التايمز: السعودية استهدفت ابنة المعارض سعد الجبري

التايمز: السعودية استهدفت ابنة المعارض سعد الجبري
الثلاثاء ٠٩ فبراير ٢٠٢١ - ٠٢:٣١ بتوقيت غرينتش

قالت صحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 9 فبراير/شباط 2021، إن مسؤولين سعوديين حاولوا استدراج ابنة المعارض السعودي وضابط المخابرات السابق سعد الجبري إلى قنصلية الرياض بإسطنبول قبل أيام فقط من اغتيال الصحفي المعارض جمال خاشقجي بداخل القنصلية ذاتها عام 2018.

العالم- السعودية

الصحيفة كشفت عن دعوى قضائية أقامها الجبري في واشنطن اتهم فيها السلطات السعودية بمحاولة استدراج ابنته إلى القنصلية؛ إذ جاء في نص الشكوى: "إذا بدت الادعاءات خيالية، فإن ذلك لأنه يصعب فهم أعماق فساد المتهم محمد بن سلمان والرجال الذين فوضهم لتنفيذ ما يريد"، وأضاف قائلاً في دعواه إن أحد مساعدي بن سلمان حاول الضغط على زوجها، سالم المزيني، الذي كان في السعودية، لحملها على تجديد جواز سفرها والعودة إلى المملكة.

كما كشف الجبري، في الدعوى القضائية المعدلة، أن أحد أسباب رغبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في التخلص منه، هو أنه قدم معلومات استخباراتية إلى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بشأن مسؤولية ولي العهد في مقتل الصحفي خاشقجي.

وفي وقت سابق قدم الجبري شكوى قضائية أمام محكمة أمريكية في أغسطس/آب الماضي، قال فيها إن فريقاً من العملاء السعوديين، يعرفون باسم "فرقة النمر"، حاولوا تصفيته في تورنتو، بأمر من ولي العهد، في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2018.

استهداف أبناء الجبري

ويأتي هذا بعد أيام من صدور حكم بالسجن ضد ابني سعد الجبري، عمر وسارة، بعد محاكمتهما "سراً" بالمملكة، وإدانتهما بتهمة غسل الأموال والتآمر ومحاولة الهروب.

صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نقلت في تقريرها عن خالد الجبري، الابن الأكبر لسعد الجبري، قوله إنّ "عمر (22 عاماً) وسارة (20 عاماً) أدينا في محاكمة سرية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وحُكم عليهما بالسجن تسع سنوات وستة أعوام ونصف على التوالي".

أضاف الجبري أن المدعي العام السعودي لم يقدم أي دليل مباشر على ارتكاب أخويه لهذه الجرائم، وأن المحامي الذي تم تعيينه لتمثيلهما لم يُسمح له بمقابلة موكليه في أماكن احتجازهما غير المعلنة.

فيما أشار إلى أنه على نحو مفاجئ، اختفى رقم القضية الأسبوع الماضي من الموقع الإلكتروني المختص بالقضايا الجنائية، في إشارة إلى موقع وزارة العدل.

من جهتها، اعتبرت الصحيفة أنّ الموقف السعودي من الشابين عمر وسارة يدل على أن ولي العهد محمد بن سلمان يستخدمهما للضغط على والدهما للعودة إلى السعودية، وهو الذي يعيش في مدينة تورنتو الكندية، التي اختارها منفى له.

كما أشارت الصحيفة إلى رسالة بعثها خالد الجبري لأحد صحفييها، جاء فيها أنّ "تأمين حرية إخوته سيكون الاختبار الأكثر دقة للولايات المتحدة"، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن إلى إيجاد مسار أفضل في العلاقات الأمريكية-السعودية، حسب الصحيفة ذاتها، وفي السياق نفسه نقلت "واشنطن بوست" عن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية، قوله إن واشنطن "ستواصل التأكيد للسلطات السعودية أن أي مقاضاة لعائلة الجبري غير مقبولة".

واشنطن تستخدم ملف حقوق الإنسان للضغط على ابن سلمان

كما أوضح المسؤول، في تصريحات أدلى بها، أنّ الخارجية الأمريكية "قلقة" أيضاً من الظروف التي أدت إلى انتقال سعد الجبري إلى كندا، مشدداً على أن كبار المسؤولين الأمريكيين "سيواصلون إثارة هذه المخاوف مع نظرائهم السعوديين".

وحسب الصحيفة الأمريكية، تقع القضية "الحساسة" الآن على عاتق إدارة بايدن، التي تريد في المقابل الحفاظ على الشراكة الأمنية الأمريكية مع السعودية، ولكنها تسعى أيضاً إلى "إعادة تقييم" للعلاقة بين واشنطن والرياض بحيث تركز بشكل أكبر على قضايا حقوق الإنسان، فيما قالت الصحيفة إن إدارة بايدن "منزعجة بشدة من هذه القضية" وتريد إرسال هذه الرسالة إلى السعوديين.

يشار إلى أنه رغم دعم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب القوي لمحمد بن سلمان، قالت وزارة خارجيته في أغسطس/آب الماضي، إن الضغط على ابني الجبري "غير مقبول" وحثت على إطلاق سراحهما فوراً.

وأوضحت الصحيفة أن أحد أسباب قلق مسؤولي إدارتي ترامب وبايدن من هذه القضية هو أن سعد الجبري "كان شريكاً رئيسياً لوكالة المخابرات المركزية في جهودها لمكافحة الإرهاب ضد القاعدة".

كما جاء في رسالة بعثها 4 من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي إلى ترامب في يوليو/تموز 2020 أن الجبري "نُسب إليه الفضل من قبل مسؤولي وكالة المخابرات المركزية السابقين في إنقاذ آلاف الأرواح الأمريكية من خلال اكتشاف المؤامرات الإرهابية ومنعها".

فيما قال أعضاء المجلس وكانوا ينتمون للحزبين الجمهوري والديمقراطي: "نعتقد أن الولايات المتحدة لديها التزام أخلاقي (تجاه الجبري) وعليها فعل ما في وسعها للمساعدة في ضمان إطلاق سراح أبنائه".

وكان ابنا الجبري من بين الأهداف الأولى لمحمد بن سلمان الذي وصل إلى السلطة في 21 يونيو/حزيران 2017، بعد عزل ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وتم توقيف ابني الجبري في مطار الرياض في ذلك اليوم أيضاً، ومنعا من السفر بينما كان الاثنان في طريقهما إلى مدرستهما في الولايات المتحدة، حيث كان يعيش والدهما.

إلا أنه تم اعتقالهما في مارس/آذار من العام الماضي، وهو ما اعتبره رجل الاستخبارات السابق محاولة لابتزازه من أجل العودة إلى المملكة.

وسعد الجبري هو مسؤول أمني سعودي سابق وكان الساعد الأيمن للأمير محمد بن نايف.