فيما يعيش وهم الانتصار على كوفيد 19..

'السوبرمان' ترامب.. هل يتمكن اللحاق بمنافسه بايدن؟

'السوبرمان' ترامب.. هل يتمكن اللحاق بمنافسه بايدن؟
الثلاثاء ٠٦ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٦:١٥ بتوقيت غرينتش

توجه الرئيس الاميركي دونالد ترامب مباشرة بعد خروجه من المروحية التي اقلته من المستشفى العسكري، الى شرفة البيت الابيض ووقف أمام عدسات المصوّرين الذين كانوا بانتظاره في الأسفل.. نزع الكمامة الطبية.. رفع إبهاميه (علامة النصر) وأدّى التحيّة العسكرية.

العالم - كشكول

ليس فيلما فكاهيا هزليا، انما ضرب الرجل (الذي لم يشف كليا بعد من مرضه)، ضربه مسٌ من كورونا كوفيد 19 فبات يشعر انه اقل اتزانا وأكثر خفة ومناعة ضد كوفيد-19 وضد الهزيمة الانتخابية.

ترامب يراهن اليوم وقبل اقل من شهر على الاستحقاق الرئاسي في مواجهة خصمه الديموقراطي، يراهن على ورقة القائد القوي (السوبرمان) الذي تغلب على الفيروس وطلب من الاميركيين "الا يدعوا الفيروس يسيطر على حياتهم"، وكثف التغريدات والفيديوهات، متوسلا بالاستعراضات الاعلامية مصدقا كذبته انه قد شفي تماما مِمّا المَّ به من تداعيات صحية جراء الوباء الذي اهلك مئات الالاف في مختلف بقاع الارض وفي الولايات المتحدة حتى باتت الجثث تعج في شوارع نيويورك في بداية انتشاره.

تقول الاخبار الواردة من واشنطن وحسب وكالات الانباء ان ترامب قام اثر عودته الى البيت الابيض مساء الاثنين، باخراج هزلي ممتاز مذكرا اميركا والعالم بحبه لاستفزاز الصحفيين وعموم الاعلاميين، وانه قلل من مخاطر كوفيد-19 محاولا وسط استطلاعات الرأي السيئة، ان يربط بين اكتسابه مناعة ضد الفيروس ومناعة مماثلة ضد الهزيمة الانتخابية.. رغم علم الجميع في داخل بلده وخارجه ان مستقبله السياسي بات على المحك وهو مليء بمؤشرات سلبية.

وفقا لآخر استطلاع للرأي لـ(CNN) و(SSRS) نشرت نتائجه صباح اليوم الثلاثاء، بات بايدن يتقدم عليه بـ16 نقطة في نوايا الاصوات (41% مقابل 57%)، وكان استطلاع آخر لـ(NBC) و"وول ستريت جورنال" نشر أول أمس الاحد اظهر تقدم بايدن ب14 نقطة، ما دفع ترامب اليوم لتعجيل اللحاق بمنافسه الديموقراطي جو بايدن والتصريح بانه يريد أن تجري المناظرة الرئاسية المقبلة معه رغم إصابته بفيروس كورونا المستجد، فكتب في تغريدة له: "أتطلع للمناظرة مساء الخميس 15 تشرين الأول/أكتوبر في ميامي. ستكون مناظرة عظيمة".

اثار خطاب ترامب انتقادات شديدة في الاوساط الطبية، مع شكوك في نجاحه في ايصال الرسالة في بلد تجاوز فيه عدد الوفيات 210 الفا، وسيكون وباء كوفيد-19 في 2020 ثالث سبب وفاة في الولايات المتحدة.

حقيقة الامر ان تراجع ترامب في استطلاعات الرأي مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، يثير قلق مواليه ومريديه ومناصريه، وهو أيضا يتخوف في قرارة نفسه من ان يصبح الرئيس الذي انتخب لولاية واحدة خلافا لاسلافه الثلاثة باراك اوباما وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون.

يبدو ان ترامب الذي تعرض لانتقادات منذ بدء تفشي فيروس كورونا لتغريداته اللا مسؤولة وقلة تعاطفه، مصمم على الاستمرار في النهج نفسه، وقد غرد بعد عودته الى البيت الابيض بعد ان امضى ثلاثة ايام في مستشفى وولتر ريد العسكري "الانفلونزا الموسمية على الابواب!"، وتسائل "هل سنغلق البلاد؟ كلا لقد تعلمنا التعايش معها كما سنتعايش مع كوفيد-19 الذي لم يعد قاتلا لدى غالبية المصابين!" ضاربا بالارقام عرض الحائط.

غير ان الطاقم الطبي اكد بوضوح ان خروج ترامب من المستشفى لا يعني عودة الامور الى طبيعتها، فيما التزم عدد من النواب الجمهوريين الصمت عندما غرد ترامب الاثنين من المستشفى الذي ادخل اليه مساء الجمعة قائلا: "لا تخافوا من كوفيد-19".

واعلن الطبيب شون كونلي قائلا: "ربما لم يتعاف كليا بعد" مؤكدا انه سيحظى في المقر الرئاسي بـ"عناية طبية ممتازة على مدار الساعة".

اما جو بايدن فيواصل حملته بالوتيرة نفسها على ان يلقي خطابا الثلاثاء من غيتيسبرغ في بنسيلفانيا.