السوريون لفيصل القاسم: إعلامكم لا يرخي صلابتنا

السوريون لفيصل القاسم: إعلامكم لا يرخي صلابتنا
الأربعاء ١٧ مارس ٢٠٢١ - ٠٥:٣٣ بتوقيت غرينتش

في وهج المعارك ضد الإرهاب التكفيري لم يهتم المواطن السوري باللغو، فكيف اذا نعته قليلي الأدب الذين كسروا في علاقتهم بعدوهم إرث المنظومة الأخلاقية بالألفاظ البذيئة.

العالمكشكول

في الذكرى العاشرة للحرب على سوريا إستضاف برنامج "الاتجاه المعاكس" الذي يقدمه الإعلامي السوري المثير للجدل فيصل القاسم على شاشة قناة الجزيرة القطرية، النائب السابق في البرلمان السوري شريف شحادة الذي رأى فيه المشاهد الصبر السوري الفريد على الأوجاع، مذكّرا ضيفه المعارض عبد المنعم زين الدين، بالوطنية وضرورة الوحدة لإخراج سوريا من مأزقها الذي تمر به منذ عشر سنوات، لكن لا صوت لمن تنادي.

أفلتت الحرب على سورية على مدى عشر سنوات غوغاء سياسية وعسكرية واقتصادية، وفاسدين دار في مدارهم أثرياء الحرب من دول الخليج الفارسي، ورجال عصابات أتراك وصهاينة وأمريكان وأوروبيين، فوجد السوري نفسه وسط الثبات واليأس، فمنهم من كسر كل هذه القوى المتعنتة والمتغطرسة بنضاله وجبروته ومنهم من ساقته أقدامه إلى معسكر العدو وتحول فيما بعد إلى بوغ مأجور يعزف على جراح وطنه المسلوب.

يقول السوريون ان جرحنا أن يشارك أشقائنا العرب في الحرب الصهيونية على سورية، التي كانت يوماً ما مأوى لهم وصانعة لإنتصاراتهم. مذكرين الأشقاء بوفاء وتضحيات الحلفاء الذين ما ان استقدم الخطر دعمهم، حتى وجدوا في ميدان المواجهة، فـ"رجال حزب الله، والايرانيين المدافعين عن المقدسات، والروس"، لبوا نداء دمشق كي لا تصبح سورية الحضارة والسلام، مصدر إرهاب يهدد البشر.

برنامج الاتجاه المعاكس تناسى تدفق آلاف السوريين على سفارة بلدهم في بيروت ليصوتوا لرمز الدولة السورية، وتناسى هرع اللاجئين في الخيام باوروبا إلى سفارة بلدهم ليعلنوا ان وراءهم دولة تحميهم ويحموها.

الاتجاه المعاكس لم يستطيع أن يخاطب الوجدان البشري بالواقع، بل عاد سرد القصص القديمة لآلاف المشاهد المؤلمة في سنوات الحرب والتي تلخصها مظاهر الهجرة إلى الغرب الذي وقعوا في سطوة إعلامه الذي رسم لهم جنة تنتظرهم، وبعد الوصول هناك عرفوا ان التهجير من سياسة الحرب القذرة وان الهدف من جلبهم لأوروبا هو الإنضمام في صفوف تنظيم داعش الإرهابي الذي شوه صورة الإسلام لدى السذج الذين يُخدعون بالصورة دون التطرق إلى جوهرها.

في النهاية، فشل الإتجاه المعاكس في إعطاء صورة مغايرة عن سورية التي هزمت تجار الحروب، فالواقع المثقل بالأوجاع قد ولّى يا فيصل وبات اليوم الإنحياز إلى الجيش السوري، والدولة السورية، والرئيس بشار الأسد يتصدر المشهد المعافى.

*ماجد الشـرهاني*