مفوضية الانتخابات للإئتلاف السوري المعارض.. لماذا الآن؟

مفوضية الانتخابات للإئتلاف السوري المعارض.. لماذا الآن؟
السبت ٢١ نوفمبر ٢٠٢٠ - ١٠:٢٢ بتوقيت غرينتش

بعد إعلان ما يسمى بالائتلاف الوطني السوري المعارض عن تشكيل «المفوضية العليا للانتخابات» كخطوة تحضيرية للانتخابات الرئاسية السورية المقبلة، شن عدد كبير من المعارضين هجوما لاذعا على الائتلاف الذي أبدى تراجعا وقال بان المفوضية تُعنى بالمرحلة الانتقالية، فلماذا الآن وما هي حقيقة هذه المفوضية؟.

العالم - كشكول

اعلان الائتلاف المعارض لقي معارضة من جميع جماعات المعارضة دون استثناء، وكانت تعليقاتهم تقول بأن المفوضية تعني الاعتراف بالانتخابات الرئاسية في سوريا وبالتالي فوز الرئيس الأسد في الانتخابات المقبلة باعتراف "المعارضة" والامم المتحدة (مع العلم ان اعترافهم ليس مهما فالشعب السوري هو من يقرر)، ورغم ان الائتلاف حاول القول بأن الاجراء يأتي للتحضير للمرحلة الانتقالية عبر بيان شديد اللهجة لرئيسه نصر الحريري إلا ان الاعتراضات لم تصمت، وبغض النظر عن طريقة الاعلان ومضمونه والاعتراضات عليه فإنه لاقيمة له بتاتا لهذه الاسباب:

أولا: أبرز اعتراض على اعلان الائتلاف هو ان الائتلاف لايمثل جماعات المعارضة وهو عميل غربي لايمت لجماعات المعراضة الموجودة على الارض بصلة، وهذا على لسان جماعات المعارضة المسلحة نفسها، وبالتالي مشاركته في الانتخابات من عدمها ليس لها تاثير على المسار السياسي لحل الازمة السورية، وهذا يعيدهم الى المربع الاول (الائتلاف لايمثل أحدا من السوريين).

ثانيا: الاعلان جاء احاديا من طرف واحد، فمن قال بأن الحكومة السورية سترضى بمشاركة الائتلاف في الانتخابات دون ان يتم مناقشة هذا الامر معها ولماذا ستقبل ان كان الائتلاف لايمثل أحدا؟!، واين الامم المتحدة من الاعلان واين غيربيدرسون المبعوث الدولي الى سوريا من الامر؟

ثالثا: لو فرضنا جدلا (وهو أمر مستبعد) ان جماعات المعارضة رضيت بتمثيل الائتلاف لها في الانتخابات، فالائتلاف مازال بعيدا جدا عن الواقع ويريد إلغاء رأي أغلبية الشعب السوري الذي مازال متمسكا بقيادته وحارب 10 سنوات الى جانبها دفاعا عن بلده وعقيدته، جميع اطياف المعارضة اعترفت بأن الرئيس الاسد سيفوز بالانتخابات اذا ترشح.

رابعا: إعلان الائتلاف المعارض يأتي كتحصيل حاصل وضمن مقولة "عدم الخروج من المولد بلا حمص"، فالانتخابات الرئاسية في سوريا ستجري حسب البرنامج والزمان المعد لها ولن يستطيع شرذمة من العملاء عرقلتها لان اسيادهم لا يستطيعون ذلك، وستبقى إرادة الشعب السوري هي الاساس، وهو الوحيد الذي يحق له تقرير مصيره، وإن كانت المعارضة تريد المشاركة في الانتخابات فهي مرحب بها تحت سماء الوطن وبما يحفظ دستوره وحدوده وأمنه وهو ما تؤكد عليه الدولة السورية.