لماذا تجدد السعودية استجداءها لقطر؟

لماذا تجدد السعودية استجداءها لقطر؟
الأحد ٠٧ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٥:٤٣ بتوقيت غرينتش

الخبر وإعرابه

العالم- الخبر وإعرابه

الخبر:

جدد المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة استعداد بلاده لإقامة علاقات مع قطر.

الإعراب:

-هذه هي المرة الثانية التي یتجدد فيها استجداء السعودية وشركائها الإقليميين لاستئناف العلاقات والتفاعل مع قطر. والفارق بالطبع في ظل الظروف الجديدة هو أنه لم يتم ذكر الشروط الثلاثة عشر الأولى لإقامة العلاقات، ولا الشروط المعدلة ، ولكن المعلمي أكد فحسب على إنهاء وجود تركيا في قطر وقطع العلاقات القطرية مع إيران.

- بينما قطعت السعودية والإمارات ومصر والبحرين علاقاتها مع قطر من جانب واحد قبل أربع سنوات أي في يونيو 2017 ، مطالبة عبر فرض الحصار عليها برا وجوا وبحرا أن تغير قطر سياساتها بقبول الشروط الـ 13 لکن قطر رفضت هذه الشروط وشددت على استقلالها السياسي. هذا الرفض کان له وقعه الشديد علی الدول العربية الأربع خاصة السعودية بوصفها العقل المدبر والمنظم الرئيس لفرض الحصار علی قطر ، التي هددت أيضا بدعم منافسي أمير قطر علی السلطة ، ولكن اليوم وبعد أربع سنوات من الحصار، ربما يكون الإنجاز الأكثر أهميةً والنتيجة الأوضح التي حققتها هذه الدول من الحصار هي أن القيادة السعودية المزعومة للعالم الإسلامي، وخاصة اقتدارها المزعوم في المنطقة باتا یواجهان أسئلة جادة.

إن الاستجداءات السعودية المتکررة لقطر عبر المنصات الرسمية الدولية والرامية لاستئناف العلاقات تظهر في وقت تکشف فيه أحداث اليمن وليبيا عن الوضع الهش للاقتدار السعودي وشرکائها. ومن البدهي أن تحديد شروط مسبقة لقطر في مثل هذه الظروف تشبه في الأکثر فکاهة سياسية.

من المستبعد جدا أن تتوقع السعودية وشركاؤها من قطر أن تتخلى عن تركيا كشريك أيديولوجي أو أن تهمل إيرانَ كدولة دعمت سيادة قطر وحکومتها في الظروف العصيبة الماضية وقدمت أكبر قدر من المساعدة لها. يقال إن أيدي أمريکا وراء تكرار هذه المطالب. وتعتقد بعض المصادر أن الولايات المتحدة تحاول فتح المجال الجوي لهذه البلدان الأربعة أمام قطر في ضوء إعادة العلاقات بينها وذلك من أجل حرمان إيران من التوصل إلی منافع تدرّها عليها رحلات الخطوط الجوية القطرية فوق هذا البلد وبالتالي لإکمال ضغوطها القصوی ضد إيران. بالطبع هذا أيضًا أحد مطالب السعودية.

أصبحت مقاومة قطر شعباً وحکومةً أمام الحصار المفروض عليها من قبل السعودية وشركائها على مدى السنوات الأربع الماضية نموذجًا جديدًا لـ"لعيش بدون السعودية" في المنطقة. ويبدو من المستبعد أن ترضی قطر بتشويه صورة نموذجها إلا في ضوء تلقي بعض التنازلات.