عون اتهم الحريري بالكذب والأخير رد بـ"الإنجيل"

عون اتهم الحريري بالكذب والأخير رد بـ
الأربعاء ١٣ يناير ٢٠٢١ - ٠١:٣٦ بتوقيت غرينتش

ألهب الفيديو المدوّي أزمة الثقة بين الرئيس اللبناني ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري في لبنان ، ورفدها بمواد مشتعلة، من شأنها أن تضفي تعقيدات إضافية، ليس فقط على ملف تشكيل الحكومة بل أيضاً على العلاقة الشخصية بين الرجلين.

العالم-لبنان

بمعزل عمّا إذا كان عون قد تعمّد تسريب اتهامه للحريري بالكذب أم لا، فإنّ الأكيد هو أنّ رئيس الجمهورية أفصح عمّا يختلج في داخله، وعبّر عن حقيقة رأيه في سلوك الرئيس المكلّف، علماً أنّ ما لا يزال مخفياً من المشاعر المتبادلة بين الرئيسين هو أعظم على الأرجح.

وإذا كان الكبرياء الشخصي والسياسي يجب أن يدفع الحريري، من حيث المبدأ، إلى الاعتذار عن التكليف، إلا أنّ من الواضح أنّه لا يزال يرفض الاعتذار لاعتبارات عدة، من بينها دافع النكاية برئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، إذ إنّ رئيس تيار المستقبل لا يريد أن يريحهما منه بهذه البساطة، ويمنحهما انتصاراً سياسياً عليه، بعدما أصبح مقتنعاً بأنّهما يسعيان الى إحراجه لإخراجه.

لجَم الحريري غضبه وانفعاله، واستعان بالكتاب المقدّس للردّ على فيديو عون، من دون أن يعطي أي إشارة إلى أنّه في صدد إخلاء الساحة و"تحرير" رئيس الجمهورية، إفساحاً في المجال أمام تسمية شخصية أخرى لرئاسة حكومة الإنقاذ، كما يريد قصر بعبدا.

وبينما استمر كلام عون حول الحريري بالتفاعل، عُلم أنّ التسجيل المسرّب ليس كاملاً، ولا يحوي كل ما قاله رئيس الجمهورية أمام الرئيس الوزراء حسان دياب، لأنّ المصور أطفأ الكاميرا قبل أن يكون عون قد أنهى الدردشة مع دياب.

وتفيد المعلومات، أنّ عون، وفي الجزء غير المسرّب من كلامه، اتهم الحريري بأنّه لا يريد التدقيق الجنائي والمحاسبة، وما بدو يزعّل حدا، بل همّه فقط السلطة واستمرار الصفقات، ولذلك لا يصلح أن يكون رئيس حكومة الإنقاذ...

ويؤكّد زوار بعبدا، أن ليس هناك أي شعور بالانزعاج أو الضيق لدى عون نتيجة التسريب الذي حصل، بل هو مرتاح ومتصالح مع نفسه، خصوصاً أنّ التقارير التي وصلت إلى القصر الجمهوري أظهرت أنّ نسبة كبيرة من اللبنانيين الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي أبدوا تأييدهم لما صدر عنه"، وفق تأكيد القريبين منه.

أكثر من ذلك، يوضح المطلعون، أنّ الأمر الوحيد الذي أزعج عون هو أنّ التسريب الصوتي للدردشة مع رئيس حكومة تصريف الأعمال لم يكن كاملاً، ولم يشمل تتمة كلامه الذي يتضمن مزيداً من المصارحة والشفافية في التعليق على تصرفات الحريري.

ويشير قريبون من عون، إلى أنّ الحريري أصبح بين خيارين: إما الاعتذار عن التكليف، وإما التراجع عن النهج السابق في تشكيل الحكومة واعتماد القواعد والمعايير التي سبق أن ناقشها عون معه خلال الاجتماعات بينهما...

المصدر:الجمهورية