مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية.. موعد وأجندة

مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية.. موعد وأجندة
السبت ١٨ يناير ٢٠٢٠ - ١٠:٢٠ بتوقيت غرينتش

تستضيف العاصمة الألمانية، غدا الأحد، «مؤتمر برلين» حول الأزمة الليبية، بمشاركة 11 دولة عربية وغربية معنية بالملف الليبي، بالإضافة إلى ممثلين عن 4 مؤسسات دولية وإقليمية، وذلك في مسعى للتوصل إلى حل سلمى للنزاع الليبي.

العالم - ليبيا

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن مشاركتهما في المؤتمر، كما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن توجه مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي إلى ألمانيا لحضور المؤتمر والعمل على تعزيز وقف إطلاق النار الهش والضغط على القوى الخارجية للانسحاب من الصراع الليبي.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين، في مؤتمر عبر الهاتف: «النتيجة الناجحة ستكون القضية الرئيسية المتمثلة في وقف إطلاق النار.. بالطبع سيكون من الجيد أن تكون هناك أشياء أخرى.. لكن الأساس سيكون استمرار وقف إطلاق النار».

فيما قال مكتب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أمس الأول: إن خليفة حفتر ملتزم بوقف إطلاق النار ومستعد لحضور المؤتمر، وجاء ذلك بعد لقاء مع حفتر في بنغازى.

ووصل حفتر، أمس الأول، في زيارة مفاجئة إلى العاصمة اليونانية أثينا التى لم تتم دعوتها للمشاركة في مؤتمر برلين، وقال رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس: إن استبعاد اليونان من مؤتمر برلين «خطأ»، مشيرا إلى أنه سيناقش الموضوع مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وحذر ميتسوتاكيس، خلال لقاء مع القناة اليونانية «ألفا» من أن اليونان «سترفض داخل الاتحاد الأوروبي أى اتفاق سلام في ليبيا إذا لم تلغ الاتفاقات بين أنقرة وحكومة فايز السراج»، مضيفا: «قلت لنظرائي الأوروبيين: إن اليونان لن تقبل أبدا بحل سياسي خلال قمة أوروبية لا تلغي مذكرة التفاهم»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

يأتى اهتمام اليونان بمؤتمر ليبيا على خلفية الاتفاقية التي وقعتها تركيا قبل عدة أسابيع مع حكومة السراج بشأن الحدود البحرية؛ حيث تعتبر اليونان الاتفاق التركي الليبي انتهاكا للقانون الدولي البحري كونه تجاهل وجود جزيرة كريت اليونانية، وفي وقت أعلن فيه وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز، أن سفينة التنقيب التركية «ياووز»، ستبدأ خلال ساعات مهمة جديدة للتنقيب عن الغاز والبترول في شرق المتوسط (خط «لفكوشا ــ 1»)، في إطار الاتفاق مع السراج.

وكانت ميركل دعت إلى عقد قمة حول ليبيا في برلين الأحد غدا، وأعلنت رسميا عن قائمة تضم 11 دولة لحضور المؤتمر؛ حيث وجهت الدعوات بشكل رسمى على مستوى رؤساء الدول والحكومات لأمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا والصين وروسيا ومصر والكونغو (بصفتها رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي حول ليبيا) والجزائر والإمارات وتركيا.

كما شملت الدعوات مؤسسات إقليمية ودولية هي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، ووجهت الدعوة إلى حفتر ورئيس ما يسمى بـ«المجلس الرئاسى»، فايز السراج.

في غضون ذلك، أعربت وزارة الخارجية في حكومة السراج عن انتقادها لعدم إشراك كل من تونس وقطر فى مؤتمر برلين حول ليبيا، مؤكدة، في رسالة وجهتها إلى السفارة الألمانية لدى ليبيا، على أن مشاركة هاتين الدولتين يدعم محادثات السلام وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في ليبيا، وفقا لبوابة إفريقيا الإخبارية، كما طلبت تركيا، هي الأخرى، دعوة قطر للمؤتمر.

بدوره، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أنه تم الاتفاق على الوثائق الختامية لمؤتمر برلين حول ليبيا وأنها لا تتعارض مع قرارات مجلس الأمن في الشأن الليبي.

وقال لافروف، في المؤتمر الصحفى حول نتائج الدبلوماسية الروسية في عام 2019، أمس: «بالنسبة لمؤتمر برلين، فقد أيدنا تلك المبادرة منذ البداية، لأنه كلما زاد عدد الدول الراغبة في مساعدة الليبيين في تهيئة ظروف تسوية الأزمة، كلما كان أفضل»، بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية.

وتابع لافروف: «الهدنة في ليبيا لا تزال قيد الاحترام وموسكو تأمل أن تستمر»، كما أكد لافروف مشاركته في مؤتمر برلين حول ليبيا.

وتتأهب شرطة برلين لتأمين العاصمة الألمانية خلال انعقاد مؤتمر ليبيا، وقال متحدث باسم الشرطة، أمس: إن شرطة العاصمة ستتلقى دعما من الشرطة الاتحادية وعدد من الولايات لتأمين الأجواء خلال هذه الفعاليات، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.

وذكر المتحدث أن الشرطة ستبدأ في إجراءات التأمين الخاصة بالمؤتمر، اليوم السبت، خلال وصول المدعوين وستنتهى منها يوم الإثنين بمغادرتهم، مشيرا إلى احتمالية حدوث إعاقات فى حركة النقل من حين لآخر، خاصة في مطار تيجل والحي الحكومي.

ومن المنتظر تنظيم مسيرات واحتجاجات، غدا الأحد، في برلين، من بينها مظاهرتان ضد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفقا لبيانات الشرطة الألمانية.

من ناحية أخرى، أفادت مصادر إخبارية، أمس الأول، ببدء تركيا إرسال معدات عسكرية ودفاعية جديدة إلى ليبيا، إضافة إلى إرسال أجهزة اتصال ومعدات إلى الميليشيات الموالية لحكومة السراج، كما قامت تركيا بإرسال خبراء عسكريين جدد إلى العاصمة الليبية طرابلس إلى جانب 40 شخصا من القوات الخاصة التركية، في وقت نقل مستشارين تابعين لحكومة السراج مقر إقامتهم إلى تركيا.

من جهته، قال آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية في قوات حفتر المبروك الغزوي: إن تركيا ما زالت تقوم بإرسال المسلحين لدعم قوات حكومة السراج في طرابلس.

وأضاف الغزوي، في تصريحات صحفية نقلتها بوابة «إفريقيا الإخبارية»، أمس الأول، أن «تحريات استخبارات الجيش الليبي أكدت أن الجسر الجوي الذي ينقل المرتزقة السوريين من تركيا إلى مطار معيتيقة لم يتوقف حتى بعد إعلان الهدنة».

كان وزير الخارجية سامح شكرى، حذر من أن إرسال قوات تركية إلى ليبيا يجلب تداعيات سلبية إلى مؤتمر برلين، وجاء ذلك خلال مكالمتين هاتفيتين أجراهما شكرى، أمس الأول، مع نظيريه اليونانى نيكوس دندياس، والإيطالى لويجى دى مايو، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية.

وفي سياق متصل، أكد رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، رفضه وجود «قوات عسكرية أخرى وأسلحة ومقاتلين جدد فى ليبيا»، مشددا على أن وقف إطلاق النار «مهم للغاية».

وقال كونتى، فى تصريحات للصحفيين عقب مباحثات مع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون بالجزائر، أمس الأول: إن بلاده يمكن أن تؤيد إرسال كتيبة لحفظ السلام فى ليبيا «إذا لزم الأمر»، موضحا أن هذه المسألة ستكون واحدة من الموضوعات المقرر مناقشتها فى برلين، لكنه استدرك قائلا: «يجب أن نتحرك تجاه حل سياسى»، وفقا لوكالة «نوفا» الإيطالية.

كلمات دليلية :