ترامب وبيلوسي.. الوجه الأخر للديمقراطية الأمريكية

ترامب وبيلوسي.. الوجه الأخر للديمقراطية الأمريكية
الأربعاء ٠٥ فبراير ٢٠٢٠ - ٠٩:٣٠ بتوقيت غرينتش

في مشهد يكشف زيف وادعاء وتبجح المنادين بقيم الديمقراطية الامريكية وفي مقدمتها "الشفافية" و "الموضوعية" و "المسؤولية"، القى الرئيس الامريكي دونالد ترامب خطاب الاتحاد امام الكونغرس، حيث تعامل مع خصومه السياسيين بطريقة يأباها حتى أسوأ رئيس دكتاتوري!.

العالم - كشكول

يبدأ المشهد بدخول ترامب قاعدة مجلس الشيوخ الأمريكي ليسلم نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الامريكي نسخة من الخطاب الذي سيلقيه، فتمد بيلوسي يدها لتحيته الا ان ترامب يتجاهلها ويمضي لإلقاء خطابه دون اكتراث.

في المقابل بعد انهاء ترامب خطابه نهضت بيلوسي من مقعدها خلفه الى جانب نائب الرئيس مايك بنس، لتظهر وهي تقوم بتمزيق نسخة من خطاب الرئيس الأمريكي الذي قدمه لها وتلقيه جانبا باستخفاف.

هذا المشهد شاهده عشرات الملايين داخل وخارج امريكا، وهو مشهد اظهر للعلن وبشكل فاضح حجم المصالح الشخصية والحزبية الضيقة التي تُسيّر السياسة الامريكية، فالرئيس الامريكي الغارق في الفضائح السياسية والاخلاقية والمالية وبالوثائق نراه يلقى دعما اعمى وغير محدود من قبل اعضاء الكونغرس من الجمهوريين، الذي وقفوا وراءه وقفه جاهلية ومنعوا حضور الشهود وتقديم الادلة في محاكمته البرلمانية امام مجلس الشيوخ ومهدوا بذلك الارضية لتبرئته.

وتجنب ترامب الحديث عن مساءلته ، لكن جراح المعركة بدت واضحة في الكلمة التي وقف له خلالها رفاقه الجمهوريون مصفقين بينما ظل خصومه الديمقراطيون جالسين صامتين معظم الوقت.

المضحك ان ترامب لم تفارقه عادة الكذب وهو يلقي خطابه ، ففي الوقت الذي كان يرى بأم عينه ان الديمقراطيين لم يقفوا له ولم يصفقوا له طوال خطابه، رغم انهم يهيمنون على مجلس النواب ونصف مجلس الشيوخ، فنراه يخاطب الحضور والشعب الامريكي والعالم بقوله:"حالة اتحادنا أقوى من ذي قبل"!!، واللافت ان الديمقراطيين جلسوا لا يحركون ساكنا، الا انهم بدأوا يهزون رؤوسهم عندما قال ترامب جملته عن "قوة الاتحاد في عهده"!.

خطاب ترامب كان استعراضيا بكل ما للكلمة من معنى ، فالرجل يعاني من انا متضخمة وقد اعاد كلمة "انا" عشرات المرات واستهزأ بشكل سوقي بكل من حكم امريكا قبله وبكل من يعارضه، ولم تلق حفلة الجنون التي كان بطلها سوى اعجاب من هم على شاكلته.