رغبات بايدن لأفغانستان حجر يصطدم بالجدران من جانب إدارته!

رغبات بايدن لأفغانستان حجر يصطدم بالجدران من جانب إدارته!
الأحد ١٤ مارس ٢٠٢١ - ٠٦:٠٠ بتوقيت غرينتش

يرغب الرئيس الأمريكي جو بايدن في إنهاء أطول حرب للولايات المتحدة، والتي تعرف الآن غالباً باسم "الحرب الأبدية في أفغانستان".

العالم - الاميركيتان

هذا ولكنه يواجه معارضة شديدة من كبار مسؤولي الجيش والمخابرات الذين يخشون أن القيام بهذا الأمر لا يزال قبل أوانه، وفقاً لمجلة فورين بوليسي الأمريكية.

وقالت المجلة في تقرير نشرته يوم الجمعة «الأمر ليس مجرد رغبة بايدن في الخروج من أفغانستان، أو تقليصه لهجمات الطائرات بدون طيار، أو إغلاق معتقل غوانتانامو، وإنما يتعلق بالمقام الأول بتنظيم القاعدة وفروعه، والذي ما زال يشكل تهديداً استراتيجياً للولايات المتحدة".

كما أشار تقرير المجلة إلى أن رغبة بايدن كرغبة كبار مساعديه بمن فيهم وزير الخارجية أنتوني بلينكين، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان جميعهم عازمون على إغلاق أكبر قدر ممكن من هذا الفصل الممتد لعقدين من الزمن مع اقتراب الذكرى الـ20 لهجمات 11 سبتمبر، والوفاء بتعهدات الرئيس الانتخابية.

ونقل التقرير عن بايدن قوله في توجيهاته الأمنية التي أصدرها مؤخراً «لا ينبغي للولايات المتحدة أن تخوض حروباً أبدية، كلفت آلاف الأرواح، وتريليونات الدولارات».

ولفت التقرير إلى أنه خلال الأسابيع الأخيرة، سعى فريق بايدن إلى استكمال الانسحاب من أفغانستان، وتقليص استخدام ضربات الطائرات بدون طيار، وبدء عملية إغلاق معتقل غوانتنامو، وإلغاء ترخيص صدر عام 2001 باستخدام القوة العسكرية، والذي بموجبه بدأت الحرب على الإرهاب.

ونقل التقرير عن مسؤول في إدارة بايدن مطلع على المناقشات، قوله «ذلك التوجه يلقى معارضة من الجيش ومجتمع الاستخبارات، ويجادل البعض بأن إعلان النجاح السابق لأوانه، والانسحاب السريع للغاية من أفغانستان والشرق الأوسط، من شأنه أن يجعل بايدن عرضة للانتقادات نفسها التي تعرض لها الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، عندما انسحب من العراق عام 2011، وهو ما فتح المجال أمام صعود تنظيم داعش الإرهابي».

وبحسب التقرير، فقد أقر مسؤول كبير في إدارة بايدن بوجود نقاش محتدم داخل الإدارة، حول كيفية إنهاء الحروب، لكنه أضاف «لم نعلن أننا وصلنا إلى أي نقطة تحول في ذلك، ولا تزال هناك تهديدات إرهابية كبيرة للوطن ومصالحنا في الخارج»، كما نفى أن يكون هناك خلاف كبير بين السياسيين والمسؤولين العسكريين والمخابرات.

وبرغم ذلك، قالت الإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي إن بايدن ينوي العمل مع الكونغرس لإلغاء تصاريح الحرب التي دعمت العمليات العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء العالم، على مدار العقدين الماضيين، والتفاوض على آلية جديدة تسيطر على الطبيعة المفتوحة للحروب الخارجية الأمريكية، وفقاً لصحيفة بوليتكو.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي «بايدن يريد إطاراً محدداً وجديداً، يحمي المواطنين الأمريكيين، وينهي الحروب إلى الأبد».

أفغانستان اختبار مبكر

ويخشى بعض المسؤولين المخضرمين، من أن الانسحاب المبكر من أفغانستان، من الممكن أن يعيد أمريكا إلى نقطة البداية، لتكون مهددة من حركة طالبان، الحليفة لتنظيم القاعدة.

ولطالما كان بايدن من المدافعين المتحمسين عن الانسحاب، وكان يعتبر لسنوات أن حكومة أفغانستان فاسدة وغير جديرة بالثقة.

وكان يتوجب على حركة طالبان، قطع علاقتها مع تنظيم القاعدة، بموجب اتفاقية السلام التي أبرمها الرئيس السابق دونالد ترامب مع طالبان، لكنها لم تلتزم بالاتفاق.

ويعتقد بعض كبار المسؤولين الحالين، أن تنظيم القاعدة والجماعات المنشقة عنه تم تحييدها بشكل فعال، على الأقل من ناحية قدرتها على تشكيل تهديد مباشر للولايات المتحدة، ويقترحون بدلاً من مواصلة الحرب على الإرهاب التي بدأها الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، والتعامل مع القاعدة كما تفعل الدول الأخرى كـ«قضية جنائية».

ونقل التقرير عن المستشار العام السابق للبنتاغون، ووزير الأمن الداخلي الأسبق جيه جونسون قوله «أعتبر أن الحرب على الإرهاب قد انتهت، وأعتقد أن الصراع المسلح الذي أجازه الكونغرس عام 2001 فيما يتعلق بالقاعدة قد انتهي قانوناً وعملياً، لقد تم تدمير تنظيم القاعدة بشكل فعال، وتدهورت قدرته على شن هجوم استراتيجي ضد الولايات المتحدة مشابه لهجمات 2001».

كما أشار جونسون إلى أن الجماعات الإرهابية باتت تركز على الهجمات الإقليمية، أو ضد الحكومات الأخرى، في حين بات التهديد على الولايات المتحدة يأتي من خلال «الذئاب المنفردة»، مضيفا «التنظيمات الإرهابية الثلاثة؛ القاعدة، وداعش، وحركة الشباب، تم القضاء عليهم جميعاً بسبب الهجمات الأمريكية».

وقال خبير مكافحة الإرهاب في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية سيث جونز «إن دراسة قادمة أجراها المركز، ستظهر تراجع عدد محاولات تنفيذ الهجمات داخل الولايات المتحدة، إلى أدنى مستوى له، منذ عقدين».

غنوة كنان _ صحيفة الرؤية