بعد تفكك تحالف “أبيض أزرق”..

ما هو مستقبل القائمة العربية المشتركة في ’كنيست’ الاحتلال؟

ما هو مستقبل القائمة العربية المشتركة في ’كنيست’ الاحتلال؟
الثلاثاء ٣١ مارس ٢٠٢٠ - ٠٦:٢٤ بتوقيت غرينتش

تعرض تحالف “أبيض أزرق” في الكيان "الاسرائيلي" إلى ضربة قاسمة بعد تحالف زعيمه بيني غانتس مع بينامين نتنياهو، أدت إلى تفككه، وذلك بعد انسحاب حزبي “هناك مستقبل” بزعامة وزير المالية، الإعلامي السابق يائير لابيد، و”تيليم” بزعامة وزير الدفاع الأسبق موشي يعلون، من التحالف.

العالم - فلسطين المحتلة

وباتت القائمة العربية المشتركة في موقف ضعيف، بعد أن كانت تأمل في دور أكبر بانضمامها لتحالف غانتس قبل أن ينضم لنتنياهو، ما دفعها للحديث عن إمكانية إلغاء العديد من القوانين العنصرية التي تستهدف الفلسطينيين، خاصة ما يتعلق بصفقة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

الآن، وبعد أن ضحى بها غانتس، تبحث الجماهير الفلسطينية عن إجابة للعديد من الأسئلة التي تتعلق بدور القائمة المقبل في الكنيست في ظل الوضع الراهن، وكذلك كيف ستتعامل مع قوانين القومية، وضم الأراضي والتي وعدت سابقا بمجابهتها؟

تفكك تحالف غانتس وتفكك تحالف “أبيض أزرق”، المنتمي لتيار الوسط الصهيوني، رسميا بعدما وافق الكنيست، المؤلف من 120 مقعدا على انفصال حزب “هناك مستقبل”، وحزب “تيليم”، ليصبح لدى غانتس 15 مقعدا فقط من 33 مقعدا فاز بها التحالف في انتخابات 2 مارس/آذار.

وفاز حزب الليكود "المحافظ" بزعامة نتنياهو بـ36 مقعدا في ثالث انتخابات خلال عام، على نحو غير مسبوق. وأصدر حزبا “هناك مستقبل” و”تيليم” بيانا مشتركا قالا فيه إنهما سيكافحان من منطلق المعارضة لحماية "الديمقراطية" المهددة ومراقبة كيفية تعامل الحكومة مع تفشي فيروس كورونا والأزمات الاقتصادية ذات الصلة.

ووفقا لوسائل إعلام عبرية، لم يتوقف الأمر عند تفكك تحالف “أبيض أزرق”، حيث يشهد الحزبان المعارضان اللذان انسحبا من هذ التحالف أيضا حالات انشقاق، في ظل توجه عدد من النواب المنتمين إليهما للانضمام لحزب غانتس ”حوسن ليسرائيل- المناعة لإسرائيل، الذي سيصبح الشريك الائتلافي القادم لحزب “الليكود” المتحالف بدوره مع أحزاب اليمين – الحريديم.

معارضة ضعيفة

محمد حسن كنعان، النائب العربي السابق في الكنيست، قال “بعد تفكيك قائمة أبيض أزرق سيذهب بيني غانتس ومعه عدد من النواب إلى ائتلاف حكومي، لم يتوقعه الـ 61 نائبا الذين أعلنوا تأييدهم له لتشكيل حكومة”.

وأضاف في تصريحات لـ”سبوتنيك”، “ عمليا سيكون هناك ائتلاف واسع، وستبقى المعارضة ضعيفة ومن ضمنها القائمة العربية المشتركة، مما يصعب عليها العمل من خلال مقعد المعارضة”.

وتابع: “لكن ستعمل القائمة بكل قوة من أجل استغلال كافة الإمكانيات لتحقيق بعض المكاسب العينية، وفيما يخص قانون القومية، لا تستطيع القائمة من موقعها أن تغير أي شيء، لكن ربما ستمنع في المستقبل سن بعض القوانين العنصرية”.

وأكد أن “اليمين الإسرائيلي زاد قوته بعد انضمام بيني غانتس لحكومة بنيامين نتنياهو”.

وفيما يخص التناوب على رئاسة الحكومة بين نتنياهو وغانتس، قال: “لا أعتقد أن نتنياهو بإمكانه تنفيذ وعوده، التناوب لعبة سياسية، كان الهدف منها أن يحمي نفسه من القضاء الإسرائيلي”.

حكومة قوية ومعارك صعبة

من جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة “فتح” قال: بعد الاقتراب من تشكيل حكومة إسرائيلية موسعة بالاتفاق بين بنيامين نتنياهو وبيني غانتس أصبحت المعارضة مجتمعة بما فيهم أفيغدور ليبرمان ضعيفة في مواجهة هذه الحكومة.

وأضاف في تصريحات لـ”سبوتنيك”، “من بقى خارجها لن يتجاوز 47 صوتا مقابل 73 صوتا على الأقل حتى الآن مع الحكومة الجديدة”.

وأكد أن “قرارات الحكومة الجديدة ستكون قرارت يمينية متطرفة حيث أن غانتس ومن بقي معه كانوا مصنفين يمين الوسط وبالتالي مواجهة هذا التحالف سيكون صعبا على القائمة العربية التي كانت متفائلة بنهاية حكم نتنياهو واليمين”.

وتابع: “العديد من القرارات العنصرية التي ستعرض للتصويت في الكنيست ستجابه برفض واحتجاج من القائمة العربية وبقايا اليسار وبالتالي أصوات المعارضة لهذه القرارات مثل ضم مناطق من الضفة الغربية لن تتجاوز 30 صوتا في أحسن الأحوال”.

وعن مستقبل القائمة العربية، أضاف: “تحاول ترتيب أوراقها من جديد بعد أن خذلها غانتس من خلال التركيز على العمل الإعلامي لفتح كل السياسات العنصرية للحكومة الجديدة وستستمر بقتالها من داخل الكنيست حتى لو كان صوتها ضعيفا خاصة أنها لن تكون قائدة للمعارضة بسبب حصول ائتلاف لبيد يعلون على 18 مقعدا”.

وأنهى حديثه قائلا: “المعارك داخل الكنيست ستكون صعبة ولكن لا سبيل سوى مواجهتها بالطريقة المعتادة”.

وانتخب زعيم تحالف “أبيض أزرق” بيني غانتس رئيسا للكنيست، وذلك في إطار صفقة مع حزب “الليكود” بقيادة بنيامين نتنياهو، وصوت لصالح غانتس 74 عضوا في الكنيست، مقابل 18 صوتا ضده وامتناع باقي الأعضاء عن التصويت.

وفي أول كلمة له بعد انتخابه، قال غانتس إن “الديمقراطية انتصرت”، مضيفا أن انتخابه جاء “من أجل توحيد الناس”، حسب تعبيره.

وحسب التقارير الإعلامية، فإن انتخاب غانتس رئيسا للكنيست يأتي تمهيدا لتشكيل حكومة وحدة بين غانتس ونتنياهو، على الرغم من أنه لم يتم الإعلان عن أي تحرك من هذا القبيل رسميا.

وهنأ نفتالي بينيت، وزير الحرب الصهيوني، بيني غانتس على قيامه بـ”خطوة شجاعة بالانضمام لحكومة برئاسة نتنياهو”.

وتسببت خطوة غانتس بانقسام في تحالف “أزرق أبيض”، وواجه غانتس انتقادات من قبل شركائه السابقين في التحالف، الذين اتهموه بـ”تقسيم “أزرق أبيض” من أجل دخول حكومة نتنياهو”، حسب تعبير زعيم حزب “هناك مستقبل” يائر لابيد.

وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قد دعا مرارا إلى تشكيل حكومة وحدة لمواجهة أزمة فيروس كورونا، بينما تعثرت جهود بيني غانتس لتشكيل حكومة جديدة دون الدخول في حكومة واحدة مع نتنياهو، الأمر الذي كان قد تعهد به غانتس قبل وبعد الانتخابات الأخيرة التي جرت في 2 مارس/ آذار.

يشار إلى أنه أجريت انتخابات الكنيست الـ23، في الثاني من الشهر الجاري، وحصل حزب “الليكود” الحاكم، بقيادة نتنياهو، على 36 مقعدا، في حين جاء حزب “أزرق أبيض”، بزعامة غانتس، في المرتبة الثانية بحصوله على 33 مقعدا فقط. وحصلت “القائمة المشتركة” على 15 مقعدا، فيما حصل حزب “شاس” على 9 مقاعد، وحزب “يسرائيل بيتينو” على 7 مقاعد، وحزب “يهدوت هتوراه” 7 مقاعد، وكتلة “العمل – غيشر – ميرتس” 7 مقاعد، نهاية بحزب “يمينا” الذي حصل على 6 مقاعد.