زيارة لاريجاني لبيروت ودمشق وتبجح نتنياهو بعلاقات العرب معه

الثلاثاء ١٨ فبراير ٢٠٢٠ - ٠٧:٥١ بتوقيت غرينتش

ناقش برنامج بانوراما، زيارةَ رئيسُ البرلمان الايراني علي لاريجاني الى دمشق وبيروت ولقائهِ كبارَ المسؤولينَ في البلدين في ظروفٍ استثنائية يمرُّ بها البلدان كما تمرُّ بها المنطقة.

رحلة مكوكية لرئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني، لافتة في الزمان والمكان، قادته الى العاصمة اللبنانية بيروت التي وصلها من العاصمة السورية دمشق.
سلسلة لقاءات رسمية اجراها لاريجاني في بيروت مع المسؤولين اللبنانيين. ففي قصر بعبدا التقى رئيس البرلمان الايراني، الرئيس ميشيل عون على رأس وفد مرافق، حيث تناول الطرفان اخر التطورات في المنطقة والاوضاع في لبنان.
لاريجاني نقل للرئيس عون رسالة من نظيره الايراني حسن روحاني تناولت العلاقات بين البلدين، واستعداد ايران لمساعدة لبنان في كافة المجالات وخصوصا في القطاع الاقتصادي.
كما التقى لاريجاني نظيره اللبناني نبيه بري، وتناول اللقاء شؤونا برلمانية مشتركة بين البلدين كما والعلاقات الثنائية.
وقال لاريجاني:"نحن مسرورون بتشكيل الحكومة في لبنان ونأمل بان تتمكن من حلحلة المشاكل وتلبية مطالب الشعب. ايران لا تألو جهدا للتعاون مع الحكومة اللبنانية في كافة المجالات، والجمهورية الاسلامية لن تخفي مساعدتها للمقاومة ولبنان هو جزء من المقاومة. محادثاتنا كانت شاملة في جميع المجالات.
لاريجاني وضمن جدول زيارته التقى أيضاً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، و النخب اللبنانية كما التقى قادة وممثلي القوى والفصائل الفلسطينية.
وكان رئيس مجلش الشورى الايراني، وفي بداية زيارته الى المنطقة، التقى في العاصمة السورية الرئيس بشار الاسد، حيث بحث الجانبان الانتصارات التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه في الحرب ضد الجماعات الارهابية في ادلب وريف حلب، والمواقف الغربية والاميركية المعادية لسورية وايران. وخلال اللقاء اكد لارجاني مواصلة دعم بلاده لسوريا في مساعيها للقضاء على الارهاب على اراضيها كافة.
زيارة المسؤول الايراني الرفيع، تأتي برأي مراقبين في وقت حساس جدا لجهة التدخلات التركية في شمال سوريا، وتنصل انقرة المستمر منذ سنتين لاتفاقية سوتشي حيال الجماعات الارهابية في ادلب. كما تعكس تلك الزيارة اهتماما ايرانيا في بلاد الشام ضمن مسار تعزيز محور المقاومة وتأكيد رفض كل المشاريع العدوانية من الجوار السوري التي تستهدف وحدة وسيادة الدولة السورية.

في ملف بانوراما الثاني نتناولُ موضوعَ التطبيع مع كيانِ الاحتلال وهرولةَ بعضِ الانظمةِ العربية نحوَهُ واخرُها نظامُ البرهان في السودان، في وقتٍ استقبلت السعودية اولَ مستوطِنٍ اسرائيلي زارَها بشكلٍ رسمي. فيما يختلفُ موقفُ الشارعِ العربي عما يَجري ويبتعدُ كلَ البعدِ عن الانظمةِ التي بادرت الى هذه الخطوة.
لا يوفر رئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فرصة للتشدق بقدرته على تطويع أنظمة عربية كانت تمانع في اجهار علاقاتها معه خوفا من غضب شارعها. حيث يقود نتنياهو عملية التطبيع الذي بدأ منذ اكثر من عشر سنوات.
وأحدث المحطات التحاق السلطات السودانية بركب المطبعين وتحليق اول طائرة اسرائيلية فوق الاجوال السودانية، بعد تبريرات وتفسيرات اوردها رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان للقائه السري مع نتنياهو في اوغندا وتذرعه بمصالح وطنية سودانية تتمثل بمساعدة اللوبي الصهيوني لرفع البلاد من قائمة العقوبات الاميركية.
البرهان لم يجد مفرا من التغريد في سرب التطبيع الذي يضم اضافة لمصر والبحرين الامارات والسعودية، حيث بدأت باستقبال المستوطنين الاسرائيليين بشكل رسمي.
فقد كشفت صحيفة يديعوت احرونوت ان اول مستوطن اسرائيلي ويدعى اليكس لابشين زار السعودية بشكل رسمي. ونقلت عنه الودية التي عومل فيها من قبل السعوديين الذين قال انهم سعداء بتطور علاقة الرياض مع الاحتلال. كل ذلك رغم تاكيد السلطات السعودية عدم رغبتها باستقبال اي مستوطن اسرائيلي.
أوجه عديدة يستخدمها الاحتلال لتمرير التطبيع والترويج لقبول عربي للكيان الاسرائيلي كواقع موجود لا بد من التعامل معه. وهو ما تبجح فيه نتنياهو مشيرا الى ان القبول العربي للاحتلال بات مجانيا.
وقال نتنياهو:"كان يقال ان الطريقة الوحيدة لكي يقبلنا جيراننا هي اعادة الارض اي الارض مقابل السلام. لدي فكرة افضل وهي اننا اقوياء بحيث تمكنا بهذه القوة ان نصنع السلام مع جيراننا العرب".
عناوين عديدة تستخدم لتمرير نظرية التطبيع عبر الزيارات الاجتماعية التي يقوم بها مطبعون عرب للاراضي المحتلة، وافتتاح معابد يهودية بمبالغ ضخمة تحت عنوان التسامح. كل ذلك يسرع من عملية اعلان التطبيع رسميا. غير ان هذا التطبيع ما يزال مقتصرا على الانظمة والحكومات بعيدا عن شعوب المنطقة التي ما زالت متمسكة بنظرتها للعلاقة مع الاحتلال، لاسيما الشعب الفلسطيني الذي قال كلمته منذ البداية ويكررها في كل مناسبة في الميدان وليس بالبيانات والاستنكارات.