لماذا تستميت أمريكا من أجل إفشال مؤتمر اللاجئين السوريين؟ 

لماذا تستميت أمريكا من أجل إفشال مؤتمر اللاجئين السوريين؟ 
الإثنين ٠٩ نوفمبر ٢٠٢٠ - ٠١:٤٦ بتوقيت غرينتش

منذ اليوم الاول، وتحديدا في 5  أيلول / سبتمر عام 2018، عندما دعت وزارة الدفاع الروسية إلى عقد "مؤتمر للاجئين السوريين" تحت رعاية روسية. ناصبت امريكا والدول الغربية وكذلك الدول العربية السائرة في الفك الامريكي بالاضافة الى تركيا، العداء لهذا المؤتمر وحاولت بشتى السبل الحيلولة دون انعقاده.

العالم - كشكول

يبدو ان الموقف الامريكي الرافض لانعقاد المؤتمر لم يلق اذانا صاغية في موسكو، حيث اعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في 23 من تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، ان المؤتمر سيعقد في دمشق في 11 و12 من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، وهو ما اكده مبعوث الرئيس الروسي الخاص لتعزيز العلاقات مع سورية، السفير الروسي في دمشق ألكسندر يفيموف في مقابلة مع صحيفة الوطن السورية اليوم الاثنين.

اللافت ان امريكا وفي نفس اليوم الذي اعلنت فيه زاخاروفا موعد انعقد المؤتمر، دعت الى مقاطعة دولية للمؤتمر، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي جرى عبر الإنترنت. و"حذر" نائب سفير واشنطن لدى الأمم المتحدة حينها، ريتشارد ميلز، "من أن سوريا ليست مستعدة لعودة اللاجئين على نطاق واسع، وأن التدفق قد يتسبب في عدم الاستقرار"!!.

وفي ذات الوقت دعت امريكا الى اجتماع للدول السبع وهي ألمانيا والسعودية ومصر وفرنسا والأردن وبريطانيا، من اجل افشال المساعي الروسية لاعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم ، واصدر الاجتماع بيانا ابرز ما جاء فيه :"أنه لا يوجد حل في سوريا قبل إيجاد حل سياسي دائم".

من الواضح ان العداء الامريكي الغربي لعقد المؤتمر سببه الاول والاخير هو خرقه الحصار الدعائي والإعلامي الغربي ضد القيادة السورية والشعب السوري، وسيكشف كذب وخداع هذا الاعلام، كما سيكشف عن المتاجرين بمعاناة ومآسي الشعب السوري من اجل تحقيق اهداف سياسية تصب بالكامل في مصلحة الكيان الصهيوني.

الرئيس اللبناني ميشال عون كشف عن نفاق الغرب ازاء معاناة اللاجئين السوريين عندما دعا خلال استقباله وفدا روسيا، الى تقديم المساعدات الدولية الى اللاجئين السوريين في سوريا، لأن ذلك يشجعهم على العودة ويضمن استمرار مساعدتهم، لاسيما انهم يريدون العودة إلى ديارهم.

ان امريكا تحاول بكل ما تملك من امكانات ونفوذ، للحيلولة دون وصول اي اشارة يمكن ان تأتي من سوريا تفيد بعودة السلام والاستقرار والامان الى ربوعها، وانها على استعداد لاحتضان ابنائها ، فهذه الحقيقة تعني موت المخطط الامريكي الغربي التركي الصهيوني العربي الرجعي، لتمزيق سوريا، شعبا وجغرافيا، والى الابد.

من الواضح ايضا، ان امريكا تستخدم "قانون قيصر" لفرض الحصار على سوريا ومنعها من توفير ما يحتاجه اللاجئون السوريون لدى عودتهم الى بلادهم وبالتالي وضع العصي امام عودتهم وابقائهم ورقة تستخدمها ضد الحكومة السورية، وهذه الحقيقة اشار اليها الرئيس السوري بشار الاسد اليوم الاثنين خلال لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين عبر الفيديو كونفرانس، عندما اكد ان الحصار الغربي المفروض على الدولة والشعب السوري يعتبر عقبة كبيرة امام عودة اللاجئين. الا انه اكد في الوقت ذاته عن امله بان يخرج مؤتمر اللاجئين السوريين بنتائج عملية لاجل عودة اكبر عدد منهم الى البلاد، فهذه العودة تعتبر الاولوية الاولى للحكومة.