تحذير من تجاهل الملف المائي في صفقة ترامب

تحذير من تجاهل الملف المائي في صفقة ترامب
الأحد ١٦ فبراير ٢٠٢٠ - ١٢:٥٤ بتوقيت غرينتش

حذر خبير مياه أردني ودولي بارز من تجاهل  صفقة ترامب {صفقة القرن} للملف المائي وعدم إعطاء هذا الملف الوزن المطلوب، مطالبا بلاده رسميا برفض هذه الصفقة تماما بسبب المخاطر المائية التي تنتج عنها.

العالم- الاحتلال

وتقدم وزير المياه الأردني الأسبق الدكتور حازم الناصر بورقة تقرأ صفقة ترامب مائيا وبصورة لافتة للنظر، واعتبر أن تجاهل الملف المائي ينم بوضوح عن سوء نية تجاه إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران.

وقال الناصر في ورقته المعمقة مائيا والتي أرسلها لصحيفة ”القدس العربي” بأن المتفحص للمبالغ المالية المرصودة ضمن ما يسمى بصفقة القرن يجد أن مجموع ما خصص للمياه في فلسطين وغزة وسيناء والأردن لا يتعدى 3 مليارات دولار ومئة مليون على فترة زمنية من عامين إلى عشرة أعوام.

وأوضح الناصر بأن الأردن أنفق هذا المبلغ لوحده رغم ضيق الحال ودون صفقات مع أي جهة لتلبية احتياجاته المائية المتزايدة خلال فترة اللجوء السوري وبين عامي 2013 – 2017.

ويعتبر الدكتور الناصر من أهم الخبراء في الأردن بالوضع المائي في المنطقة والعالم وله جولات من المناكفة مع الصهاينة بعد إفشالهم لمشروع قناة البحرين الذي أشرف عليه.

وفي حديث سابق مع “القدس العربي”، تحدث الوزير الناصر عن مماطلات صهيونية تظهر مستوى متقدما من الإنكار والجحود في الملف المائي مثل الملف السياسي.

وفي قراءته المالية المثيرة أوضح بأن القائمين على صفقة ترامب يعلمون جديا بأن دولة فلسطين لن تقوم بدون مخطط مائي طويل الأمد قابل للاستمرار والاستدامة.

ولذلك تنكرت الصفقة لاتفاقيات المياه السابقة الموقعة مع الفلسطينيين وتضمنت الاستمرار بالسيطرة على المناطق الغنية بالمياه السطحية والجوفية وبناء المستعمرات عليها مثل ما حصل في منطقتي القدس ونابلس، وأيضا مثل ما يحصل في حال السيطرة الصهيونية على الأراضي المحاذية لنهر الأردن.

وأصر الناصر على أن الاحتلال ضمن صفقة ترامب لم یتخذ من المياه ومواردها مناطق حدودية مع الفلسطينيين لأن الإستراتيجية تغيرت في ظل وجود فائض من الغاز.

وأشار الناصر إلى الفترات التي كانت فيها منابع نهر الأردن محركا للعدوان الصهيوني وللحروب منذ عام 1948 والتي انتهت بخطوط هدنة تتلاءم والسيطرة على موارد للمياه في نهر الأردن والضفة الغربية والجولان وطبريا.

وتمكن کيان الاحتلال من السيطرة على مرتفعات الضفة الغربية وبالتالي على مخزونها الجوفي بالمياه الذي سحبه الاحتلال بطرق جائرة ودون أدنى نصيب للفلسطينيين في مياههم.

ولاحظ الناصر أن صفقة ترامب ركزت في مشاريعها على شبكات المياه والخطوط الناقلة من الداخل الصهيوني باتجاه الضفة وسيناء وغزة والأردن وتجاهلت بالوقت نفسه الاتفاقيات المبرمة سابقا ومن بينها اتفاق ناقل البحرين الذي یعيقه الاحتلال نهارا جهارا ثم تصر على إدخاله بالصفقة لكي تقول للأمريكيين والأوروبيين بأنها تدعم التعاون الإقليمي.

واعتبر الناصر بأن إستراتيجية الاحتلال ناتجة عن عدم وجود موارد مالية جديدة للسيطرة عليها في الضفة الغربية وعلى أساس امتهان مهنة بيع المياه مقابل ثمن طبعا لكل من يحتاج، فهي لديها مياه البحر المتوسط القابلة للتحلية ولديها الطاقة الرخيصة وأفضل تكنولوجيا لتحلية المياه.

أما السيطرة على شمال البحر الميت فله أسبابه برأي الناصر ظاهرها التوسع في احتلال الأرض وترسيم حدود جديدة.

وباطنها أسباب أخرى لها علاقة بصناعة البوتاس من البحر الميت والتي تدر المليارات، ومع أن مياه البحر الميت بانحسار فإن المخطط الصهيوني يحاول تجاهل حقوق الفلسطينيين، ومصلحة الأردن أن تكون دولة فلسطين متشاطئة معه لأنه في حال استمرار الحصار مياه البحر الميت شمالا يتوقع وخلال 25 عاما أن لا يوجد شاطئ في البحر الميت داخل حدود الاحتلال 1948 وبالتالي يخطط الصهيوني لاستغلال مياه البحر الميت في تلك الفترة حيث تتواجد مليارات من الأملاح والبوتاس.

وحاول الناصر تذكير المجتمع الدولي بالمواثيق التي تمنع بأي شكل من الأشكال استخدام المياه كسلاح لقهر واضطهاد الشعوب.