لماذا غرّد حمد بن جاسم كمين ضخم بانتظار “علاقات الأردن والسعودية” ؟

لماذا غرّد حمد بن جاسم كمين ضخم بانتظار “علاقات الأردن والسعودية” ؟
الأحد ١٨ أبريل ٢٠٢١ - ٠٤:٥٣ بتوقيت غرينتش

واضح تماما بالنسبة للغالبية الساحقة من المراقبين والسياسيين الأردنيين بأن العلاقات الأردنية السعودية تتعرض لاختبار بمنتهى القسوة هذه الأيام بالتزامن مع الإعلان عن مؤامرة وفتنة استهدفت زعزعة أمن واستقرار المملكة الأردنية الهاشمية ومع اعتقال شخصيات بارزه لها علاقه بالعائلة المالكة السعودية ابرزها على الاطلاق رئيس الديوان الملكي الاردني الاسبق باسم عوض الله.

العالم- السعودية

وقالت صحيفة "رأي اليوم" في مقال اليوم، لها ان الاختبار الذي تتعرض له العلاقات بين الرياض وعمان هذه الايام متعدد الكمائن والاوجه واعقب الاعلان عن مؤامرة وفتنة في الداخل الاردني.

وتحجم السلطات الاردنية عن تحديد الجهات الخارجية التي تورطت بتلك المؤامرة ولم يتم تحديد اي جهة خارجية لها علاقة باي دولة عربية او حتى صديقة او اجنبية في كل البيانات التي صدرت حتى الان و تتحدث عن تلك المؤامرة والجهات المتورطة فيها.

لكن لا يوجد ضمانات حتى اللحظة بأن استمرار التحقيق مع الموقوفين والمعتقلين في هذه القضية الأمنية الكبيرة خصوصا على مستوى النيابة في محكمة أمن الدولة ولاحقا المحاكمة العلنية تحت عنوان كتم تعريف وتحديد تلك الجهات الخارجية وإن كان الانطباع العام لدى قطاع كبير من الجمهور الأردني وحتى لدى قطاع أكبر من السياسيين الاردنيين يشير الى امكانية تورط جهات سعودية برعاية مخططات لإحداث قلاقل أو تحريك الشارع الاردني مع ان رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة أعلن بأن أي من الجهات الرسمية في بلده لم يتحدّث عن انقلاب أو رعاية انقلاب في الأردن.

وفيما تجتهد السلطات لبقاء التحقيقات سرية وطي الكتمان وتجنّب أي إشارة يمكن أن يفهم منها بأن دول شقيقة والعلاقة معها متطورة مثل السعودية أو الإمارات أو حتى غيرهما تورطتا بدعم وإسناد محاولات لزعزعة الامن في الاردن.

بالرغم من ذلك يزيد وينمو الانطباع بأن جهات سعودية قد تكون مرتبطة بتلك الفتنة وهو ما لم يرد عمليا في أي منشور أردني رسمي مع ان الجانب السعودي نفسه اثار الارتياب عندما سارع وفد عريض وكبير المستوى الى زيارة عمان بعد ساعات فقط من اعتقالات السبت قبل الماضي بهدف الاطلاع واظهار التضامن مع الاردن.

صدر بيان عن القصر الملكي وعن الامير سلمان بن عبد العزيز يعلن التضامن مع الامن الداخلي الاردني ودعم اي خطوات يتخذها الملك عبد الله الثاني تجاه الحفاظ على الامن الداخلي في بلاده.

لكن مهمه غامضة لوفد سعودي رفيع المستوى. لا تزال طي الكتمان في اليوم التالي تماما بعد الاعتقالات حضر وفد رفيع المستوى على راسه وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان الذي بقي ليومين في عمان بانتظار الاطلاع على نتائج التحقيقات مع شخصيات بارزة مثل عوض الله وغيره.

لكن طبيعة الاتصالات التي أجراها هذا الوفد في الأردن لازالت ايضا طي الكتمان وإن كانت بعض الانباء تحدثت عن وجود 4 جنرالات من المستوى الامني في المؤسسات السعودية حاولوا بدورهم القيام بجهد للاطلاع على سيناريو محتمل لتورط شخصيات سعودية في مضايقة الأردن ودعم واسناد التحركات في الشارع الاردني، الأمر الذي لم يثبت بصورة عملية أو لم تتحدث عنه بعد حكومة عمان.

ورغم ذلك يعتقد أن العلاقات الأردنية السعودية تمر بكمين بالغ التعقيد حيث أن نتائج التحقيق ستتخذ بعدها إجراءات كما أعلن الملك عبد الله الثاني وفقا لمعيار مصالح الدولة والمجتمع في الأردن وإن كانت مصادر حكومية مطلعة قد أبلغت عمليا أو كشفت النقاب عن وجود أصابع لها علاقة بمؤسسات سعودية أو شخصيات سعودية أثبت التحقيق حضورها في مشهد إثارة القلاقل في الاردن بالرغم من صمت الحكومة على هذا الأمر إلا أن بعض البرقيات والرسائل وصلت للشقيق السعودي وتفيد بضرورة أن يختبر ما إذا كانت بعض المستويات في المؤسسات السعودية قد دعمت شخصيات تحاول التأسيس لفتنة في الأردن.

الصمت يخيم على العلاقات بين الجانبين بالمستوى الرسمي وقد لفت النظر رئيس الوزراء القطري الاسبق حمد بن جاسم عندما اعلن في تغريده مثيرة له بان احدى الدول في المنطقة لها علاقة بالفتنة التي حصلت في الاردن في الوقت الذي اسرعت فيه الدولة القطرية لجملة تضامنية كبيرة مع الدولة الاردنية.

دون ذلك يحجم الجانبان عن ذكر التفاصيل لكن في بعض تقارير الاعلام الغربية وفي الكثير من تعبيرات منصات التواصل الاردنية ثمة اشارات واضحة تتهم بعض الاطراف السعودية.

المستقبل الوشيك في تنميط وتحديد مستوى العلاقات الاردنية السعودية على المستوى السياسي وغير السياسي في الواقع قد يكون مرتبطا بما يتقرر في المركز في الجهات الرسمية الأردنية الافصاح عنه بعد تحقيقات النيابة الخاصة في هذه القضية.

لكن الاوساط الدبلوماسية الغربية وبعدها السياسية الأردنية تجمع على ان العلاقات الاردنية السعودية تتعرض حاليا لاختبار بمنتهى القسوة و انها تأثرت سلبا من عدة نواحي بأدوار بعض الاشخاص وبوجود موظفين اردنيين سابقين في المملكة العربية السعودية الان ساهموا في التواصل مع المعارضة الخارجية.

هذا المطب في العلاقات بين عمان والرياض يسعى العقلاء والراشدون في البلدين لتجاوزه لكن الجانب السعودي مهتم جدا بمتابعة تفاصيل التحقيقات الاردنية ولو تحت ستار الحرص على الامن والاستقرار في الاردن والتأكيد على ان الدولة المركزية في الجانب السعودي والمؤسسات الرسمية لا يمكنها ان توفر اي شرعية من اي نوع لمضايقة الشقيق الاردني وهو الامر الذي ستثبته مسار الاحداث في النهاية.