طوق نجاة العرب لنتنياهو زاد من أزمته ولم ينقذه 

طوق نجاة العرب لنتنياهو زاد من أزمته ولم ينقذه 
الإثنين ١٩ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٦:٥٣ بتوقيت غرينتش

يبدو ان طوق النجاة الذي القاه العرب لبنيامين نتنياهو والذي تمثل بخطوتين تطبيعيتين مع الامارات والبحرين التفت حباله حول عنق الرجل وبدأت تخنقه.

العالم-كشكول

في كيان الاحتلال الاسرائيلي لا يعنيهم كثيرا التطبيع مع ابوظبي والمنامة وانما يعنيهم اكثر الواقع السياسي والاقتصادي الداخلي فماذا يعني ان تقيم علاقات طبيعية مع ابو ظبي او المنامة - بالنسبة لرجل الشارع الاسرائيلي- وأنت غير قادر على محاربة وباء كورونا واقتصادك ينهار وغير قادر على ضبط الحريديم الذين تحابيهم على حساب المجتمع بشكل كامل ، وانت فاسد وملفات الفساد تلاحقك في كل يوم وتحاول ان تلتف على القضاء من خلال تعينات على مزاجك الخاص.

هكذا ينظر الشارع الاسرائيلي الى بنيامين نتنياهو اما فكرة التطبيع مع ابو ظبي والمنامة وحتى لو كان التطبيع مع الرياض نفسها فلن يغير شيء على وضع الرجل الذي اظهر اخر استطلاع للرأي تراجع شعبيته الى ادنى مستوياتها منذ وصوله الى سدة الحكم خلفا لايهود اولمرت في العام ٢٠٠٩ حيث اظهر احد الاستطلاعات ان ٢٤% من الاسرائيليين يريدون ان يظل رئيسا للحكومة لكن ٥٤% يريدونه ان يرحل فيما ١٢% من المستطلعة ارائهم لم يقرروا بعد اذا ما كانوا سيطلبون من نتنياهو الرحيل ام البقاء ،لكن الانعكاس الابرز كان على نتائج حزب الليكود الذي تراجع عشرة مقاعد.

وهنا تكمن الخطورة بالنسبة لنتنياهو الذي سيجبر في الساعات المقبلة على خيارين احلاهما مر اما الرضوخ لشروط حلفاءه في الائتلاف الحكومي والمصادقة على موازنة العام ٢٠٢١ وهذا يعن ضمان بيني جانتس الجلوس على مقعد رئيس الحكومة بناء على اتفاق التناوب بينه وبين نتنياهو والخيار الاخر ان يتوجه الى انتخابات مبكرة وفي ظل استطلاعات الرأي فان حكومة بدونه وبائتلافً بين اليمين الجديد برئاسة نفتالي بينت وبين يش عتيد برئاسة يائير لبيد وبين ازرق ابيض برئاسة جانتس من الممكن تشكيلها وفي هذه الحالة سيذهب الرجل الى المحكمة وهو مواطن عادي وفي احسن الاحوال عضو كنيست وهذا لن ينجيه من المحاكمة.

وبالعودة الى مراهنات نتنياهو على العرب يبدو ان هذه المراهنات فشلت ونتنياهو كلما تقرب من العرب ازادادت شعبيته انحدارا تماما عكس ما كان يظن فهو كان يظن اذا اتى باتفاقيات التطبيع فإن الشارع الاسرائيلي سيتجاوز عن فساده وسيمنحه وساما وسيخلده فوق مقعد رئاسة الحكومة، لكن ما يحدث على الارض من تظاهرات اسبوعية بالالاف تطالبه بالرحيل تثبت ان ورقة التطبيع مع العرب ليست بالورقة المهمة كما يظن البعض لإن الشارع الاسرائيلي يعنيه امران لا ثالث لهما اولهما الاقتصاد وان يظل سليما معافى ويربط هذا الشارع اي علاقة مع الطرف الاخر بالفائدة الاقتصادية وما سيجنيه منها وثانيهما الامن فالشارع الاسرائيلي غير معني بان تهتز المنظومة الامنية لديه بأي حال من الاحوال وفكرة التعاون الاميريكي الاسرائيلي الخليجي لضرب الجمهورية الاسلامية لا تستهوي الكثير من الاسرائيليين الذي يعرفون قدرات الجمهورية الاسلاميه ويدركون ان اي معركة مع ايران يعني ان تنهال عليهم الصواريخ من الشمال والجنوب وهو الامر الذي يشكل لهم كابوسا لا ينتهي ، اذا نتنياهو في اسوء احواله والعرب حتى حين ارادوا ان يذهبوا لعلاقة مع المحتل ذهبوا الى الافسد والاكثر كرها في الشارع الاسرائيلي الى الدرجة التي وصف فيها بأنه اصيب بعدوى فساد الانظمة العربية .

فارس الصرفندي - العالم