معرة النعمان مفتاح نصر الشمال والتحرير

معرة النعمان مفتاح نصر الشمال والتحرير
الخميس ٣٠ يناير ٢٠٢٠ - ٠٦:٠٤ بتوقيت غرينتش

هزيمة جديدة تضاف لسجل المجموعات المسلحة على ابواب معرة النعمان في ريف ادلب. هو تقدم استراتيجي جديد يحققه الجيش السوري، يفتح الطريق امامه لانهاء ما تبقى من معاقل الارهاب في ادلب وكامل الشمال السوري.

هو قرارٌ للجيش السوري بإعادة رسم الخرائط من جديد، وتغير خارطة السيطرة في ريف ادلب و ريف حلب اصبح امر لا مناص منه، فالجيش الذي يسعى لاعادة فتح الطريق الدولي الواصل بين حلب وحماة من جهة وحلب واللاذقية من جهة اخرى، دشنه بعملية عسكرية توجت بالسيطرة على معرة النعمان معقل المسلحين المهم في ريف ادلب والخزان الاستراتيجي لهم.
الطريق الى معرة النعمان جاءت نتيجة المعرفة الدقيقة والمدروسة للجيش السوري في طبيعة تلك المنطقة جغرافيا، ما سهل مهمة الجيش في تلك المنطقة، فالمعركة التي سيطر فيها على ثاني اكبر مدن محافظة ادلب، انطلقت من ثلاث محاور، عبر خطة تقضي بقطع الطريق الواصل بين معرة النعمان وسراقب من الجهة الشمالية للمدينة، ليصار بعدها الى تطويق المدينة من تلك المحاور، بعد السيطرة على بلدات بوبولين وتقانة الحامدية ومعر حطاط التي تتواجد على اطرافها نقطة مراقبة تركية، وتقدم باتجاه بسيدا التي تحد المعرة من جهة الجنوب، واخرج القرى في ريف المعرة الشرقي من دائرة العمليات العسكرية عبر ابعادها عن مسرح العملية، وفرض حصار ناري من الجهة الغربية على المعرة بعد السيطرة على بلدة كفروما، وبدأ يضيق الخناق على المسلحين في داخلها، مبتعدا عن اقتحام احياء المدينة، ومنهكا المجموعات المسلحة على المستوى العسكري والنفسي، وذلك سهل تشتيت قوة المجموعات العسكرية، وجعلها خارج اطار الفعالية النارية او القدرة على الحركة والنار والمناورات الدفاعية او الهجومية.
معركة معرة النعمان تعتبر بنظر الخبراء العسكريين، انجاز عسكري سيكون له تأثير على سير العمليات العسكرية في مختلف المناطق على طرفي الطريق الدولي دمشق حلب، حيث تعتبر من المدن الإستراتيجية لتربعها على موقع جغرافي هام، فضلاً عن الأهمية العسكرية التي من الممكن أن تشكل نقطة انطلاق للعمليات العسكرية غرب الاوتستراد الدولي وريف إدلب الغربي، فهي تبعد عن مدينة حلب شرقاً حوالي الـ70كم، وعن مدينة إدلب شمالاً 30كم، وتبعد عن محافظة حماه جنوباً قرابة الـ60كم، ومما أعطى مدينة المعرة الأهمية هو توسطها اهم طريق بري في سوريا وهو الواصل بين حلب ودمشق، الذي جعل منها نقطة حيوية، إضافةً إلى ربطها أرياف إدلب الغربية والشمالية والشرقية ببعضها، وتفتح المجال واسعا اما الجيش باتجاه مدينة سراقب التي بات على بعد 9 كيلومترات منها.
وبموازاة هذا التقدم عادت آليات الجيش السوري لتتحرك في ريف حلب الجنوبي الغربي فبعد عمليات تمهيد موسعة و عملية تقدم خاطفة استطاعت وحدات الجيش بسط سيطرتها على تلة المحروقات و رحبة خان طومان و معراتة و خان طومان اضافة الى التفاف جزء من القوات و سيطرتها على جمعية الصحفيين و الراشدين الخامسة التي بدورها حاصرت النقطة التركية في الراشدين و أوقعت منطقة الراشدين الرابعة بين فكي كماشة من جهة الراشدين الخامسة و خان طومان.
التقدم لم يكن بالامر السهل فبعد تمهيد استمر لعدة ايام اتبع الجيش سياسة السيطرة على التلال الحاكمة ناريا للمناطق المنبسطة في ريف حلب الجنوبي الغربي ومهد الطريق امام قوات المشاة لتتقدم بريا وتثبت نقاطها مقتحمة عددا كبيرا من الدشم والانفاق والمتاريس التي انشأتها الجماعات المسلحة التي لم تجدي نفعها في صد تقدم الجيش السوري، الذي قام على اساس القفزات السريعة مع هامش كبير في المناورة، ما يحرم المسلحين القدرة على تحديد اتجاه الهجوم الأساسي، حيث تعتبر هذه المعركة معركة تلال بامتياز، استطاع الجيش السوري السيطرة على عدد كبير من التلال الحاكمة التي فرضت ايقاع المعارك بنغمة خاصة. اما من الناحية الاستراتيجية فان الجيش السوري بات يسيطر ناريا على الراشدين الرابعة وعلى جزء من الطريق الدولي حلب دمشق وتتحضر قواته للتقدم باتجاه الطريق الدولي على غرار ما حصل في ريف ادلب.
إن السيطرة على معرة النعمان في ريف ادلب وخان طومان في ريف حلب، هو بوابة تغير المعادلات العسكرية والسياسية في المعارك الدائرة في شمال البلاد، وهذا ما يجعل تلك المنطقة في ترقب للمعركة الفاصلة، حيث يبقى الصوت الاعلى فيها لوحدات الجيش السوري التي باتت على مقربة من انهاء تواجد المسلحين في ريف ادلب .