هل أقر الأميركيون بالطابع 'الإرهابي' لهجوم فلوريدا؟

هل أقر الأميركيون بالطابع 'الإرهابي' لهجوم فلوريدا؟
الإثنين ٠٩ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠١:٠٨ بتوقيت غرينتش

بعد تصريحات أولية أفادت بأن منفذ هجوم فلوريدا، تصرف بمفرده عندما قتل ثلاثة أشخاص وأصاب ثمانية آخرين، قال مستشار الأمن القومي الأمریكي روبرت أوبراین، إن حادث إطلاق النار في قاعدة بینساكولا البحریة بولایة فلوریدا، یبدو ھجوما إرھابیا. وطالب السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام بتعليق برنامج تدريب العسكريين السعوديين في الولايات المتحدة، حتى انتهاء التحقيق في الهجوم.

العالم - تقارير

أقدم طالب عسكري سعودي (يوم الجمعة 6 ديسمبر)، على قتل ثلاثة أشخاص وجرح ثمانية آخرين، عندما فتح النار على فصل دراسي في قاعدة بينساكولا الجوية، وهي قاعدة رئيسية تابعة لسلاح البحرية الأمريكية في ولاية فلوريدا.

مطلق النار يدعى "محمد سعيد الشمراني"، وهو ضابط مبتعث في سلاح الجو السعودي كان يحضر تدريبا في القاعدة في إطار برنامج للبحرية الأمريكية.

ويعتبر هذا الحادث هو الثاني الذي يقع في قاعدة عسكرية أمريكية هذا الأسبوع، إذ كان بحار أمريكي قد قتل بالرصاص عاملين في قاعدة "بيرل هاربر" في هاواي يوم الأربعاء الفائت.

وفتحت السلطات الأمريكية تحقيقا في الحادث لمعرفة الدافع وراء قيام المسلح بإطلاق النار، وما إذا كان الحادث عملاً إرهابيا.

وسرعان ما اكتشف للمحققين أن الشمراني قد نشر ما يشبه بيانا في حسابه في تويتر يظهر كراهية تجاه الولايات المتحدة إذ وصفها بأنها "دولة شر".

وبحسب الموقع الذي يتابع أخبار الجماعات المتطرفة، كتب الشمراني في المنشور الموجهة "للشعب الأميركي": "أنا لست ضدكم لأنكم فقط من الأميركيين، أنا لا أكرهكم بسبب حرياتكم، أكرهكم لأنكم كل يوم تدعمون وتمولون وترتكبون جرائم ليس فقط ضد المسلمين بل أيضا ضد الإنسانية.. أنا ضد الشر، وأميركا عموما تحولت إلى دولة شر".

وأضاف أنه "يكره" أميركا كذلك بسبب "دعمها لإسرائيل وغزو بلدان مسلمة". واقتبس كلمة لزعيم تنظيم القاعدة الارهابي السابق أسامة بن لادن: "الأمن مصير مشترك. لن تشعروا بالأمن حتى نعيشه واقعا في (فلسطين)، وتخرج القوات الأميركية من أراضينا".

الى ذلك، كتبت مديرة موقع "سايت" ريتا كاتز كتبت في تويتر أن كلمات الشمري توحي "بدافع إرهابي"، مشيرة إلى أنه "لا يدعي الولاء لأي جماعة، ولكنه يحاكي بن لادن":

وأشارت كاتز في تغريدة أخرى إلى أن هجوم فلوريدا يشبه هجمات سابقة شهدت تسلل إرهابيين إلى منشآت عسكرية أميركية بوسائل مختلفة، وفتح النار على عاملين أميركيين فيها، مثل قاعدة الملك فيصل الجوية في الأردن في نوفمبر 2016 ، وعدة حوادث أخرى في أفغانستان.

وذكرت مجموعة سايت انتيليجنس التي ترصد الأنشطة الجهادية على الإنترنت، السبت، أنه قبل إطلاق النار بفترة قصيرة، نشر حساب على تويتر يحمل اسما مطابقا لاسم مرتكب الحادث "وصية" تصف الولايات المتحدة بأنها "أمة شريرة" وتنتقد دعمها لـ"إسرائيل".

وذكر مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي (اف بي آي) أمس الأحد، أن التحقيق الجاري حول هجوم إطلاق النار الدموي الذي نفذه طيار سعودي في قاعدة جوية لسلاح البحرية الأمريكي في فلوريدا يتم إجراؤه "بافتراض أن هذا كان عملا إرهابيا".

وكانت رئيسة فريق المحققين بمكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية، قد أعلنت سابقا، أن المحققين يعتقدون أن مرتكب حادث الهجوم على قاعدة تابعة للبحرية بولاية فلوريدا يوم الجمعة الماضي، "تصرف بمفرده".

ووفقا لما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، قالت راشيل روخاس، المحققة الخاصة المسؤولة عن مكتب التحقيقات إن مطلق النار استخدم في الهجوم مسدس "جلوك 45" عيار 9 مليمترات اشتراه بشكل قانوني.

تحقيق مع سعوديين

وعلى خلفية حادث إطلاق نار تورط فيه ضابط سلاح جو سعودي، تم اعتقال ستة أشخاص سعوديين كانوا متواجدين قرب مكان الحادث أثناء وقوعه، لاستجوابهم، وتقول مصادر أخرى إن عدد المعتقلين السعوديين 10 اشخاص .

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن ثلاثة من المحتجزين شوهدوا وهم يقومون بتصوير الحادث بأكمله.

الى ذلك كشف وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، أن طالبا سعوديا أو اثنين قاما بتصوير إطلاق النار في قاعدة بينساكولا العسكرية بفلوريدا، لكنه قال إن سبب تصويرهما للهجوم ليس واضحا. وأضاف في تصريحات لبرنامج "Face the Nation، أن بعض الأصدقاء السعوديين لمطلق النار محمد الشمراني تم اعتقالهم بعد الحادث، وأن واحدا أو اثنين منهم قاما بتصوير الهجوم.

وأوضح إسبر أنه ليس واضحا إذا ما كانا قد استعدا لتصوير ما حدث قبل وقوعه، أو بادرا لذلك عندما رأوا ما جرى، داعيا إلى انتظار استكمال التحقيقات.

تعليق تدريب العسكريين السعوديين

بينما يتلقى مئات من الجنود السعوديين كل عام تدريبات ضمن القوات المسلحة الأميركية، بات برنامج تدريب العسكريين السعوديين في الولايات المتحدة على المحك، بعد يومين من الهجوم الارهابي في فلوريدا.

وحث نواب جمهوريون البنتاغون على وقف تدريب الأجانب بعد إطلاق النار الدموي الذي نفذه طيار سعودي الجنسية في قاعدة جوية لسلاح البحرية الأمريكي في فلوريدا.

والجانب النادر في هذه المرحلة بحسب المحللين، هو توافق نواب من الجمهوريين والديموقراطيين على نقطة بعد يومين من إطلاق النار: وجوب التدقيق عن كثب في برامج التبادل العسكري بين واشنطن والرياض.

وقال السناتور الجمهوري "ليندسي غراهام" المقرب من الرئيس دونالد ترامب صباح أمس الأحد، في مقابلة مع قناة فوكس نيوز إن البرنامج "يجب تعليقه" حتى يتم في شكل كامل كشف ملابسات ما حدث في ولاية فلوريدا. وتابع غراهام أن "السعودية بلد حليف، لكن هناك شيء خاطئ بشكل أساسي، يجب إبطاء البرنامج وإعادة تقييمه".

من جهته دعا النائب الجمهوري عن فلوريدا "مات غايتس" على قناة ايه بي سي إلى "وقف البرنامج". وقال في هذا السياق "ينبغي ألا نرحب بالطلاب السعوديين الجدد حتى تكون لدينا ثقة تامة بعملية التدقيق لدينا"، مشددا على ضرورة "مراقبة أنشطتهم للتأكد من عدم وجود تطرف".

من جهتها نددت المعارضة الديموقراطية بسياسة حكومة ترامب تجاه السعودية، متهمة إياها باعطاء مصالحها الاقتصادية والعسكرية الأولوية بدلا من مسألة حقوق الإنسان.

وقال "كوري بوكر" الذي يخوض السباق الديموقراطي للترشح الى البيت الأبيض لقناة "إيه بي سي" الأحد إن "العلاقة بيننا غير مقبولة"، مشيرا الى الطائرات الأميركية التي "تزود بالوقود طائراتهم التي تقصف اليمن بقنابل صنعت في الولايات المتحدة".

بدوره، اعتبر مستشار الأمن القومي الأمریكي روبرت أوبراین، أن حادث إطلاق النار في قاعدة "بینساكولا" البحریة بولایة فلوریدا، یبدو ھجوما إرھابیا.

وأضاف أوبرانین أمس الأحد،في تصریح لمحطة "سي.بي.إس" الأمریكیة: " بالنسبة لي یبدو أنه ھجوم إرھابي... لا أرید الحكم مستبقا التحقیق، ولكن یبدو أن ھذا شخص من المتطرفين".

تودد سعودي لواشنطن على خلفية الحادث

وأجرى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز اتصالا بالرئيس الأميركي دونالد ترامب إثر الهجوم.

وأبلغ الملك السعودي الرئيس الأمريكي الجمعة بأنه وجه أجهزة الأمن السعودية بالتعاون مع السلطات الأمريكية التي تحقق في الهجوم المميت بقاعدة عسكرية في فلوريدا.

الى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اتصل بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأحد، وعبر عن تعازيه ودعمه لعائلات ضحايا إطلاق الرصاص بقاعدة بحرية في فلوريدا.

وأكد ابن سلمان للرئيس الأمريكي أن السلطات السعودية ستعرض تعاونها المطلق مع الولايات المتحدة، وستزودها بكل المعلومات التي تساعد في التحقيقات.