فرنسا تخوض «المهمة المستحيلة» بالساحل الإفريقي!

 فرنسا تخوض «المهمة المستحيلة» بالساحل الإفريقي!
الأحد ٠١ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٧:١٤ بتوقيت غرينتش

سلطت حادثة تحطم المروحية الفرنسية الأخيرة بمالى ومقتل 13 جنديا الأضواء على التحديات التى يخوضها الجيش الفرنسى بالساحل الإفريقي مثيرة للتساؤلات عن مدى جدوى الاستمرار فى حرب بمناطق الساحل الصحراوية الشاسعة.

العالم - افريقيا

وتعد حادثة الطائرة هي أكبر فاجعة للجيش الفرنسى منذ عام 1983 ليبلغ عدد قتلاه منذ بدء حملته بالساحل الإفريقي 41 جنديا.

وقد بدأت حملة الجيش الفرنسي بالساحل عام 2013 ولكن تواجد الجماعات المسلحة توسع من شمال مالي ليبلغ وسطها وينتقل إلى النيجر وبوركينافاسو المجاورتين ورغم وجود 4500 جندي فرنسي بالمنطقة تزايدت وتيرة هجمات الإرهابيين موقعة خلال شهرين ماضيين 170 قتيلا من الجنود الأفارقة.

وقال المحلل بكلية الدراسات الإفريقية اللندنية جيرامى كينن إنه منذ تدخل فرنسا بالساحل وكل شيئ يسوء ما وافقه عليه حزب لافرانس سيموس اليسارى مؤكدا ببيانه أنه على فرنسا إيجاد حلولا سياسية بدلا من القتال فى الساحل لتجنب الخسائر بالجانب الفرنسي الإفريقي أيضا.

وصرح قائد الجيش الفرنسى فرانسويس لاكوينتر يوم الأربعاء بأن الجيش لم يحرز انتصارا بالساحل ولكن وجوده لا يزال ضروريا.

ولم تكن القوات الفرنسية وحيدة من حاولت التدخل عسكريا بالساحل فقد أنشأت الأمم المتحدة ما يعرف بقوات الخوذ الزرقاء لحفظ السلام بالمنطقة والتى عانت خسائر جسيمة بلغت 200 جنديا قتيلا فى مالى وحدها ما وصفه مراسل فرانس برس الحربي فرانسيس زيفير بأن الجنود كانوا يحصدون كالشعر المحلوق.

ولإنشاء قوات أكثر كفاءة دعمت الأمم المتحدة منذ عام قيام ما يعرف بالتحالف الخماسي لدول الساحل بمشاركة مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد وموريتانيا.

ويقول تيرى هامول مدير مركز البحوث الغرب إفريقية بباريس أن قوات الساحل غير موثوقة لأى أحد، وهي نموذج على الفساد وعدم الكفاءة واستغلال النفوذ، إلى جانب حصيلة الضحايا العالية بصفوفها مؤخرا التى تأكد أنها غير ناجحة.

ويضيف هامول "على سبيل المثال يعرف الجنود التشاديون بشجاعتهم لأنهم لا يهربون كبقية الجنود حين وقوع هجمة ولكن الفساد بالجيش التشادي يجعل أولئك الشجعان دون أسلحة صالحة للقتال".

وبحسب الإحصاء الدولي للشفافية فتكون الدول المشكلة لتحالف الساحل من بين أقل الدول شفافية حيث نالت مالي المركز الـ 145 والتشاد المركز الـ160.

ويقول إيمانويل بوب واي مدير مركز دراسات إيبس الفرنسية إن الإهمال من قبل دول الساحل يقف وراء تعزيز الإرهابيين لقوتهم فكثير من المناطق تفتقر لأبسط الخدمات ولا تصلها يد الدولة ولذلك كان الإرهابيون بمثابة دولة داخل الدولة.

ويرد هامول على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن الوجود الفرنسي بالساحل هدفه حماية فرنسا من هجمات إرهابية حيث يقول هامول إنه لم تقع أي عملية إرهابية على أراضي فرنسية بضلوع أحد من منطقة الساحل، فرغم تبعية بعض جماعات الساحل لتنظيم القاعدة إلا إن عملهم يلتزم بالمحلية وضيق الأفق فلا يشكلون خطرا على الأمن الفرنسي.

جدير بالذكر أن فرنسا حاولت كثيرا إقناع دول الاتحاد الأوروبي بإرسال بعثات عسكرية للساحل فلم توافق سوى إستونيا التي اكتفت بإرسال 50 جنديا فقط.