السودان ترفع الدعم عن الخبز والمحروقات

السودان ترفع الدعم عن الخبز والمحروقات
الأربعاء ٠٤ مارس ٢٠٢٠ - ٠٦:١٧ بتوقيت غرينتش

زادت المخاوف في الشارع السوداني من انفجار ثورة جديدة بعد إقدام الحكومة الانتقالية على خطوات لرفع الدعم عن المحروقات والخبر والتي تعد أحد أسباب ثورة ديسمبر التي أطاحت بنظام البشير.

العالم - السودان

وقالالمحلل السياسي السوداني الدكتور عبد الملك النعيم: قبل أن تقوم الحكومة برفع الدعم رسميا عن السلع الاستراتيجية "الخبز والمحروقات"، حيث ارتفعت الأسعار بشكل جنوني في الخرطوم لكل السلع، سواء كانت سلع استراتيجية أم غير ذلك، كما أن هناك ندرة في بعض السلع والأدوية.

وتابع المحلل السياسي: إذا كان هذا هو الوضع الآن قبل رفع الدعم، فمن الطبيعي جدا أنه بمجرد رفع الدعم عن المحروقات والقمح ستتضاعف أسعار هذه السلع بطريقة لا تمكن المواطن العادي من تلبية احتياجاته الأساسية.

وأضاف النعيم: حسب تجارب سابقة في السودان، رفع الدعم عن المحروقات سيؤدي إلى رفع سعر كل السلع، لأن مقدم الخدمة يقوم بتحميل الزيادات على السلع والخدمات نظرا لزيادة مصاريف النقل نتيجة رفع أسعار المحروقات.

أزمة طاحنة

وأشار االنعيمر إلى أن الخطورة الثانية مرتبطة بالمواصلات العامة والنقل الجماعي، حيث تشهد الخرطوم أزمة طاحنة في المواصلات العامة وصفوف البنزين والمحروقات وتصطف السيارات في طوابير طويلة، جعلت الحكومة تحدد الكمية التي يقوم المواطن بصرفها بمعدل 4 لتر في اليوم، وقامت بفتح محطات جديدة تجارية تبيع المحروقات بأسعار غير مدعمة وتساوي 4 أضعاف السعر المدعم، تمهيدا لرفع الدعم النهائي.

بدائل وحلول

وذكر النعيم: الآن هناك أزمة محروقات ومواصلات، فإذا رفع الدعم ستكون هناك ندرة في المواصلات وستزداد معاناة المواطنين والطلاب ولجميع العاملين في الدولة، مسألة رفع الدعم عن المحروقات والقمح تحتاج إلى تريث شديد ودراسة متعمقة جدا، وإيجاد البدائل قبل تنفيذ رفع الدعم ومنها على سبيل المثال، تنشيط التعاونيات في الأحياء ومواقع العمل للسلع الإستراتيجية وتسلم بالبطاقات للمواطنين حتى يمكنهم تسيير حياتهم بشكل أفضل، وما زاد عن ذلك يطرح بالسوق وبأسعار تجارية، كما يجب توفير كميات من المحروقات للمواصلات التي بين الولايات ويتم مراقبتها، إن لم تكن الإجراءات دقيقة ومتريثه في هذا الأمر، أتوقع أن تكون الآثار السالبة لرفع الدعم أكبر الإيجابيات، وهذا الكلام بعيدا عن أي شروط قد تملى من الخارج أو من الداخل وفقا للواقع الذي يعيشه المجتمع، وإن لم نقرأ المسألة كحزمة واحدة، لا أعتقد أن رفع الدعم سيؤدي إلى نتائج إيجابية.

من جانبه قال الدكتور محمد الناير الخبير الاقتصادي السوداني إن قضية الدعم يثار حولها جدل كبير حول إمكانية معالجتها في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، حيث لا يوجد استقرار في الاقتصاد السوداني الذي يتطلبه رفع الدعم وحتى لا يتولد دعما جديدا نتيجة لتراجع العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية.

الآثار السالبة

وتابع الخبير الاقتصادي أن: رفع الدعم يتطلب أن تكون مرتبات ذوي الدخل المعقول حتى يتحملوا التطورات التي تصاحب عملية رفع الدعم من زيادة في أسعار السلع والخدمات، وأن تكون هناك شبكة ضمان اجتماعي تستطيع امتصاص الآثار السالبة لتلك السياسات على الطبقات الضعيفة والمتوسطة، أو أن يكون لدى الدولة شبكة نقل عام تمكنها من تثبيت تعريفة النقل بالنسبة للمواطنين للتخفيف من آثارها، وكل العوامل السابقة لم يتوفر عامل واحد منها للاقتصاد السوداني حتى يقبل على رفع الدعم.

روشتة صندوق النقد

وأكد الناير أن السودان ينفذ الآن وبصورة واضحة روشتة صندوق النقد الدولي بصورة صارخة تؤثر سلبا على معاش المواطن وتضيف ضغوطا عليه بصورة كبيرة، لكنهم بالفعل وبشكل رسمي بدأوا في تطبيق سياسة رفع الدعم على المحروقات من خلال محطات الوقود التجاري، والآن يتم التفكير في قضية الخبز التجاري.

غضب شعبي

ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن تلك السياسات قد تضع المواطن تحت ضغوط مواجهة متطلبات الحد الأدنى من المعيشة، وهو الأمر الذي قد يفجر غضبا شعبيا جارفا، لأنه يفترض أن تكون الحكومة الانتقالية بحجم ثورة ديسمبر/كانون الأول على نظام البشير.

ومنذ 21 أغسطس/ آب الماضي، يشهد السودان فترة انتقالية تستمر 39 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات، ويتقاسم السلطة خلالها كل من المجلس العسكري، وقوى "إعلان الحرية والتغيير"، قائدة الحراك الشعبي.