الثلاثي الأوروبي والإتفاق النووي.. "إللي إختشوا ماتوا"

الثلاثي الأوروبي والإتفاق النووي..
الأربعاء ١٧ يونيو ٢٠٢٠ - ١١:٤٢ بتوقيت غرينتش

يمكن خلاصة دور الثلاثي الاوروبي ، فرنسا وبريطانيا والمانيا، في الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1 بثلاث جملة : " لا يسمع لا يرى لا يتكلم"، فرغم ادعاء هذه الدول بانها "كبرى" إلا انها لم تتمكن حتى بالظهور بمظهر من يحترم توقيعه الموجود في ذيل الاتفاق النووي، وظلت تبتلع إهانات الرئيس الامريكي دونالد ترامب لما يقارب من ثلاث سنوات بإبتسامات بلهاء وتصريحات جوفاء.

العالم - كشكول

الثلاثي الاوروبي الذي كان اكثر انتهاكا للاتفاق النووي من ترامب نفسه، فالاخير لم ينافق وخرج من الاتفاق نهارا جهارا تنفيذا لنصيحة رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو،وبإعتراف الاخير نفسه ، الا ان الثلاثي الاوروبي لم ينفذ ايا من بنود الاتفاق فحسب بل سحب جميع شركاته من ايران واغلق ابواب جميع مصارفه ومؤسساته المالية امام ايران ، وأيّد ضمنا موقف ترامب وتناغم مع سياسة نتنياهو، وبدأ يقدم قراءات قريبة جدا من قراءة الثنائي( ترامب نتنياهو) للاتفاف النووي، ومهددا بين الفينة والاخرى ايران من "مغبة" عدم الالتزام بالاتفاق النووي، في مقابل الية "سرابية" اطلق عليها عبارة "اينستكس" لا تغني ولم تسمن من جوع.

اللافت ان هذا الثلاثي الذي سكت دهرا، امام التعاون المذهل لايران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشهادة 17 تقريرا صادرا عن الوكالة ذاتها، وامام الالتزام اللافت لايران بالاتفاق النووي رغم انسحب امريكا منه وفرضها عقوبات ظالمة غير مسبوقة على ايران ، وامام الموقف المتفرج والمخزي للثلاثي الاوروبي ، نراه اليوم ينطق كفرا، وذلك بعد التقرير المسيس والمكتوب بلغة ترامب ونتنياهو الذي قدمه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، على ضوء تقارير امريكية اسرائيلية مزيفة، فاذا بالثلاثي الذي لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم، نراه يسمع ويرى ويتكلم، حيث اعلن احدهم انه "لا يمكن للأوروبيين الجلوس متفرجين وحسب دون فعل أي شيء"!!، بينما المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول، فقالت ان فرنسا تعمل مع بريطانيا وألمانيا لحمل مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الضغط على إيران للتعاون مع الوكالة، وان على ايران مثلها مثل أي دولة ترسل إليها الوكالة طلبا لدخول مواقع، أن ترد دون تأخير أو شروط، للسماح لمفتشي الوكالة بالتحقق من عدم وجود مواد أو أنشطة نووية غير معلنة على أراضيها".

اللافت ان فرنسا التي كانت السباقة في اخراج شركاتها من ايران وقطع كل العلاقات الاقتصادية والتجارية والمالية مع ايران الملتزمة بالاتفاق النووي، رضوخا لبطلجة امريكا التي انسحبت من الاتفاق النووي وفرضت على ايران حظرا احادي الجانب اول من التزم به فرنسا وشقيقتاها المانيا وبريطانيا، تطلب اليوم من ايران ان تفتح جميع منشآتها النووية وغير النووية امام المفتشين الدوليين لـ"التأكد من التقارير الامريكية والاسرائيلية"!!.

كلما تابعت مواقف الثلاثي الاوروبي من الاتفاق النووي، ونفاق هذا الثلاثي الذليل لامريكا والصهيونية العالمية، يقفز الى ذهني المثل الشعبي المصري القائل "اللي إختشوا ماتوا"، فوقاحة الثلاثي الاوروبي هي وقاحة غريبة، لانها ممزوجة بذلة، يمارسها ترامب ضده ليل نهار، دون ان يحرك ذلك حمية او كرامة في الجسد الاوروبي الرخيص.