خيارات السلطة الفلسطينية في مواجهة صفقة ترامب

خيارات السلطة الفلسطينية في مواجهة صفقة ترامب
السبت ٠١ فبراير ٢٠٢٠ - ٠٥:٢٨ بتوقيت غرينتش

خلال اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، اعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قطع أية علاقة بما فيها الأمنية مع الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة، مطالبا "اسرائيل" بتحمل مسؤوليتها كقوة احتلال للاراضي الفلسطينية.

العالم - تقارير

بعد اربعة ايام من إعلان خطة ترامب للتسوية في الشرق الاوسط والتي تنتقص من الحقوق الثابتة للفلسطينيين بجعل مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة لـ"إسرائيل"، عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، لمناقشة ما يترتب على خطة ترامب وتبعاتها على الفلسطينيين ومستقبلهم.

وفي كلمة ألقاها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمام الوزراء العرب، قال إنه يطالب "إسرائيل" من الآن فصاعدا بتحمل "مسؤوليتها كقوة احتلال" للاراضي الفلسطينية، مؤكدا انه لن يقبل صفقة ترامب، ولن يسجل في تاريخه بانه باع القدس.

وقال إنه ابلغ الاسرائيليين ان خطة ترامب هي نقض لاتفاق اوسلو وبالتالي من حق الفلسطينيين مواصلة النضال المشروع بالوسائل السلمية من أجل إنهاء الاحتلال.

وقال عباس انه رفض استلام نص الصفقة الامريكية والرد على مكالمة ترامب او استلام رسالة منه، مشيرا الى ان السلطة قررت قطع العلاقة مع الإدارة الأمريكية.

واكد عباس ان الامريكيين يقصدون بابو ديس عاصمة لفلسطين وليس القدس، مشيرا الى انه لم يحصل اي تقدم في القضية الفلسطينية منذ ان استولت الولايات المتحدة عليها.

واستعرض رئيس السلطة الفلسطينية مطولا بنود الخطة الامريكية للتسوية التي أكد انها "تناقض كذلك قرارات الشرعية الدولية".

واوضح عباس ان الخطة تقضي "بضم 30% من الضفة الغربية الى إسرائيل وبضم القرى العربية في المثلث التي يقطنها 250 الف عربي في فلسطين المحتلة الى الدولة الفلسطينية" تعويضا عن اراضي المستوطنات في الضفة الغربية.

واشار الى أن الخطة تقضي بأن "تبدأ إسرائيل في تنفيذها على الفور أي أنه سيبدأ بضم المستوطنات، أما نحن فلن نطبقها الا بعد 4 سنوات عندما نثبت حسن النوايا".

وهذه هي المرة الاولى التي يعلن فيها عباس قطع العلاقات الأمنية مع الكيان الإسرائيلي منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 والمرة الأولى التي يؤكد فيها تخليه عن التزاماته بموجب الاتفاق.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن يوم الثلاثاء الماضي بحضور نتنياهو؛ الخطوط الرئيسية لما يسمى "صفقة القرن"، والتي تتضمن إقامة شبه دولة فلسطينية "متصلة" في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق بلا مطار ولا ميناء بحري، وعاصمتها "في أجزاء من القدس الشرقية"، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة لـ"إسرائيل".

كما تنص "صفقة ترامب" على تجريد قطاع غزة من السلاح، في إشارة إلى سلاح المقاومة الذي بحوزة كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية "حماس"، وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وإجبار الفلسطينيين على الاعتراف بـ"يهودية إسرائيل"، ما يعني ضمنياً شطب حق عودة اللاجئين إلى ديارهم وأراضيهم التي هجروا منها عام 1948.

وتعليقا على الاجتماع الطارئ للوزراء العرب في القاهرة كتب الكاتب والمحلل السياسي عبدالباري عطوان ان العرب المتخاذلين المطبعين الذين يقفون في الخندق الاسرائيلي ويعايرون الفلسطينيين بان عليهم العودة الى التفاوض مع حلفائهم الاسرائيليين الجدد لان رفضهم الحالي مثل رفضهم لكل الصفقات الاخرى يقود الى المزيد من الخسائر وضياع فرص السلام، نقول الى هؤلاء بانهم اذا كانوا قد قبلوا بضياع القدس وفلسطين والاستسلام للاملاءات الامريكية والاسرائيلية فان شعوبهم والشعب الفلسطيني لن تقبل الهوان والاذلال وستواصل التضحيات حتى تحرير كل الاراضي والمقسات الاسلامية في فلسطين المحتلة.

يذكر ان وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة عبر خلال الاجتماع عن تطلع بلاده أن يتم النظر في خطة ترامب وبدء مفاوضات مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

كما تساءل عطوان انه لماذا لم يعلن عباس صراحة في خطابه امام الجامعة العربية قرار إلغاء التنسيق الامني مع "اسرائيل"، وحل السلطة والانسحاب من اتفاق اوسلو وجميع الالتزامات المترتبة عليه بعد انهيار حل الدولتين وتغول الاستيطان وضم القدس والاعتراف بها كعاصمة ابدية لكيان الاحتلال بدعم امريكي، وقال ان حل السلطة هو الطريق الوحيد لعودة الامور الى طبيعتها مؤكدا ان حركة "فتح" التي يتزعمها عباس وقادت النضال الفلسطيني طوال الاربعين عاما الماضية وقدمت آلاف الشهداء والجرحة والاسرى، تستطيع ان تغير كل المعادلات على الارض وتعيد للثورة الفلسطينية زخمها وتسقط "صفقة القرن" بالتعاون والتلاحم مع كل فصائل المقاومة الاخرى اذا اعطاها عباس الضوء الاخضر للتحرك.

وشدد على ان المقاومة هي التي حررت جنوب لبنان وقطاع غزة، وزوال السلطة وكل هياكل اوسلو سيغير الوضع ليس في فلسطين المحتلة وانما في منطقة الشرق الاوسط كلها.