ازمة كورونا.. وسياسة الكيل بمكيالين الاسرائيلية

ازمة كورونا.. وسياسة الكيل بمكيالين الاسرائيلية
الأحد ٢٢ مارس ٢٠٢٠ - ٠٥:٢٧ بتوقيت غرينتش

تزامنا مع قيام قوات الاحتلال الاسرائيلي بمنع المصلين الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى المبارك بحجة منع انتشار فيروس كورونا، قام عشرات الصهاينة باقتحام باحات الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال. ويأتي ذلك في وقت يستغل فيه الاحتلال أزمة كورونا لمواصلة انتهاكاته ضد الفلسطينيين فضلا عن الاستمرار في مشاريعه الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية.

العالم-تقارير

المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة يتعرض لانتهاكات متكررة واقتحامات يومية من قبل الصهاينة، في مخطط عنصري يهدف الى تقسيمه زمانيا ومكانيا، كما فعلوه سابقا في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة.

وفي هذا الإطار وعلى الرغم من تضييق سلطات الاحتلال إجراءاتها ضد المصلين الفلسطينيين منذ بدء أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد وإغلاقها معظم أبواب المسجد الأقصى المبارك بذريعة مكافحة هذا الفيروس، اقتحم عشرات المستوطنين ساحات المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الأحد، من جهة باب المغاربة بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وجاءت حملة الاقتحام خلال قترة الاقتحامات الصباحية، التي تجددت بعد توقفها يومي الجمعة والسبت بسبب العطلة الأسبوعية، حيث تولت قوات الاحتلال تأمين وحماية المستوطنين لباحات المسجد الأقصى أثناء عبورهم باتجاه باب السلسلة كالمعتاد، وصولا إلى باب الرحمة لتأدية طقوس تلمودية في ساحات المسجد قبل أن يعودوا من باب المغاربة.

وتواصل قوات الاحتلال إغلاق معظم أبواب المسجد الأقصى المبارك باستثناء ثلاثة أبواب، وهي حطة والمجلس والسلسلة، بحجة مكافحة فيروس كورونا، في وقت حذر فيه نشطاء فلسطينيون من نوايا خبيثة للاحتلال الاسرائيلي تستهدف المسجد الأقصى.

ويتزامن إغلاق ابواب الأقصى مع حملة إبعاد صهيونية تستهدف مرابطين ومدافعين عن الأقصى المبارك طالت عشرات النشطاء والمرابطين، ووجهت لمعظمهم قرارات إبعاد عن الأقصى لفترات متعددة، وتحرير مخالفات باهظة بحقهم، ومن بينهم مدير الأوقاف الفلسطيني الشيخ عبدالعظيم سلهب.

وكانت قوات الاحتلال، اقتحمت ليل السبت، منزل رئيس مجلس الأوقاف في القدس الشيخ سلهب، وسلمته غرامة مالية لعدم منع المصلين الفلسطينيين من أداء صلاة الجمعة.

وقال الشيخ سلهب، إن قوات الاحتلال اقتحمت منزله وسلمته مخالفة مضمونها، أنه لم يغلق المسجد الأقصى في وجه المصلين، وعليه يقتضي دفع غرامة مالية.

وأشار إلى أن الهدف من هذه المخالفات والإجراءات هو إغلاق المسجد الأقصى في وجه المصلين، وقال إن المسجد مسجدنا ونحن نصلي في الساحات، ولدينا تعليمات من مديرية المسجد الأقصى كيف يصلون وكيف يغادرون المسجد.

وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية تكيل بمكيالين وتسمح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى يوميا، وتمنع المصلين من دخول المسجد، وتحرر مخالفات بحقهم بحجة انتشار مرض كورونا.

وكان مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس قرر وقف الصلاة في المساجد المسقوفة، وأداء الصلوات في ساحات الأقصى، ضمن الاجراءات الاحترازية للوقاية من كورونا، وبسبب إجراءات الاحتلال الاسرائيلي في الاقصى، أدى 500 مصل فقط صلاة الجمعة الماضية، في حين تفتح سلطات الاحتلال المسجد لاقتحامات المستوطنين التي تسير وتيرتها بصورة مطردة في الآونة الأخيرة، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته للتسوية التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية، والتي رفضها الفلسطينيون.

وفي سياق قريب، واصلت قوات الاحتلال انتهاكاتها العسكرية ضد الاهالي في الضفة الغربية، حيث احتجزت، الأحد، أربعة شبان فلسطينيين على حاجز عسكري قرب مستوطنة "دوتان" قرب مدينة جنين، وشرعوا بتفتيش المركبات والتدقيق في هويات ركابها، ما أدى الى إعاقة تحركات المواطنين، بالرغم من المخاطر الصحية التي تواجه الفلسطينيين، بسبب تفشي فيروس كورونا.

وتأتي هذه الممارسات، وأخرى تشمل مداهمة المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، في ظل انتشار فيروس كورونا بشكل واسع في فلسطين المحتلة، وتسجيل إصابات في صفوف قوات جيش الاحتلال، وفي ظل سعي الحكومة الفلسطينية لمحاصرة انتشاره في مناطقها.

وارتفع عدد المصابين في الكيان الاسرائيلي إلى 938 حالة بعد تسجيل إصابة جديدة وهو ضابط في جيش الاحتلال وفق اعلان وزارة الصحة الإسرائيلية.

وفي سياق آخر، أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية أن مدينة القدس تتعرض لسلسلة استفزازات وانتهاكات تقوم بها سلطات الاحتلال، مستغلة الانشغال العالمي بالتغلب على فيروس كورونا.

وقال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، التابع لمنظمة التحرير، في تقريره الأسبوعي حول الاستيطان، السبت الماضي، إنه في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمحاولة كسب الحرب الدائرة مع فيروس كورونا، تنشغل حكومة الإحتلال بمشاريع تستهدف فصل القدس الشرقية عن بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وربط مستوطنة "معاليه أدوميم" بشكل خاص مع باقي المستوطنات الأخرى جنوب القدس، فقد بات واضحا أن حكومة الإحتلال بصدد حسم مصير القدس وعزلها عن محيطها من القرى والمدن الفلسطينية، بعد أن بدأت في إقامة الجدار إلاسمنتي بدل الأسلاك الشائكة لفصل منطقة الشيخ سعد عن قرية صور باهر جنوب القدس المحتلة في إطار مسار الجدار.

وذكر التقرير أن المستوطنين يواصلون بحماية الجيش، تجهيز شارع زعترة-حوارة الجديد، الذي يبلغ طوله 7 كيلومترات، للربط بين المستوطنات المقامة في محافظتي نابلس وسلفيت، في إطار خطة التشجيع الحكومي لتعزيز الاستيطان في مناطق شمال الضفة الغربية. وأشار المكتب إلى أن المحاكم الإسرائيلية ترفض استلام شكاوى المواطنين أصحاب الأراضي التي تم الاستيلاء عليها، بذريعة أنها لا تستقبل أي بريد باليد بسبب كورونا.

كما قام مستوطنون بنصب خيام وغرفة متنقلة، قرب البؤرة الاستيطانية، المقامة على أراضي خلة حمد في الأغوار الشمالية، وذلك في إطار استغلالهم الظروف الحالية لتوسعة البؤر الاستيطانية في المنطقة، خاصة وأن مستوطني الأغوار كثفوا اعتداءاتهم على الرعاة وملاحقتهم في مختلف مناطق الأغوار بشكل شبه يومي.

من جهتها دعت وزارة الخارجية الفلسطينية، المجتمع الدولي، إلى قمع التمييز العنصري الذي تمارسه سطات الاحتلال ضد الفلسطينيين، وأكدت على حق الشعب الفلسطيني حيثما وجد، في التمتع بحقوقه ودون أي إجحاف بحقوقه الشرعية غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في تقرير المصير والاستقلال الوطني والسيادة وحق اللاجئين في العودة.

الى ذلك، حمل رئيس الوزراء الفلسطيني محمد آشتية، السلطات الاسرائيلية كقوة قائمة بالاحتلال المسؤولية عن سلامة الفلسطينيين القاطنين في مدينة القدس.

وحمّل آشتيه خلال مؤتمر صحافي، الاحتلال مسؤولية رعاية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مطالبا بالإفراج الفوري عنهم وخاصة المرضى والأطفال والنساء منهم.

يذكر انه وللمرة الاولى كشفت إدارة سجون الاحتلال الاسرائيلي، الخميس الماضي، عن وجود أربع حالات إصابة بكورونا في صفوف الاسرى الفلسطينيين في ظل تجاهلها المطالب بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين رغم تفشي الوباء.

ومنذ بدء أزمة انتشار كورونا في فلسطين المحتلة، تحاول سلطات الاحتلال استخدامها بأشكال متعددة ضد الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية المحتلتين. ومع إعلان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو منع التجمهر لأكثر من 100 شخص، تصاعد الدعوات في كيان الاحتلال لتطبيق القرار على صلوات المسلمين في المسجد الأقصى. كما طالبت سلطات الاحتلال بمنع فلسطينيي الضفة الغربية من دخول الأقصى بحجة منع نقل الفيروس، بعد اكتشاف الحالات الأولى في بيت لحم.