لعبة الرؤساء بالتوقيت الحاسم.. ترامب يكرر طريقة اسلافه

لعبة الرؤساء بالتوقيت الحاسم.. ترامب يكرر طريقة اسلافه
الأحد ٢٧ أكتوبر ٢٠١٩ - ٠٧:٢٥ بتوقيت غرينتش

نقلت وسائل اعلام اميركية عن مسؤولين كبار أن عمليات خاصة وغارات جوية بطائرات مروحية استهدفت زعيم جماعة "داعش" الوهابية في مدينة ادلب السورية، مشيرة الى ان الجيش الاميركي ينتظر نتائج التحليلات قبل الاعلان الرسمي عن مقتل البغدادي. ومن المقرر ان يلقي الرئيس الاميركي دونالد ترامب بيانا اليوم وصف بالمهم.

العالم - تقارير

نقلت مجلة "نيوزيوك" الأميركية عن مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية 'البنتاغون' قوله إن زعيم تنظيم "داعش" ابوبكر البغدادي قتل في ضربة جوية سرية نفذتها طائرات مروحية بمحافظة ادلب شمال غربي سورية أمس السبت بعد مصادقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تنفيذ العملية.

يشار الى ان العملية تمت وذلك قبل ساعات من إعلان البيت الابيض أن الرئيس دونالد ترامب سيدلي بتصريح "مهمّ جدا" اليوم الأحد.

كما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأحد، أن البغدادي ومسؤولين ارهابيين كانوا تحت المراقبة الأمريية منذ مدة طويلة، لكن مع الانسحاب الأمريكي من سورية، أصبح هناك خشية من فقدانه، بحسب زعمهم، نظرا لقلة القوات الموجودة على الأرض، ما دفع الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ القرار بتصفيته، ما يدل بحسب مراقبين ان البغدادي كان كل هذه المدة تحت حماية الامريكان وانتهى دوره واحترقت اوراقه.

وتزامن ذلك ايضاً مع تراجع ترامب عن قراره بسحب قواته من شِمال شرق سورية، وذلك غداة اعلان ادارته انها ستعزز وجودها العسكري في سورية بذريعة حماية حقول النفط من جماعة "داعش" الوهابية.

غير ان وزارة الدفاع الروسية فضحت الخدعة الامريكية واتهمت القوات الأميركية بسرقة النفط وتهريبه إلى الخارج، ونشرت صوراً تم التقاطها بالأقمار الاصطناعية، قالت إنها لقوافل من الصهاريج المحملة بالنفط تتجه إلى خارج سورية.

وكشفت الوزارة أن عائدات تهريب الحكومة الاميركية للنفط السوري تجاوزت 30 مليون دولار شهريا. ما يكشف بان الاهداف الاميركية من التواجد في سورية ليس محاربة الارهاب بل سرقة الثروات السورية.

ويبدو ان هلاك ابو بكر البغدادي سيعزز من حظوظ الرئيس دونالد ترامب في الوقت الذي يواجه فيخ حربا مؤسساتية تشنها ضده الاغلبية الديمقراطية في مجلس النواب، حول قضية التحقيقات المتعلقة بعزله.

وبات ترامب في مهب الريح خاصة بعد دخول اسماء جديدة على خط التحقيقات والاستدعاءات التي تكثر هذه الايام في الكونغرس. حيث يدلي القائم باعمال وزير الخارجية لشؤون اوروبا واوراسيا فيليب ريكر بشهادته امام لجان الشؤون الخارجية والاستخبارات والرقابة.

لكن الملفت في الاستدعاءات وربما القشة التي ستكسر ظهر البعير، ورود اسم مستشار الامن القومي السابق جون بولتون كشاهد محوري في التحقيقات. عودة بولتون الى الواجهة اتت بعد استدعاء احد مستشاري ترامب السابقين تشارلز كابرمان.

والغرابة في الامر، يدافع عنه نفس المحامي الخاص ببولتون، والذي عقد اجتماعات مع الديمقراطيين في مجلس النواب حول امكانية استدعاء بولتون، حيث يعتبره الديمقراطيون شاهدا محوريا الى جانب كابرمان، كونهما عملا بشكل مباشر مع ترامب في الشأن الاوكراني.

هذه المستجدات تكشف اخذا وردا وضربات متبادلة بين البيت الابيض ومجلس النواب. خاصة بعد فشل ترامب في انهاء التحقيقات حيث رفضت القاضية بيرل هويل دعوته بعدم قانونية التحقيق واصدرت امرا يلزم البيت الابيض بتزويد مجلس النواب بمعلومات سرية متعلقة بتحقيق المدعي الخاص روبرت مولر.

وهنا يجد ترامب نفسه امام تحد قديم جديد يتمثل بعودة تقرير مولر الى طاولة الصراع مع الديمقراطيين، الذين اتهموا الرئيس الاميركي باستخدام وزارة العدل كاداة سياسية، وذلك بعد فتح الاخيرة تحقيقا جنائيا بشان تقرير مولر.

وتوقيت هلاك البغدادي الان.. تعيد الى الاذهان توقيت اعلان الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما عن تصفية اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة عام 2011، بعملية وصفت بالسرية ايضاً عندما شنت اربعة طائرات هليكوبتر من قاعدة باغرام العسكرية شرق افغانستان، فجراً هجوماً على منزله في آبوت اباد القريبة من العاصمة الباكستانية اسلام اباد، وانتشلت جثته والقتها بعد ذلك في بحر العرب وفق الرواية الامريكية، وقال اوباما حينها بعدها بسنوات: "إن يوم مقتل بن سلام يعد "اليوم الأهم" في فترة رئاسته"، وسبقه بها بوش الابن مع صدام..

اذا تأكد مقتل زعيم جماعة "داعش" الوهابية، الذي اوجدته الولايات المتحدة بحسب ما اعلن ترامب قبل عامين، فهل سيخفف هذا النبأ من الانتقادات التي وجهت له عقب انسحابه من سورية، وان كان سيفتح الباب امام كم هائل من التساؤلات؟ هذا ما ستظهره الايام القادمة.

* اقبال عبد الرسول/ العالم