العالم – كشكول
في المقابل قدم ترامب خدمات لم يقدمها رئيس امريكي سابق الى الكيان الاسرائيلي وشخص رئيس وزراء هذا الكيان بنيامين نتنياهو، بدءا من "صفقة القرن" والاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الاسرائيلي ونقل السفارة الامريكية اليها، ومررا بضم الجولان والضفة الغربية وقطع المساعدت الامريكية عن الانروا وانتهاءا باجبار الحكام العرب على الزحف نحو التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، الا ان نتنياهو رفض ان يقول كلمة واحدة يمكن ان تُحسب لصالح ترامب في معركته الانتخابية مع منافسه الديمقراطي جو بايدن.
اللافت انه في الوقت الذي تعيش فيه الصحافة السعودية والاماراتية حالة الحداد ، تشن الصحافة في الكيان الاسرائيلي كل يوم هجمات على ترامب وتصفه باقذع الصفات، و آخر هذه الهجمات كانت للكاتب "الاسرائيلي" روغل ألفر، في مقال كتبه بصحيفة "هآرتس" "الاسرائيلية"، حيث اعتبر ترامب بانه شخص مريض نفسيا ولن يسلم السلطة، لان عقله لا يستوعب الخسارة.
واستند ألفر في مقاله على عريضة نشرت في الولايات المتحدة عام 2017، وقع عليها 80 ألفا من أعضاء الصحة النفسية؛ نصت على أن ترامب يعاني من ثلاث اضطرابات شخصية تجعله غير صالح لمنصب الرئيس؛ فترامب يعاني من اضطراب شخصية نرجسي، واضطراب شخصية معاد للمجتمع، وخطوط جنون عظمة وهستيريا، وسلوكه سادي وعدواني. ونظرا الى انه مغرور فانه غير قادر على استيعاب الخسارة. وان ترامب يعتقد حقا أن الانتخابات سرقت منه بواسطة الخداع والتزوير، رغم عدم وجود أي دعم لاعتقاده هذا.
ويضيف ألفر، أنه يوجد إجماع في أوساط الخبراء في الصحة النفسية، وحسب المعايير التشخيصية السائدة في هذا المجال؛ بأن ترامب يعاني من اضطرابات شخصية مزمنة وخطيرة، بسببها كان تشخيصه للواقع معيبا، واستمد سعادته من إيذاء الآخرين، وهذه حقائق واضحة لكل شخص عاقل يوجد له عينان في رأسه.
هذا الكلام لم يكتبه صحفي من كوريا الشمالية او الصين، بل هو كلام صادر من جهة، سخّر ترامب كل امكانيات بلاده لخدمتها. الامر الذي يؤكد ان الصهيونية العالمية هي التي تتحكم بجانب كبير من المشهد السياسي الامريكي، وان رحيل ترامب او مجىء بايدن، لن يغير من سياسة امريكا ازاء الكيان الاسرائيلي، الا اننا نتمنى ان يتعظ امثال ابن سلمان وابن زايد وابن خليفة وجنرالات السودان وجميع المطبعين العرب، من مصير ترامب ومن تعامل الصهيونية العالمية معه، فاذا كان هذا تعامل الصهيونية مع شخص مثل ترامب، ترى كيف سيكون تعاملها مع امثال ابن سلمان وابن زايد.. انها دعوة للعظة والتعلم ، رغم اننا واثقون بانها لن تجد اذنا صاغية.