بعد الإساءة للرسول (ص)..

علماء ومفكرو العالم يوجهون رسالة مهمة الى الشعب الفرنسي

علماء ومفكرو العالم يوجهون رسالة مهمة الى الشعب الفرنسي
الأربعاء ٠٤ نوفمبر ٢٠٢٠ - ٠٣:٠٢ بتوقيت غرينتش

وجه جمع غفير من علماء ومفكري العالم رسالة الى الشعب الفرنسي استنكارا للإساءة الفرنسية للنبي محمد (ص) بذريعة الديموقراطية، مؤكدين ان فرنسا المعاصرة في سعي مستمر لبث بذور الفرقة في اوساط اتباع الديانات الابراهيمية، باتباع نهج الاسلامفوبيا.

العالم-العالم الاسلامي

وادان كبار العلماء والمفکرون في رسالتهم المواقف الادارة الفرنسية المعادية للإسلام وتصريحات ماكرون الاخيرة ضد الإسلام والنبي محمد (ص).

ودعوا فيها الزعامات الدينية خاصة الاسلامية والمسيحية واليهودية (الغیر صهیونیة)، للوقوف بوجه كل ما يوجب الكراهية بين اتباع الديانات والاقوام ويؤدي الى الاعتداء عليها.

وفيما يلي نص الرسالة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ان فلسفة الديموقراطية الصالحة والنزيهة هي احترام البشرية، و اي سلوك يؤدي الى أهانة البشرية والتمييزالعنصري والكراهية سواء كان بذريعة الليبرالية و الديموقراطية او انتهاج منطق القوة والدكتاتورية، یعتبر بادرة ضد حرية الانسان.

فالديموقراطية لاتتلائم مع المعايير المزدوجة، یعني استخدام العنف مع قوم،والتسامح مع الآخرين.

ان اهانة نبي الاسلام المكرم،یعتبر من جهة اهانة لجميع الاديان السماوية، واهانة لکل المجتمع الانساني کما سیؤدي من جهة اخری الی ايلام شريحة كبيرة من البشرية كالمجتمع الاسلامي. وبالتاكيد سيؤدي الى اتساع أجواء الكراهية والاذى وعدم الرضا في اوساط المجتمع.

ان الواقع يحتم علينا، العمل وفقا للاصل العقلائي، والذي يرى، بان الانسانية لابد لها ان تلجأ الى نداء السماء،والقبول بالحياة الحقیقیةالسليمة،وان اقل ما يدعو اليه عقلاء العالم، هو ضمان احترام المجتمع الانساني والاعتراف بان الانسان والبشرية، مأثرة الخلق الكبرى.

اننا اليوم نعيش في ظروف تتصاعد فيها نسب الظلم وعدم احترام حقوق اخرين بشكل متزايد ومؤثر، يفوق القرون ﻵ السالفة وقد ادى الظلم والتمييز الى اتساع أجواء الكراهية.

ان فرنسا وافكارها الاوروبية المحور قداصبحت مصدر اخطاء كبرى في التاريخ، اسفرت عن اسر قوم، ونهب ثروات اخرين وارتکاب مجارز،وتسلط غاشم على اكتاف الشعوب المضطهدة في كافة بقاع العالم،وباختصار )العبث بحقوقالانسان،والحرية، وحرية المجتمعات البشرية،.(

واليوم ایضاّ وبنفس النزعة والاسلوب السابق،ولكن بمعايير مزدوجة تسعى الى نشر أجواء الكراهيةوالمواجهات الاجتماعية،وايلام مجموعة كبيرة من المجتمع الانساني والذي يبلغ عدده حوالي الملياري نسمة.

ان فرنسا المعاصرة في سعي مستمر لبث بذور الفرقة في اوساط اتباع الديانات الابراهيمية، باتباع نهج الاسلامفوبيا ، وهو تقليد اصولي وآيدیولوجي امريكي وفرنسي، وقد ظهر الى مسرح الواقع الاجتماعي، بالسعي الى الفصل بين المجتمع الاسلامي عن غيره،والصاق التهم المخوفة والتمييز الوظيفي والاجتماعي و ايجاد الاشتباك القاسي بين المسلمين و الشرطة الفرنسية.

في مسيرة الدفاع عن حقوق الانسان وحرية التعبير والديموقراطية ستكون الهيئة الحاكمة في فرنسا هي آخر من يتحدث عن هذه الحقوق الانسانية،لان تاريخها حافل بالاجرام في حق الانسانية والابادة البشرية والقتل الجماعي واخماد الثورات بالقمع التعسفي، وتشیر القائمة ادناه، الى بعض ما قامت به فرنسا من اجرام في القرن العشرين.1( 1940- في الجزائر وقد انتفض الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي وادت انتفاضة الجزائریین الى استشهاد اكثر من مليون شهيدومئات اﻻﻵف من المفقودين والجرحى والمهجرين،. ان القتل المبرمج في الجزائر استمر بالقتل الجماعي في صطيف وغوئلما عام 1945 الى عام 1962 تزامنا مع اعلام استقلال الجزائر وقد استشهد 30 الف مسلم جزائري ايضا على يد الفرنسيين،هذا وقد بدأت فرنسا الابادة الثقافية منذ عام 1830 وغيرت الكثير من المعالم الثقافية والدينية 2(،، 29 نوفمبر عام 1947 لقد اقدمت القوات الفرنسية على ابادة قرية عن بكرة ابيها في فيتنام واحرقوا 326 بيتا، وقد تم اغتصاب اكثر نساء القرية قبل قتلهن علی ید الجنود الفرنسيين، وقُتل 300 من العزل 170 إمراءة و 157 طفلا 3( عام 1963 ابادة جماعية شملت الجزائريين الذين تظاهروا في باريس ضربا وجرحا وغرقافي نهر السن راح ضحيتها اكثر من 300 جزائري 1994 قدمت فرنسا السلاح والتدريب العسكري الى المليشيات المسلحة)جوونال ابیاقیمانا( بشکل مکثف لحرب ابادة نيابية في رواندا عام ، 1994 وقد اودت بحياة 800 الف شخص خلال ثلاثة اشهر،مع ان التقرير الرسمي والذي مع هذا كله فان نشر الكراهية والاهانة المستمرة الصادرة عن مجلة شارلي هبدو ضد الاسلام والمسلمين والنبي الاكرم)ص(، والتعامل الايجابي للرئيس الفرنسي مع هذا الاقدام المشين على الرغم من كونه يناقض القوانين الفرنسية،فانه غير ملاحق جزائيا، بل ويقف الرئیس متحيزا ومجحفا الى جانبه تحت عنوان الدفاع عن حرية التعبير ان اي دفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم او اي سعي للتنديد تجاه التمييز العنصري الصهيوني او السؤال عن علل الاجرام المهول الذي يقوم به الکیان الصهیوني )قاتل الطفولةوالاطفال(، يواجه بردود فعل سريعة وعنيفة ومتابعة قانونية وجزائية. لكن من جهة اخرى نشاهد ان اهانة الديانة اليهودية تعتبر امر غيرقانوني ويستحق مرتكبه عقوبات مدنية وجزائية،ويشمل كل من يشكك بالهولوكاست وفقا لقانون لوي غيست الخاص)الذي تم المصادق علیه في 13 تموز 1990 (.مع ان الاسلام والذي هو آخر الديانات السماوية والنبي الاكرم صلوات الله وسلامه عليه خاتم النبيين وان اتباع هذا النبي يبلغ عددهم الملياري نسمة،يتعرضون الى مختلف الاهانات والتمييز العنصري والتخويف.واتباع هذه الديانة تحت ضغوط الاسلاموفوبيا مهددون بالقتل والحرب دون ان يصدر اية ردة فعل من السلطات الفرنسية ولو على نحو المجاملة،ومن الطبيعي ان الاسلام والمسلمين الحقيقيين يرفضون اية اهانة الى الاديان السماوية واتباعها ويحترمون كل القيم الانسانية للشعوب ولايرون فرقا بين المسيحية واليهودية والاسلام في هذا المجال.

ان النظرة الانانية والاستعمارية الظالمة تجاه افريقا زمن الاستعمار وايضا النظرة العنصرية الصهيونية تجاه الشعب الفلسطين لايجوز لها ان تستمر في هذا العصر.

ختاما نؤكد بان نظرتنا تجاه الشعب الفرنسي المحب للعدالة تختلف عن ماهي تجاه الدولة الحاكمة.ونؤمن بان الخيرين من الشعب الفرنسي سيقفون بوجه هذه التصرفات ويصدون الاهانات ويقفون بوجه التمييز العنصري تجاه المسلمين، ونرجو ان لاتستغل السلطة الاوضاع الراهنة في مسيرة انتشار الظلم تجاه مسلمي فرنسا،ومن ثم يتبادر الى الاذهان تاريخ فرنسا الاستعماري القديم.

نحن المقررون لهذه الرسالة نؤمن بان الالتفات الى الاخطاء الراديكالية الفرنسية السالفة وتصحيح النظرة العنصرية الخاطئة في الجانب السياسي واحترام احرار العالم والشعب الفرنسي بامكانها ان تصحح مسيرة التعامل وعبور حالة الطوارئ والمنازعات، وتقديم الحلول البديلة.

نطالب مجلس الامن وامين عام منظمة الام المتحدة ومحكمة لاهاي الدولية،اتخاذ مايلزم تجاه انتشار الكراهية وضياع حقوق الانسان وعدم احترام القيم الثقافية والاجتماعية،ووضع القوانين المؤدية الى احترام الاديان والمقدسات للوقوف امام اهانة الانبياء السماوية،ووضع العقوبات الجزائية للحؤول دون ذلك.

نرجو من الزعامات الدينية خاصة الاسلامية والمسيحية واليهودية (الغیر صهیونیة)، بالتعاون والتوادد والتآلف، الوقوف بوجه كل ما يوجب الكراهية بين اتباع الديانات والاقوام ويؤدي الى الاعتداء عليها، وان لايسمحوا للعنصريين الراديكاليين التطاول على المقدسات وسحق حقوق الانسان تحت اقدامهم.

واذ ننصح السيد ماكرون رئيس جمهورية فرنسا في هذه الظروف التي يعم العالم كوفيد- 19 والذي اودى بحياة جمع كبير ويهدد الحياة العامة للبشرية ويحملها هواجس مختلفة،ننصحه بعدم ارتكاب اهانة النبي الاكرم للحؤول دون تأزم الاوضاع في المستقبل ومواجهة مزيد من الاضرار الناتجة عن فايروس الكوفيد- 19 الشامل وفايروس اشعال كراهية- 20 والذي بامكانه ان يوسع حجم الازمات الاجتماعیة اكثر فاكثر.