العالم - قضية اليوم
لكن قبل ان نحاول تشريح المشهد الفتحاوي وقراءته بتعقيداته علينا ان ننظر الى باقي المتنافسين على مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني ، حركة حماس قد تكون اكثر المرتاحين في انتظار المعركة لقدرتها على ضبط عناصرها والتزامهم بالقرار التنظيمي حتى ولو خالف تطلعاتهم او ارائهم ، وهذا ديدن الحركات الاسلامية بشكل عام فالامتثال لراي القيادة جزء من الالتزام الديني ، والاهم ان الخلاف الداخلي يبقى في الدوائر التنظيمية ومن المحال ان يظهر للعلن ، اما اليسار الفلسطيني فيبدو اقل ارتباكا من حركة فتح لكن بعض فصائله لاسيما الجبهة الديمقراطية وحزب الشعب يحاولان ان يشكلا تحالفا مع الجبهة الشعبية والمبادرة املا في ان يحققوا انتصارا يحفظ لهم ماء الوجه خاصة وان كافةاستطلاعات الرأي تؤكد ان الحزب والديمقراطية لن يحصلا على نسبة الحسم ، اما الجبهة الشعبية فحتى اللحظة لا تبدو معنية بالتحالف لادراكها ان الاخرين سيشكلون عبئا عليها وسيقاسمونها ما يمكن ان تحصل عليه منفردة بفضل قاعدتها على الارض والرموز التي ستستند اليها في الدعاية الانتخابية لاسيما وانها ستخوض المعركة بقائمة يراسها الامين العام احمد سعادات الاسير في سجون الاحتلال والذي يحظى باحترام واسع في صفوف الشارع الفلسطيني ، وبالعودة الى حركة فتح فالدائرة الاولى في الحركة تحاول ان تضبط الايقاع في ظل استشراس الكثيرين على حجز مقاعد في القائمة الرئيسية او خارجها ، الكثيرون يرون ان تحييد القيادي في الحركة مروان البرغوثي واقناعه بان يكون ضمن قائمة اللجنة المركزية سيشكل حلا لثلثي الازمة، فقائمة برئاسة اليرغوثي بعيدا عن اللجنة المركزية ستحظى بتاييد شعبي كبير وستحسم المعركة بسهولة واذا حدث هذا الامر فهذا يعني ان الشارع اختار من يناقض الدائرة الاولى في حركة فتح وهذا سيشكل اساءة للرئيس محمود عباس ولقيادته وهذا ما يفسر زيارة حسين الشيخ للبرغوثي في سجنه واستعداد الرجوب لذات الزيارة خلال الساعات المقبلة ، البعض يرى ان محمد دحلان والذي يعمل مقربوه على الارض في غزة بكامل قوتهم لتشكيل قائمة انتخابية يشكل خطرا على فتح الرسمية لكني ارى من المستبعد ان تكون قائمته نغبهعمنافسا قويا لقائمة اللجنة المركزية لكنها ستحقق انتصارا على الارض يفوق ما ستحققه فصائل اليسار مجتمعة ، اما الحديث عن نية الكثيرين من قادة فتح تشكيل قوائم بعيده عن الحركة فاستبعده لان الحركة تملك اوراقا قوية للضغط على هؤلاء كي يلتزموا بالقرارات الصادرة عن الدائرة الاولى ، ازمة فتح ترتبط اولا بانها لم تستطع ان تفصل بينها كحركة تحرر وبين السلطة التي تقودها ، ثانيا عدم قدرة الحركة على فرز وجوه جديدة واصرار الوجوه القديمة على البقاء في المشهد السياسي رغم ادراكها بان الشارع لم يعد يثق بها ، واخيرا انتفاء البرنامج السياسي الموحد في صفوف الحركة بحيث يرضي الجميع ويوفر لهم البيئة المناسبة للعمل السياسي ، اذا حركة قتح على موعد مع مخاض عسير وفي اثر الانتخابات المقبلة اما ان ترسخ فتح حكمها واما ان تتفتت وتتحول الى فتوح .
فارس الصرفندي
