بوادر لتوتر جديد بين روسيا وتركيا وأنقرة تعتقل روسيين

بوادر لتوتر جديد بين روسيا وتركيا وأنقرة تعتقل روسيين
السبت ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٤:٥٨ بتوقيت غرينتش

أعلنت السلطات التركية، اعتقال ثلاثة أشخاص (روسيان وتركي) مساء الخميس، بعد قيامهم بالتصوير بالقرب من مركز أبحاث وتطوير الطائرات المسيرة في إسطنبول.

العالم - أوروبا

وقالت ولاية إسطنبول في بيان، إن المواطنين الروسيين "إ.م." و"أ. ب." ومواطن تركي "أ.تشي. ك." تم اعتقالهم الخميس، بسبب قيامهم بالتصوير بالقرب من مركز الأبحاث الخاص بالطائرات المسيرة دون إذن.

وأضافت أن التحقيق ما زال جاريا مع الأشخاص الثلاثة، لافتة إلى أنه تم تمديد اعتقالهم لثلاثة أيام بقرار من النيابة العامة بإسطنبول.

من جهتها قالت صحيفة "صباح" التركية، إنه تم اعتقال المراسل أليكسي بتروشكو والمصور ماليشكين من قناة "NTV" الروسية بإسطنبول، بعد محاولتهما التقاط صور ومشاهد سرية لمرافق شركة "بيكار" للصناعات الدفاعية والتي تنتج الطائرات المسيرة.

وأشارت إلى أن الروسيين اللذين احتجزتهما قوات الأمن بسبب تصوير مشاهد حول "بيكار" دون إذن زعما بأنهما سائحان، ليقرا بعد ذلك بأنهما صحفيان.

ولفتت إلى أنه تبين بأن الروسيين لا يملكان إذنا بالتصوير، وليس لهما أي اعتماد صحفي من تركيا.

يشار إلى أن شركة "بيكار" التركية، تعد إحدى الشركات الرائدة في صناعة المسيرات التركية، ومديرها الفني هو سلجوق بيرقدار صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد قال في كلمته الافتراضية أمام المؤتمر الدولي "البحر المتوسط أمس الجمعة : الحوار الروماني": "ليس لدينا خلافات جوهرية مع تركيا".

في الوقت نفسه، أشار إلى أن الدول لا يمكنها الاتفاق على كل شيء وستكون هناك بعض نقاط الخلاف في المواقف بين أي دولة.

وقال : "علاقاتنا مع تركيا مبنية على أساس حسن الجوار ومراعاة مصالح بعضنا البعض. بالإضافة إلى ذلك، لدينا مشاريع بملايين الدولارات في قطاع الطاقة، وكذلك تعاون في المجال العسكري الفني، ولدينا خطط لتنسيق نشاط سياستنا الخارجية... أما فيما يتعلق بالمسألة الليبية، لا يخفى على أحد أن لدينا اختلافات في المواقف مع تركيا، لكننا نظل على اتصال مع جميع أطراف الصراع. إن تركيا وأطراف أخرى في الصراع تساعد على تحقيق نتائج أفضل عندما نعمل جميعا معا".

الى ذلك أكدت الرئاسة الروسية أن موقف تركيا إزاء الوضع القانوني لشبه جزيرة القرم لا يزال من أكبر الخلافات بين موسكو وأنقرة.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، امس الجمعة، إن العلاقات بين روسيا وتركيا ذات منفعة متبادلة وتعتمد على مبادئ عدم التدخل في شؤون الطرف الآخر واحترام مصالحه، لافتا إلى أن هذه العلاقات مهمة لكلا الدولتين وكذلك للأمن والاستقرار الإقليميين.

وأقر بيسكوف بوجود خلافات بين روسيا وتركيا ومن أكبرها مسألة القرم التي ترفض أنقرة الاعتراف بتبعيتها لروسيا، مؤكدا أن مواقف الجانبين إزاء الموضوع متناقضان تماما.

وتابع: "نفسر موقفنا بشأن القرن.. هذا الموضوع خارج النقاش لكننا نبلغ أصدقاءنا الأتراك بموقفنا تدريجيا وبصبر".

وعادت شبه جزيرة القرم إلى قوام روسيا في عام 2014، بناء على نتائج الاستفتاء الشعبي الذي أعربت فيه الأغلبية الساحقة من سكان المنطقة عن دعمها لهذه الخطوة، وذلك على خلفية الأزمة السياسية العميقة التي أدت إلى الإطاحة بالحكومة الأوكرانية برئاسة فيكتور يانوكوفيتش.

ولم تعترف معظم دول العالم بعد بإعادة انضمام القرم إلى روسيا.