جبلي: قاسم سليماني أثبت جدارة المشروع المقاوم + فيديو

الأحد ٠٣ يناير ٢٠٢١ - ٠٢:٣٧ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) 2021.01.03 – أكد رئيس الإعلام الخارجي في التلفزيون الإيراني بيمان جبلي أن الشهيد قاسم سليماني قد أثبت جدارة المشروع المقاوم، مشددا على أن الإعلام الغربي يريد تشويه صورة المشروع الإعلامي المقاوم الذي تبنى أولوية فضح المشاريع الموجودة في المنطقة وعلى رأسها التطبيع مع الكيان الصهيوني.

العالم - إيران

وخلال مقابلة خاصة مع قناة العالم الإخبارية قال د.بيمان جبلي إن الشهيد قاسم سليماني كان يملك مشروعا أكبر من الحدود المتعارفة بين الدول، حيث كان مشروعه مشروع الأمة الإسلامية ومشروع المقاومة التي تتجاوز الحدود الجغرافية وأثبت جدارة هذا المشروع في إبعاد الإرهاب التكفيري من المنطقة خلال السنوات الـ10 الأخيرة.

وأضاف جبلي أن المقاومة واجهت فصائل المسلحة في سوريا والعراق وكذلك واجهت الاحتلال الصهيوني سواء في لبنان أو فلسطين، مبينا أن قاسم سليماني أثبت جدارة هذا المشروع وتجاوز هذا المشروع للحدود الجغرافية المتعارفة، وحيث أدى هذا المشروع المقاوم أن تتوحد الأمة الإسلامية بكافة أطيافها وبكافة مذاهبها وأشكالها المتنوعة.

وأشار إلى أنه ومع وجود هذا المشروع وبهذا الحجم الكبير من التنوع والتحديات التي كان يواجهها، كان يجب أن يكون هناك مشروع اعلامي متزامن أو متعامل مع هذا المشروع الميداني الكبير، مبينا أن الإعلام المقاوم حاول كثيراً ان يتابع هذا المشروع، حيث أن حجم التحديات كبير جداً جدا.

وقال جبلي: أنا كنت أدرس اليوم بعض تداعيات استشهاد القائد قاسم سليماني في الإعلام الغربي، وكمثال بسيط، أن سائل الإعلام الأميركية خلال الفترة القصيرة ما بعد استشهاد الشهيد قاسم سليماني استخدمت مصطلح "قاسم سليماني" أكثر من 600 ألف مرة، وفي كل هذه المرات التي استخدمت هذه الكلمة في مقالات وأخبار وتحاليل بهذا الموضوع ولا مرة واحدة استخدمت مفردة "الاغتيال" للشهيد قاسم سليماني، حيث أن الشهيد قاسم سليماني كان ضيفا رسميا للحكومة العراقية وقدم إلى العراق على أساس الدعوة الرسمية التي وجهها إليه رئيس الوزراء العراقي بذلك الوقت وكان يتنقل بطائرة مدنية.

وخلص إلى القول إن: الإعلام الغربي يريد أن يشوه هذا المشروع الإعلامي، لأنهم كانوا القوة المساندة للإرهابيين في المنطقة، وهم الذين كانوا وراء استتار هذه الجماعات المسلحة.

ولقت بيمان جبلي أن: القائد سليماني نقل رسالة إلى بعض المسؤوليين في الخارجية الإيرانية في الفترة التي كانوا يتحدثون مع الأميركيين في إطار الاتفاق النووي في جنيف، وقال لهؤلاء المسؤوليين أن يوصلوا هذه المعلومة المؤكدة والموثقة إلى الأميركيين أن هناك طائرات أميركية تصل إلى مدينة الموصل المحتلة متوجهة إلى التكفيريين الدواعش وتقدم لهم الذخائر والسلاح وكذلك المساعدات المالية الكبيرة، وهذه المستندات كانت موجودة عند الشهيد قاسم سليماني، وكان حاضراً ان يقدم هذه المعلومات إلى الطرف الأميركي بواسطة الدبلوماسييين الذين كانوا يتحدثون مع الأميركيين.

وأشار إلى أن القوى الغربية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة والتي كانت ولاتزال تساند هذه الجماعات الارهابية في العراق وسوريا وغيرها، لم تستطع مواجهة المشروع المقاوم الذي كان يقدمه الشهيد قاسم سليماني برفقة المجاهدين الآخرين، وقال: هم فشلوا في هذه المعركة، ولذلك لا يريدون أن يفشلوا في معركة الإعلام المقاوم، ويريدون أن يشوهونه وأن يفرضوا الأجواء التي لا تتلائم أبدا مع حجم الانتصارات التي حصلت على الأرض.

ولفت إلى واقع عشناه خلال السنة الأخيرة بعد اغتيال الشهيد قاسم سليماني قائلا: قاسم سليماني كان قائدا ميدانيا كبيرا فيما كانت الصحف ووسائل الإعلام الأميركية يصورونه دائما كقائد شبح وقائد كبير يخاف منه كل الجنود الأميركيين والغربيين المتواجدين في المنطقة.. هم كانوا يخافون من قاسم سليماني وكان هذا معلوما ومعروفا مما كانوا يكتبوه وينشروه.. طيب.. هم اغتالوه وقتلوه واستشهد قاسم سليماني ولم يعد اليوم موجودا.. فما الذي يخيفهم؟ ولماذا وبمجرد ذكر اسم قاسم سليماني في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي يوقفون ويغلقون تلك الصفحات؟ وذلك لأنها استخدمت اسمه في أكثر من مناسبة؟ نحن في وسائلنا الإعلامية نشرنا تحيلات وأخبار باسمه لكنهم لم يسمحوا حتى ولو لمرة أن نستخدم هذه العبارة "قاسم سليماني" في وسائل التواصل.. فما الذي يخيفهم؟

وقال إن الذي يخيفهم هو هذا المشروع الذي ما زال حيا وهو المشروع الكبير الذي هو أكبر من قاسم سليماني وله جذور وأيادي وأصحاب أوفياء في المنطقة، ليس في مستوى القيادات العسكرية الميدانية الكبيرة وحسب بل بين الشعوب وداخل الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي، حيث يريدون تشويه هذا المشروع عبر استخدام أساليب غير أخلاقية.

وأشار إلى أن جنودا وشبابا في المعارك والميادين: كانوا يلتقطون مع الشهيد قاسم سليماني صورا وفيديوهات غير احترافية انتشرت بشكل واسع في وسائل التواصل ومنها إلى وسائل الإعلام وشيئا فشيئا تعرف العالم وحتى نحن المواطنين الإيرانيين والإعلام الإيراني على حجم الحضور الميداني للشهيد.

وأضاف: بعد فترة لاحظنا أن هناك نوع من الملاحقة من الإعلام الغربي للشهيد قاسم سليماني، وهي ملاحقة بهدف آخر، فهم كانوا يبحثون عنه في مواقع معينة حتى يشوهوا الصورة ويقولوا للمشاهد إن هذا القائد "الإيراني" يريد أن يتدخل في الشأن السوري والعراقي والفلسطيني وغيره، وأنه هو من جاء بهؤلاء الشباب من أفغانستان وباكستان ودول أخرى، وإذا فإن هذا عمل غير أخلاقي وغير إنساني.

وقال إنه وبعد ذلك تبين أن هؤلاء الشباب هم قدموا بأنفسهم وبشكل طوعي إلى ساحات المعارم لمواجهة الإرهاب التكفيري، وكان الشهيد سليماني برفقة سائر القيادات الميدانية الأخرى ينظمون ويوحدون هذه المجموعات الكبيرة من الشباب المشتاقين لمواجهة الإرهاب التكفيري في العراق وسوريا، ليكونون مستعدين للمواجهة.

وبين أنه و: في السنوات الأخيرة حاولنا كثيرا أن يكون الشهيد قاسم سليماني معنا على شاشاتنا، ولكن كأنه كان يفضل أن يكون مع الإعلام غيرالرسمي أكثر من الإعلام الرسمي، وكان هذا نابعا من شخصيته القريبة جدا من الشارع والناس.. كما سمعنا كثيرا حين كان يقدم إلى المطارات وخاصة مطار طهران لم يكن يوافق على ركوب باصات الـVIP بل يركب الباصات المتوفرة للمواطنين العاديين حتى يكون على تماس مباشر مع الناس.

وأضاف: حتى في الشارع وفي المظاهرات والاحتفالات بذكرى انتصار الثورة لم نكن نرى قاسم سليماني برفقة المرافقين والمحافظين عادة لمثل هذه الشخصيات، حيث كان يفضل أن يكون بين الناس ومعهم، وأن يشعرهم بأنهم منه وهو منهم.. لذلك كان يتهرب من الإعلام الرسمي، لكنه يستوعب ويحتضن الإعلام غيرالرسمي، حيث أنه لم يكن يمنع أحدا من أن يأخذ معه سيلفي، حتى سمعنا أن المرافقين بشكل غيرمشهود له لم يكونوا مسموحين من أن يقتربوا من الشهيد حين يحاول الناس الاجتماع حوله والتقاط الصور معه، كان حريصا أن يكون قائدا ميدانيا شعبيا، وهذا كان رمز نجاح قاسم سليماني.

وشدد رئيس الإعلام الخارجي في التلفزيون الإيراني أن على الإعلام المقاوم أن يكون متزامنا مع المشروع المقاوم ميدانيا، وأن يكون بنفس المستوى والحجم والمسؤولية، وبين أنه: لو قارنا إمكانيات الإعلام المقاوم في شتى المناطق فإن الإعلام المعادي والمشوه له إمكانيات وقدرات وله البترودولار الذي يغذي هذا الإعلام أكثر بكثير مما يكون في متناول أيدينا نحن كإعلام مقاوم.. بالإضافة إلى ذلك المساحات الواسعة المسموحة للإعلام المعادي للمشروع المقاوم أكبر بكثير مما يكون في متناول أيدينا كإعلام مقاوم.

وأضاف أنه لا يسمح للإعلام المقاوم بأن يكون حاضرا على الأقمار الاصطناعية، وبذرائع مختلفة من العقوبات إلى مخالفة قوانين الشبكات الإعلامية، كما لا يسمح له بالحضور في شبكات التواصل الاجتماعي، بذريعة مخالفة القوانين الداخلية الأميركية والتي تقدم البعض على أنهم إرهابيين وتقدم الآخرين على أنهم غير إرهابيين، وقال: لا يسمح لنا بأن نوصل صوتنا إلى المشاهد سواء في المنطقة أو عالميا، فليس هناك توازن بيننا كإعلام مقاوم ومستقل وملتزم وللمنافسين الكثر في العالم والمنطقة أي الإعلام المعادي المغذى بالبترودولارات.. فالمهمة أصعب لنا، نحن لا نتسابق وإياهم في ميدان متساوي، حيث لسنا متساوين في الإمكانيات والساحات المسموحة، لكن حجم المهمة والهدف الكبير الذي كان ومازال يتابعه مشروع الشهيد قاسم سليماني يصور لنا مهام كبيرة جدا وهذا ما يضع أمامنا أولويات.

وبين بيمان جبلي أن الأولوية الأولى هو فضح المشاريع الموجودة في المنطقة وعلى رأسها التطبيع مع الكيان الصهيوني والتي وصفها بأنها ليست إلا ردة فعل لانتصارات جبهة المقاومة، وأوضح: هم لا يرون الميدان والرأي العام مستعدا لقبول هذا التطبيع، فنحن نشاهد أن التطبيع يجري في مستوى القيادات السياسية فقط، حيث كان هؤلاء مع التطبيع ومازالوا، لكن هذا يختلف مع الرأي العالم والشارع والناس، وهم يعرفون ذلك حق المعرفة أن المواطنين العرب والمسلمين وحتى المستقلين الأحرار في العالم لا يقبلون التطبيع، ولكنهم يتسابقون إلى التطبيع لأنهم يعرفون أن مشروع المقاومة هو مشروع متقدم وهو على وشك فتح الخطوط الأمامية بسرعة كبيرة جدا، ويخافون من هذا التقدم السريع.

ولفت إلى أن: هؤلاء يطبقون التطبيع في هذا الوقت غير الناضج، لأن التطبيع يجب أن يجد أرضية ومرتعا مناسبان له في الشارع.. معظم الاستطلاعات ومنها استطلاع غربي أجرى مؤخرا أثبت أن 80 بالمئة من الشارع العربي ضد عملية التطبيع، فالمعارضة للتطبيع متجذرة في العالم العربي.. لماذا هم مستعجلون جدا ولا يصبرون لكي يتهيأ الرأي العام.. لأنهم يخافون من التقدم السريع لمحور المقاومة خطا بعد خط موقعا بعد موقع.

ولفت إلى أن المشروع المقاوم قد فتح العراق، وأفشل الإرهاب التكفيري في العراق وفي سوريا، حيث كانوا يعلقون الآمال على سقوط النظام السوري، وقال: بعد شهر أو شهرين من ظهور هذه الجماعات الإرهابية، كانت هناك رسالة أوصلها أحد الأمراء الخليجيين إلى المسؤولين الإيرانيين، حيث بمجرد بدء المظاهرات المعارضة في سوريا جاء أحد الأمراء الخليجيين إلى إيران وأوصل الرسالة إلى الرئيس أحمدي نجاد آنذاك وقال إن الحكومة السورية سوف تسقط حتى شهر رمضان، وأنتم لا تعلقوا آمالا على بشار الأسد.. لكن كيف انقلبت الأوراق؟ وكيف بقي النظام السوري والنظام المقاوم؟ فيما رحل الساسة في الحكومات الغربية؟ هذا التقدم مستمر.. وهم يخافون منه. بوجود قاسم سليماني أو بعدم وجوده.

كما ولفت جبلي إلى أن: ما كنا نسمعه قبل أسبوع من القيادات الأميركية هو التهديد وراء التهديد.. منه دخول حاملة الطائرات إلى الخليج الفارسي وكذلك وصول طائرات بي 52 إلى المنطقة وغير ذلك.. وهذه ليست إلا أساليب لمنع القوى المقاومة في المنطقة من تنفيذ عملية الرد على اغتيال الشهيد قاسم سليماني وأبومهدي المهندس.. في الظاهر هي كانت ضوضاء ولكنه في البطن كان التماس وترجي من القوى المقاومة في المنطقة بألا تصيبونا بأذى.

وأشار إلى أنه: لما استهدفت إيران قبل حوالي سنة الطائرة المسيرة الأميركية المتقدمة في التكنولوجيا والتي كانت تقدر قيمتها بـ200 مليون دولار قال ترامب لن نرد على هذا الإجراء الإيراني بل نشكر الإيرانيين أنهم لم يستهدفوا الطائرة التي كان على متنها 8 ضباط كبار أميركيين كانوا يتبعون الطائرة المسيرة.. فكيف يمكن تقييم هذا الرد فعل الأميركي من ترامب؟

وشدد رئيس الإعلام الخارجي في التلفزيون الإيراني على أن "عمليات التطبيع والتهديدات وما سميت بصفقة القرن.. كلها ليست إلا ردود فعل أمام التقدم السريع لمحور وجبهة المقاومة."

وبين أن كل المنطقة تشهد عملية تقدم مستمرة جدا لمشروع المقاومة، وأن: كل ما نراه من التهديدات المتتالية للقوى والدول الغربية وعلى رأسها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة إلا ردود فعل على هذا المشروع المتقدم والمستمر.

وقال جبلي: لو عدنا إلى المصطلح الذي استخدمه سماحة القائد في ذكرى استشهاد القائد قاسم سليماني، فهو لم يستخدم عبارة "الزمان والمكان المناسب" لأننا اعتدنا أن نسمع هذا الكلام من الكثيرين.. في حين هو قال "في أول فرصة متوفرة".. لم يقل المناسبة بل قال المتوفرة.. كما قال قائد قوة القدس اللواء قاآني يوم أمس "نحن ننصح المتآمرين والمنفذين لهذه الجريمة أن يتعلموا الحياة الخفية مثل ما تعود عليها سلمان رشدي".. كذلك قال إن الرد المتوفر على اغتيال القائد قاسم سليماني يمكن أن يأتي من مكان لا يحتسب.

وأضاف: قد يكون من داخل أميركا.. وليس هذا بمعنى أن إيران تريد أن تهدد القيادات الأميركية بأننا سوف نأتي إلى الولايات المتحدة وننفذ عمليات الانتقام على الأراضي الأميركية.. من يعلم؟.. ممكن أن يكون هناك إنسان حر أميركي حتى.. يقوم بالانتقام لهذا القائد الكبير في داخل الولايات المتحدة.. فما تعرضا له الكيان الصهيوني والولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة وتحدثوا عنه، ممكن أن يكون ضمن هذه العملية الطويلة التي لو تجد الفرصة المتوفرة سوف يتم تنفيذها.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق