ما رأيكم..

ما امكانية عودة اميركا الفعلية للاتفاق النووي مع ايران؟

ما امكانية عودة اميركا الفعلية للاتفاق النووي مع ايران؟
الخميس ١٨ مارس ٢٠٢١ - ٠٩:٤٦ بتوقيت غرينتش

تواصل ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن مساعيها للعودة بطريقة ما الى الاتفاق النووي مع ايران والذي خرج منه الرئيس السابق دونالد ترامب، وسط ضغوط وتحريض من هنا وهناك، ومحاولات لكسب تنازل من ايران، لكن الجمهورية الاسلامية تصر على موقفها ومبادئها وشروطها في هذا الموضوع.

العالم - ما رأيكم؟

وفي هذا السياق يرى باحثون سياسيون أن الولايات المتحدة انسحبت من اتفاق لم يكن ثنائيا، بل هو اتفاق دولي وموثق في مجلس الامن الدولي، وهناك بند يسمح لاي طرف من الاطراف حينما يخل الطرف الآخر بإلتزاماته يستطيع هذا الطرف ايضا ان يتحلل من هذه الالتزامات، لانه لا يمكن ان يكون اتفاق بين مجموعة ومن ثم احدهم يتخلى ويُطالَب الآخرون بمتابعة الالتزام.

ولذلك فإن ايران بدأت بخطوات متدرجة بالتحلل من هذه الالتزامات وفقا للضوابط المرعية ضمن الاتفاق المذكور الى ان وصلت الى هذه الفترة، خاصة وان اميركا طوال الفترة التي تلت خروج ترامب من الاتفاق كانت تعمل على سياسة الضغط الاقصى، وتزيد من حركة الضغوطات علها تستدرج الجمهورية الإسلامية الى فخ المفاوضات مجددا.

كما ان الإتحاد الاوروبي ايضا استعمل فن النفاق السياسي، استخدم هذا الإسلوب خدمة للمطالب الاميركية وكان يحاول دائما ان يلتف على الجمهورية الإسلامية بغية استدراجها مجددا للمفاوضات.

ويعتبر المراقبون أن الاميركي يعلم تمام العلم الموقف الايراني الذي حدده قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، فحينما يتكلم السيد الخامنئي بهذا الموضوع الاستراتيجي الهام لا يمكن لأحد آخر في المسؤولين الايرانيين ان يتجاوزه، فالقائد حدد وقال انه في هذه الفترة ايران هي من سيفحص ويدقق بمستوى إلتزام الاطراف الاخرى في الاتفاق النووي وحينما تتأكد من مستوى الزاماتهم فستلتزم بنفس المستوى.

ويعتقد المحللون ان الكلام الذي صدر عن الوكالة الدولية والذي يحذر من المستوى الذي وصلته ايران من التخصيب، هو يحمل في باطنه عملية تحريضية ضد الجمهورية الإسلامية بأنهم بدأوا بمرحلة متقدمة وان هذه المادة الجديدة التي ذكرت يمكن ان تقترب من المواد الانشطارية.

ويرى المتابعون لهذه الاحداث ان الاميركي فهم اليوم الرسالة بأن الجمهورية الإسلامية لا يمكن أبدا ان تغير موقفها، وهذا الكلام محسوم من القيادة العليا؛ لا تفاوض جديد، لا ادخال عناصر دولية جديدة على المفاوضات وهذه النقطة جدا مهمة، ولا تبديل في هذا الموضوع، وفي مدة الثلاثة أشهر لن يسمح للوكالة الدولية بالإطلاع على محتويات تسجيلات الكاميرات وسوف تتلف بعد هذه الفترة.

فيما يرى سياسيون ان الموقف بين الطرفين غير متقارب، وان ايران في الفترة الاخيرة اتخذت موقفا صلبا في المفاوضات والتعامل في هذا الملف، وكلا الطرفين يحاول ان يرفع السقف عاليا حتى الوصول الى مائدة المفاوضات، وهناك سيحدث الحوار السياسي والفعلي ما بين ايران والدول الاوروبية واميركا.

ويعتبر هؤلاء انه عند النظر الى الموقف الاميركي يتبين انه موقف يحاول بقدر الامكان ان يعود مرة اخرى الى الساحة العالمية بعد انسحاب ترامب في فترته، والاشارة الاخيرة التي ارسلتها الادارة الاميركية بضرب بعض المواقع في سوريا، هي رسالة ليس فقط لايران ولكنها كذلك لروسيا لأن هناك تقارب سياسي بين ايران وروسيا، وان الولايات المتحدة اذا ما وصلت الى مرحلة الجلوس على مائدة التفاوض فستقدم قبلها بفترة قليلة على التنازل لاقناع ايران بأنها جادة في حل الامور.

محللون سياسيون يرون ان بايدن وخلافا للمواقف التي كان يصرح بها في حملته الانتخابية، يواصل طريق ترامب لكن بصور مختلفة، فهو بدلا من ان يتحدث عن التزامات بلاده في الاتفاق النووي فهو يطالب بالتفاوض، وان وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن بدلا من ان يقر بأن اميركا هي التي نكثت العهد وهي التي خرجت من الاتفاق يتحدث وكأنها هي صاحبة الحق، وبلينكن يريد ان يظهر عامل الزمن بأنه غير مهم بالنسبة لاميركا ولا يقلقها، فيما يحاول مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي تذكير امريكا والدول الاوروبية بأنها ليس لديها وقت طويل وايران تتسارع في خطاها، ويقول لهم انهم يفقدون ساحة اللعب من خلال الزمن.

فما رأيكم؟

  • كيف تبدو امكانية عودة اميركا الفعلية للاتفاق النووي مع ايران؟
  • ماذا عن التسريبات حول نيتها فرض رزمة جديدة من اجراءات الحظر؟
  • ما أهمية موقف طهران الرافض لأي عودة قبل الرفع الكامل للحظر؟
  • الى متى تستمر في تعزيز قدرتها النووي والتحرر من التزاماتها أسوة بالآخرين؟