوان المسلمين رسميا بتعليق صغير لا يؤيد الحراك والاضراب ولا يعارضهما أملا في البقاء بمسافة آمنة مع كل الاطراف رغم كل محاولات "أخونة" حركة المعلمين وشيطنتها وإتهام جماعة الاخوان بالمسؤولية عنها بعد رفضها التدخل بالضغط على المعلمين.

ويعني ذلك بان سياسية الاسلاميين بـ"النأي ولو مؤقتا بالنفس" عن ملفات وقضايا الشارع الحساسة لا تزال هي المقرره والمعتمدة وسط حالة تكتيكية ملموسة عنوانها تجنب الاشتباك والاثارة وقول الرأي عندما يطلب وعدم الدخول وسط المزاودات والتزاحم بين الاجندات مع الحرص على تذكير جميع الاطراف وكما اعلن مؤخرا الشيخ مراد عضايلة الامين العام لحزب الاخوان المسلمين بان بالاصلاح الشمولي والوطني العام وبمصداقية هو مفتاح الحل لكل الاشكالات.

يقدر العضايلة في جلسة بأن الاصلاح البنيوي والجوهري والحقيقي هو الاساس والباقي تفاصيل ويؤمن بأن معالجة الاشكالات مهما كانت صعبة ومعقدة يتطلب اليوم مصداقية في إجراءات الاصلاح الوطني الشامل وليس كلاما لفظيا فقط.

دون ذلك ورغم ضجيج القضايا المزدحمة في سوق الاعلام والمنصات والواقع السياسي الأردني لا يصدر عن مؤسسات الاخوان المسلمين إلا مواقف محدودة ومحسوبة ودقيقة وبأقل كلمات ممكنة، الامر الذي يعتقد انه يبقي مؤسسات الحركة الاسلامية خارج فوضى الاجندات وفي موقع الحل والاحتواء لاحقا بدلا من التأزيم والتصعيد.

* رأي اليوم