العالم - خاص بالعالم
وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "من طهران" أشار د.مرتضى براري إلى أن إيران سوف تنجز في حزیران/یونیو القادم مشروع "الکبسول الحیوي"وهو الخطوة الأولى لإرسالرواد فضاء إيرانيين إلى الفضاء،
وإليكم النص الكامل للقاءنا مع رئيس منظمة الفضاء الإيرانية د.مرتضى براري:
ما هي المشاريع الجديدة في إيران فيما يتعلق بالفضاء، وإرسال إيران أقمارا صناعية إلى الفضاء؟
مرتضى براري: یعتبر وضع الأقمار الصناعیة في مدار مابین 500 إلی 1000 کیلومتر من أهم برامجنا، ومن هذه الأقمار الصناعیة التي أرسلناها إلی الفضاء یمکن الإشارة إلی الأقمار الصناعیة الخاصة بالاختبارات عن بعد، و القمر الصناعي "ظفر 2" والذي یختص بالتقاط الصور وفصل الصور الملونة ذات البعد 16 مترا، إضافة إلی القمر الصناعي "بارس 1" الجدید والذي تسلمناه مؤخرا وسوف یوضع في المدار قریبا جدا، وهذا القمر الصناعي لدیه القدرة علی تفکیك وفصل الصور الملونة ذات البعد 15 مترا عن بعضها البعض.
هذان القمران الصناعیان جاهزان في الوقت الراهن، وإن شاء الله في القریب العاجل سوف یکون القمر الصناعي "طلوع" الخاص بالاختبار عن بعد جاهزا للتسلیم.
وأما ما یخص الأقمار الصناعیة الخاصة بالاتصالات فإن القمر الصناعي رقم 1 قد اکتمل، بینما القمر الصناعي "ناهید 2" سوف یسلم في أواخر السنة الإيرانیة، أي في أواخر آذار/مارس القادم، وسوف یوضع البرنامج الخاص بإطلاقه إلی الفضاء.
العالم: أشرتم إلى عدة أقمار تستعد إيران لوضعها حول مدار الأرض، ما الذي يميز هذه الأقمار عن سابقاتها؟
مرتضى براري: قمنا بتثبیت أربع خطوات في برنامج التطویر الفضائي.. الخطوة الأولی الوصل إلی المدار بارتفاع 250 کیلومترا، ولحسن الحظ قمنا بوضع أربعة أقمار صناعیة في المدار المشار إلیه، وهي الأقمار الصناعیة "أمید و نوید و رصد و فجر".. الأقمار الصناعیة المذکورة هي بحثیة کما أن المدار بحثي أیضا.
أما في برنامج الخطوة الثانیة الخاص بنا هو أن نضع في المدارات التشغیلیة، أقمارا صناعیة تشغیلیة، بفترة زمنیة لأکثر من ثلاث سنوات، بتعبير آخر تتمثل الخطوة الثانیة في أن نضع أقمارا صناعیة بوزن 250 کیلوغراما للقمر الصناعي الواحد، في مدار یبلغ إرتفاعه 500 کیلومتر، أي بمعنی أن القمر الصناعي البحثي قد تغیر إلی قمر صناعي لاستخدامات صناعیة، کما أن المدار قد تحول إلی مدار صناعي.. عملیا نحن الآن في مرحلة تثبیت التقنیة الفضائیة وتصنیع البنی التحتیة الفضائیة، وإن شاء الله حینما تصنع هذه الأقمار الصناعیة ستکون وفقا لأحدث المعاییر العالمیة في قطاع الفضاء.
بإمکاني القول إن تصمیم وبرمجة سلسلة القسم الفضائي قد تما علی أیدي المتخصصین الوطنیین کما أن التصنیع کان علی أیدیهم أیضا.
والآن من کم قسم تتکون السلسلة؟.. بدایة، السلسلة تعني قاعدة الإطلاق، سواء ناقل الأقمار الصناعیة والقمر الصناعي إلی جانب محطة المراقبة والتحکم وتوجیه القمر الصناعي ومحطة الإستقبال.. کل هذه العجلة قد توطنت علی أیدي خبرائنا المحلیین، وقد أصبحنا في عام 2008 ضمن الدول التسع في الدنیا التي تشکل نادي الدول الحاصلة علی العجلة الکاملة للتقنیة الفضائیة وذلك بعد أن وضعنا القمر الصناعي "أمید" في المدار.
العالم: قبل أشهر فاجأت إيران العالم بوضعها القمر الصناعي الأول العسكري لها "نور" في مدار الأرض، فماذا يعني ذلك هل توجد رسالة في هذا الموضوع؟
مرتضى براري: لاحظ معي، ما أود قوله لکم هو أن جمیع أنشطة وفعالیات منظمة الفضاء سلمیة، وفي جمیع أنحاء العالم تقوم القوات المسلحة بالاستفادة من طاقات وإمکانیات الفضاء بهدف مراقبتهم للأنشطة المختلفة.. لحسن الحظ، قمنا بإرسال القمر الصناعي "نور" قبل عدة أشهر إلی المدار، وللعلم فهو قمر صناعي خاص بالتصویر، ووضعناه في مدار یبلغ إرتفاعه 435 کیلومترا، ولحسن الحظ أیضا لا یزال نشطا وفعالا، ویعتبر نجاحا باهرا للبلاد، والسبب أن أقمارنا الصناعیة السابقة کانت توضع في مدار یبلغ ارتفاعه 250 کیلومترا، أما الآن فنحن نتحدث عن 435 کیلومترا، لحسن الحظ حالفنا النجاح کثیرا في مجال الإطلاق وحققنا نتائج مذهلة في هذا السیاق.
أستخدم الوقود الصلب في ناقل الأقمار الصناعیة هذا، وهذا بحد ذاته نجاح أیضا، حیث کانت التکلفة واستهلاك الوقود قلیلین.. ولیس سرا أن أقول إن کل ماسبق ذکره هو مرتکز علی السیاسات الکلیة للنظام والتي تستند علی مبدأ الحفاظ علی البلاد والدفاع عن تراب الجمهوریة الإسلامیة في إيران.
العالم: إيران تعتزم إرسال رواد فضاء إيرانيين إلى الفضاء، ما هو الجديد في ذلك؟ وبحسب توقعاتكم متى سيحصل ذلك؟
مرتضى براري: نعم، نحن لدینا برنامجین، الأول یتمثل في رغبتنا بالمشارکة في الأبحاث العالمیة لقطاع الفضاء. ففي هذا المیدان هناك مسار یتمثل في الاستفادة من البنی التحتیة للدول الأخری من خلال التواجد في محطة الفضاء الدولیة وإمکانیة المشارکة في الأبحاث الفضائیة. إضافة إلی ما سبق ذکره، نحن بدأنا بمشروع أطلقنا علیه إسم "الکبسول الحیوي"، وإن شاء الله سوف یجهز النموذج الهندسي الخاص به في نهایة شهر شباط/فبرایر الحالي وبحول الله وقوته سوف یجهز نموذجه الخاص بالطیران خلال شهر حزیران/یونیو القادم وسنضع بداخله إنسان آلي ذو بنیة بشریة بدلا من کائن حي. من المفترض أن یرسل هذا الکبسول إلی إرتفاع یبلغ 130 کیلومترا والقیام بإجراء اختبارات من خلاله، وسوف نقوم بزیادة الإرتفاع بصورة تدریجیة بهدف الوصول إلی مدار 400 کیلومتر في المستقبل.
العالم: فيما يتعلق باقتصاد الفضاء وهو موضوع مهم وحساس جدا، هل لديكم خطة في هذا المجال؟
مرتضى براري: کما ذکرتم، فقد تحول الیوم اقتصاد الفضاء إلی اقتصاد ناشئ، ولحسن الحظ خلال العقد المنصرم فقط بلغ معدل نمو اقتصاد الفضاء ستة أضعاف ونصف الاقتصاد العالمي، وتشیر التوقعات إلی أنه خلال العقدین القادمین من هذا القرن سوف یستمر هذا المنحنی التصاعدي. بالطبع، نحن نسعی إضافة إلی تثبیت واستقرار البنی التحتیة الفضائیة أن نقوم بتقویة اقتصاد الفضاء في بلادنا، ویأتي علی رأس أولویاتنا العمل علی تطبیق صناعة الفضاء.
ومن أولویاتنا في الوقت الراهن أیضا إیجاد وتهیئة الأرضیة المناسبة لتشکیل الشرکات المعرفیة، وأهم أرضیة في هذا السیاق في وقتنا الراهن هي المعطیات أو البیانات التي تؤدي دورا کبیرا في رفع مستوی أداء بقیة أقسام وقطاعات البلاد. علی سبیل المثال لا الحصر، یمکن للبیانات المرسلة من الأقمار الصناعیة أن ترفع من أداء ومستوی القطاع الزراعي بنسبة 20%، وهکذا في قطاع الخدمات المدنیة وفي القطاع البیئي وإدارة المصادر المائیة، قمنا بإعداد برنامج لکل ما سبق ذکره. بدایة، سعینا وبأنفسنا إلی توفیر المعطیات أو البیانات من الأقمار الصناعیة والتي تحتاجها بلادنا، الیوم لدینا 10 عملیات استلام من الأقمار الصناعیة عن طریق الشبکة العنکبوتیة، وأکثر من 30 عملیة استلام من خارج شبکة الإنترنت. توفیر المعطیات أو البیانات یقع علی رأس أهتماماتنا، ومن جانب آخر یعتبر إطلاق هذه البیانات من أجل الأعمال والمهن جزءا من سیاساتنا.
وإضافة إلی ما سبق ذکره، خلال هذا الأسبوع سوف یفتتح المرکز الوطني لبیانات ومعطیات الأقمار الصناعیة وتقدیم الخدمات للأنواء الجویة الخاصة بالأعمال والمهن من خلال نظام "آیه پي اي". وعلی الجانب الاخر، أعددنا برنامجا یهدف إلی تطویر مراکز الابتکار والإبداع الفضائي وذلك بواسطة القطاع الخاص، وقد تم تشکیل ثلاثة مراکز للإبداع الفضائي والتي تعتبر أرضیة ملائمة جدا لتشکیل الشرکات المعرفیة، بمعنی أنه لدینا الآن شعار یقول البیانات من طرفنا، وتقدیم خدمات الأعمال والمهن من طرف هذه البنی التحتیة إن شاء الله، لحسن الحظ، تم تشکیل وتأسیس شرکات معرفیة جیدة.
أما الموضوع التالي الذي یحظی بأهمیة في سیاساتنا فیتمثل في تحریر القطاع الفضائي، بمعنی أننا نسهل استثمار القطاع الخاص في القطاع الفضائي، الیوم، یستحوذ القطاع الخاص في أرجاء المعمورة علی نسبة مقدارها 76% من اقتصاد الفضاء، علما أن القطاع الخاص لایتردد في الاستثمار في هذه الصناعة الواعدة، فقد أوجد القطاع الخاص دینامیکیة في القطاع الآنف الذکر کما عرض خدمات جدیدة وفتح المجال أمام فرص عمل جدیدة أدت إلی زیادة الرفاهیة في مختلف الدول، قمنا بتهیئة أرضیات مناسبة لحسن الحظ سواء في الأقمار الصناعیة الخاصة بالإتصالات أو نظیراتها في الاختبارات عن بعد أو حتی في اتحادات القطاع الخاص، وإن شاء الله ومع تواجد القطاع الخاص واستثماراته، سوف یکون أمام صناعة الفضاء في إيران مستقبل زاهر.
العالم: هل تعتمد إيران في هذا المضمار على خدمات الشركات المبنية على المعرفة؟
مرتضى براري: نعم، انظروا، لقد نجحنا الیوم في ایجاد شرکات ناشئة عن طریق الإستفادة من بیانات ومعطیات الأقمار الصناعیة التي تقدم خدماتها للمزارعین، بمعنی أنه لدینا في بلادنا أکثر من 15 ملیون هکتار من الأراضي الزراعیة والغابات، هذه الفرصة تسبب في أن تقوم بعض شرکاتنا بتقدیم خدمات متنوعة لصغار المزارعین علی مساحة وقدرها 28 ألف هکتار. ولحسن الحظ، خلال العامین المنصرمین أضافت هذه البیانات نسبة تقدر بأکثر من 20% من القیمة المضافة قي القطاع الزراعي، أو في مجال البیانات الجویة مثلا، فالبیانات والمعطیات الجویة تعتبر استراتیجیة للسائحین والصیادین والمزارعین، فقراراتهم تعتمد علی هذه البیانات، الیوم هناك شرکات تقوم بإنتاج خدمات وذلك من خلال الإستعانة ببیانات ومعطیات الأقمار الصناعیة الجویة، وکما نعمل نحن علی استخراج البیانات الخاصة بتلوث الهواء حیث یمکننا هذا العمل من معرفة مستوی تلوث الجو ومستوی جزیئات التلوث في جمیع أنحاء البلاد أو أي مدینة نختارها في أي منطقة من البلاد.
وفیما یخص مجال إدارة مصادر المیاه، فقد ظهرت خدمات في وقتنا الراهن توضح أحدث حالات المستنقعات والبحیرات کما تقدم مقاربات لکیفیة إدارة هذه المصادر المائیة، وفي مجال البیئة والخدمات المدنیة أیضا لدینا شرکات ناشئة لإدارة حرکة المرور، کنظام "نشان" و "بلد"، ولحسن الحظ فإن المبدعین من الشباب الإيراني بدأوا یدلون بدلوهم في هذا القطاع، شأنهم في ذلك شأن الشرکات الناشئة في مختلف أنحاء العالم.
کلنا أمل أن تکون خدمات بلادنا الفضائیة بأیدي خبرائنا، ولحسن الحظ لدینا هذا الاستعداد، کما أن صلاتنا وعلاقاتنا مع الدول الإقلیمیة في هذا القطاع جیدة، فتطویر التعاون الدولي یعتبر من أولویاتنا، ونحن نرغب بأن تحضر الدول الإقلیمیة وتستثمر في القطاع الفضائي لبلادنا، وللعلم فقد قمنا بتدوین النظام الاقتصادي للفضاء، وبلادنا کما یعلم الجمیع تحظی بموقع ممتاز، ومساحة إيران شاسعة.. إذا، کل ماسبق ذکره یعتبر فرصة سانحة وجیدة وسوق واعدة لمشغلي الأقمار الصناعیة الخاصة بالإختبارات في المنطقة. فمن جانب نحن نحیا في منطقة تضم في جنباتها 400 ملیون نسمة، وهذه الظاهرة فرصة سانحة لمشغلي الأقمار الصناعیة الخاصة بالإتصالات، ومن هنا وعبر شاشة قناتکم الموقرة، نعلن عن دعوة الدول الإقلیمیة الصدیقة للاستثمار في اقتصادنا الفضائي والبنی التحتیة الفضائیة لإيران، کما أن شرکاتنا من القطاع الخاص علی أتم الإستعداد للدخول في تعاون مشترك مع شرکات الدول الإقلیمیة.
العالم: هل لديكم تعامل مع البلدان المجاورة؟
مرتضى براري: لقد بدأت المفاوضات، وهناك إتفاقیات جیدة تبدو في الأفق مع عدد من الدول الإقلیمیة، نأمل في المستقبل المنظور أن تصل هذه الإتفاقیات إلی بر الأمان ویتم التوقیع علیها. ولکن بالطبع وکما تعلمون فلإن القمر الصناعي "عرب سات" یضم أکثر من 22 دولة عربیة، نحن لدینا عن طریق التعاون مع هذه الدول قمر صناعي خاص بالإتصالات، ما أود قوله هو وجود تجربة مشترکة بین جانبي شاطئ الخلیج الفارسي، کانت التجربة في القمر الصناعي "عرب سات" ناجحة جدا. کما بدأنا التعاون في مجالات عربسات صناعي آخر، وإن شاء الله قریبا جدا سوف نعلن عنه للرأي العام.
العالم: فيما يتعلق بموضوع اقتصاد الفضاء، في أي نقطة من الطريق أنتم، هل في بداية الطريق، أم قطعتم أشواطا إلى الأمام؟
مرتضى براري: لحسن الحظ ما أود قوله، هو أن محطاتنا الخاصة بالإستقبال لاتزال نشطة منذ أکثر من 30 عاما، کما لدینا مئات الشرکات للإختبار عن بعد، بمعنی أن اقتصاد الفضاء لم یبدأ للتو، بل منذ 30 عاما، وخدمات هذا القطاع نشطة، لکن سعینا الآن یترکز علی التأقلم مع الإبداعات والتغییرات الجدیدة في تقنیات الفضاء ومجاراتها، نحن واجهنا ثورة في مجال الفضاء، فالأقمار الصناعیة أصبحت صغیرة الحجم وازداد الإنتاج بصورة ملحوظة إلی جانب أن البحث عن القنوات أصبح میسورا وبأقل التکالیف، کل ما سبق ذکره یتعلق بالأقمار الصناعیة، أما في مجال التقنیات فأن تقنیات الذکاء وتقنیات الذکاء الإصطناعي وتقنیات "بلاك شین" وتقنیات إنترنت الأشیاء وتقنیات حساب الأنواء الجویة، جمیع هذه التطورات سواء الخاصة بالأقمار الصناعیة أم بالتقنیات أدت إلی الوصول إلی العصر الرابع من الفضاء، بکلمات أخری أصبحنا نواجه نموا مذهلا في اقتصاد الفضاء. نحن نسعی إلی أن ترتفع حصتنا من العصر الفضائي الجدید إلی حد کبیر، ونحصل علی موقع ممتاز في هذا القطاع. أهم هدف لنا في المنطقة خلال عقد من الزمان، تمثل في تبوأنا المرکز الأول علمیا في المنطقة، وفي العالم حصلنا علی المرکز الحادي عشر، کما أن من أهم برامجنا هو أن تتحول قدراتنا وقوتنا العلمیة في قطاع الفضاء إلی قوة اقتصادیة فضائیة، فجمیع مجهودنا ینصب علی أن نرفع من مستوانا وموقعنا في اقتصاد الفضاء کما هي الحال مع تطویر التقنیات.
العالم: ما هو حجم الوارد من اقتصاد الفضاء، ما هي تطلعات إيران في هذا الاقتصاد من حيث الوارد؟
مرتضى براري: لحسن الحظ منذ أکثر من 30 عاما دخلت أفضل جامعات البلاد مجال الفضاء. بکلمات أخری یمکنني القول إن جامعاتنا وضعت أفضل طلبتها إبداعا في مجال الفضاء، وهذه القدرات لاشك أنها ستلعب دورا مهما في القفزة النوعیة في اقتصاد الفضاء. تتمثل أولویتنا الأولی في الوصول إلی المرکز الأول في اقتصاد الفضاء إقلیمیا کما تبوأنا هذا المرکز في المجال العلمي. نحن لدینا نسبة 1% من تعداد سکان العالم، ونسبة 1% من مساحة الکرة الأرضیة، علی هذا فأن برنامجنا هو الحصول علی نسبة 1% من اقتصاد الفضاء خلال المرحلة الأولی علی أقل تقدیر، بسبب وجود الطاقات والقدرات والبنی التحتیة، التي أنشأت خلال الأعوام السابقة المتوفرة لدینا، لذا فإن الأدلة تحکي عن حقیقة مفادها حصولنا علی أکثر من نسبة 3% من اقتصاد الفضاء في بلادنا.
العالم: هل لديكم تعامل في هذا المجال مع بلدان أخرى إقليمية أو غير إقليمية؟
مرتضى براري: ما أود قوله لکم هو إننا کنا علی الدوام نسعی إلی المساهمة والمشارکة من ضمن لجنة "کوپیوس" أو لجنة الأمم المتحدة بشأن الإستخدام السلمي للفضاء الخارجي، والسبب هو أن اللجنة الآنفة الذکر هي إحدی الطرق لإدارة المناخات والکوارث الطبیعیة في مجال الفضاء الذي یؤدي دورا مهما في هذا السیاق، ولحسن الحظ، خلال العام القادم، وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، سوف یعقد مؤتمرا في إيران یختص بإدارة الکوارث ومصادر المیاه والفیضانات، بکلمات أخری بإمکاني القول إن سعینا کان دائما یهدف إلی أن تکون لنا مساهمة ومشارکة مع المنظمات والمؤسسات الدولیة في مثل هذه المشاریع، وفي منظمة "إپسکو" التي هي منظمة إقلیمیة تضم ثمانیة أعضاء، قمنا بتقدیم عددا من المشاریع فیها. لدینا رغبة کبیرة في التعامل مع الدول الإقلیمیة من خلال مشاریع مشترکة في مجال الفضاء، نأمل بأن تتبلور هذه الرغبة في المستقبل القریب والسبب، إننا نعیش في منطقة تتمیز بتعدد الکوارث الطبیعیة فیها، ووفقا لتصنیف ووصف منظمة الأمم المتحدة فإن إيران تتبوأ المرکز الـ11 عالمیا من حیث تعرضها للکوارث الطبیعیة، وفیما یخص الزلازل فإن إيران تتصدر القائمة. لهذا، فأن منطقتنا منشغلة في هذه الکوارث الطبیعیة دائما، من الطبیعي أن التعاون الدولي فیما یخص إدارة هذا الموضوع وتقلیل نفقات هذا المجال یمکنه أن یساهم بفاعلیة، إن شاء الله ننجح عن طریق التعاون مع الدول الإقلیمیة في نمو صلاتنا وعلاقاتنا وأن نساهم سویا في إدارة هذا المجال.
العالم: إذا إيران تتعامل مع المجاميع الدولية في موضوع الفضاء، إذا لم لا تتعامل إيران مع بلدان أخرى في موضوع إطلاق الأقمار الصناعية إلى الفضاء؟
مرتضى براري: یعتبر تطویر التعاون الثنائي والمتعدد جزأین من أولویات البرنامج الفضائي للبلاد، ففي الأساس یعتبر مجال الفضاء مجالا مکلفا ویتمیز بمخاطراته العدیدة، ما یستلزم من الدول التعاون فیما بینها بهدف الوصول إلی الفضاء وایجاد التوازن، لکن الحقیقة تکمن في أننا کانت لدینا عدة تجارب تتمحور حول الاستفادة من طاقات وقدرات الدول الأخری، ولکن للأسف لم تکن ناجحة.
العالم: ننتقل إلى موضوع الحظر الأميركي، هل شمل الحظر الأميركي مشاريع الفضاء الإيرانية وما هي الآثار المترتبة على ذلك؟
مرتضى براري: نعم، قامت أميرکا بفرض الحظر الاقتصادي والمقاطعة بشکل انفرادي علی المجال الفضائي لإيران. بالطبع علي أن أنوه هنا إلی أننا تعرضنا لحظر اقتصادي في مجال الفضاء خلال العقود الأربعة من عمر الثورة الإسلامیة المبارکة، ولکن لحسن الحظ، فإن إنجازات المجال الفضائي لبلدنا إيران مرتکزة علی قدرة واتقان المتخصصین الفضائیین الإيرانیین، ولحسن الحظ أیضا فإن هذا الحظر لم یکن له أي تأثیر علی برامجنا الفضائیة. ونحن بدورنا نسعی بکل ما أوتینا من مجهود إلی مواصلة الطریق الذي بدأناه والذي یرتکز علی مجهود الشباب المبدع الریادي والمتخصصین إن شاء الله. ولکن هذا الکلام لا یفسر علی الإطلاق أن عملیات التعاون یمکنها إعطاء دفعة أو قفزة أو حتی سرعة لبرامجنا الفضائیة، ومن هنا أعلن عن استعدادنا للتعاون مع الدول الصدیقة لإيران في مجال الفضاء، وإن شاء الله سوف نسعی لمواصلة هذه السیاسة.
العالم: في الآونة الأخيرة زعمت بعض الدول المحيطة بالخليج الفارسي مشاريع إرسال إنسان إلى الفضاء أو إطلاق أقمارا صناعية مستقلة ومحلية إلى الفضاء.. هل هذا يعني تطور تكنولوجي فضائي لهذه الدول أم أنها تستورد تلك التكنولوجيا؟
مرتضى براري: بالطبع شخصیا أکدت علی أن تطویر تقنیات برامجنا الفضائیة کانت مرتکزة علی تخصص وقدرات وطاقات علمائنا الوطنیین، ولم یکن لیتبلور هذا الإنجاز إلا بسبب عدم مد ید التعاون والمشارکة من بعض الدول. نحن سعینا بکل ما أوتینا من مجهود، لکن دول المنطقة غیر مقیدة بالمحدودیة، فمن الناحیة العملیة تمتلك تقنیة الفضاء بسبب التعاون الذي تحصل علیه من خلال تعاون بعض الدول المتقدمة في الفضاء معها، هذا هو الفارق بیننا وبین هذه الدول. نعم، صحیح أنه في مجال الفضاء حدیثا تمکنت إحدی الدول العربیة بمساعدة من دولة أخری من إرسال أحد مواطنیها إلی محطة الفضاء الدولیة "میر" والتواجد هناك. ونحن بدورنا نسعی للمساهمة في المشاریع البحثیة الدولیة کما نسعی عن طریق الاستفادة من البنی التحتیة للدول الرائدة لإرسال مواطن إيراني إلی المحطة الدولیة کي یشارك في الأبحاث الدولیة، إضافة إلی ما سبق، نحن أیضا بدأنا في محاولاتنا لإرسال شخص إلی الفضاء، فالنموذج الهندسي للکبسولة البیولوجیة سیصبح جاهزا خلال الشهر الحالي بینما نموذج طیرانه سیکون جاهزا في وقت ما من شهر آذار/مارس القادم، لهذا نحن نسعی أن نعطي دفعة إلی أمام للمسار المحلي بالتزامن مع المسارات الدولیة.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..