البنتاغون.. وكذب مزاعمه عن إحصاءات ضحايا الضربات الأمريكية

البنتاغون.. وكذب مزاعمه عن إحصاءات ضحايا الضربات الأمريكية
السبت ٠٥ يونيو ٢٠٢١ - ٠٧:٠٣ بتوقيت غرينتش

رفضت منظمة "إيروورز" غير الحكومية مزاعم وزارة الدفاع الامريكية "البنتاغون"، حول حصيلة العمليات العسكرية التي نفذها الجيش الامريكي حول العالم في السنة الماضية في إطار ما يسمى مكافحة الارهاب.

العالم-تقارير

منظمة “إيروورز" (Airwars) التي تنشط في مجال نشر معلومات حول الحرب ضد تنظيم "داعش" الارهابي وغيره من التنظيمات الارهابية في العراق وسوريا وافغانستان، وتحصي أعداد القتلى المدنيين الذين يسقطون في غارات جوية حول العالم، اعتبرت المنظمة تقرير البنتاغون حول حصيلة القتلى المدنيين للعام الماضي، بأنه غير مقبول.

وبحسب الجيش الأمريكي، فإنه قتل في العمليات العسكرية التي نفذها حول العالم في السنة الماضية 23 مدنيا، غالبيتهم في أفغانستان، في حصيلة أدنى بكثير من تقديرات منظمات غير حكومية.

وقالت وزارة الحرب الأمريكية، في تقريرها الذي نشر الأسبوع الجاري، إن "البنتاغون يقدر أن 23 مدنيا قتلوا و10 آخرين أصيبوا بجروح في العام 2020 في عمليات عسكرية أمريكية".

وبحسب التقرير، فإن الغالبية العظمى من هؤلاء الضحايا المدنيين سقطوا في أفغانستان، حيث أقر الجيش الأمريكي بمسؤوليته عن مقتل 20 مدنيا، في حين توزع القتلى المدنيون الثلاثة الباقون كالآتي: واحد قتل في الصومال في شباط/فبراير وواحد قتل في العراق في آذار/مارس، وواحد لم يكشف عن مكان أو زمان مقتله.

في المقابل، فقد أحصت منظمة "إيروورز" (مقرها بريطانيا) مقتل 102 من المدنيين العام الماضي في العمليات العسكرية الأمريكية حول العالم؛ أي أكثر بـ5 مرات مما أقر به البنتاغون، ونقلت المنظمة غير الحكومية عن بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان (يوناما) أن العام 2020 سجل مقتل 89 مدنيا وإصابة 31 آخرين بجروح في العمليات التي نفّذتها قوات الاحتلال بقيادة الجيش الأمريكي في أفغانستان.

وقد حصل البنتاغون من الكونغرس على ميزانية قدرها 3 ملايين دولار في 2020 لدفع تعويضات لعائلات المدنيين الذين قضوا بعمليات للجيش الأمريكي؛ لكن أيا من هذه العائلات لم تحصل على أي تعويضات، والتي تسميها واشنطن "عطايا".

حقيقة العمليات العسكرية لواشنطن

الكشف عن الإحصائيات الكاذبة للبنتاغون حول خسائر المدنيين في ما يسمى بعمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية في الدول الأخرى يفضح الطبيعة اللاإنسانية للإجراءات العسكرية لواشنطن وتجاهلها لأرواح الأبرياء الذين استهدفتهم الغارات الجوية والطائرات بدون طيار الأمريكية.

وقد أدى ذلك إلى احتجاجات متكررة من قبل منظمات حقوق الإنسان. على سبيل المثال، بعد عامين من العمليات الجوية التي يقودها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد "داعش"، أعلنت منظمة العفو الدولية في تشرين الاول/أكتوبر 2016 أن التحالف الأمريكي لم يتخذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع وقوع خسائر في صفوف المدنيين في سوريا، كما قللت من أهمية تأثير عملياتها على المدنيين.

وقالت "العفو الدولية" آنذاك إن ما يصل إلى 300 مدني سوري قتلوا في 11 هجوماً نفذه التحالف منذ بدء العمليات ضد التنظيم الإرهابي في سبتمبر/أيلول 2014 في سوريا والعراق.

بالطبع، وبعد ذلك قُتل عدد كبير من السوريين في الغارات الجوية للتحالف المناهض لـ"داعش". وفي العراق أيضا، الوضع كان مماثلا، حيث سقط العديد من العراقيين ضحية للهجمات الأمريكية خلال غارات التحالف.

وتُظهر الأدلة أن قوات التحالف ضد "داعش" تقاعست في اتخاذ تدابير احترازية للحد من إلحاق الأذى بالمدنيين خلال ضرباتها الجوية، وأن بعض هذه الضربات كانت غير متناسبة وشديدة للغاية أو عشوائية.

ولم تتغير الاوضاع حاليا ولا تزال الولايات المتحدة تواصل وبنفس الوتيرة تنفيذ ضرباتها الجوية وباستخدام طائرات بدون طيار في الدول المختلفة بذريعة مكافحة الإرهاب. لهذا السبب صرحت منظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، مرارا بأن البنتاغون يكذب بشأن أعداد الضحايا الذين يسقطون خلال الغارات الجوية في أفغانستان وباكستان والعراق والصومال واليمن.

وتجاهل الأمريكيون مرارًا قضية سقوط الخسائر في صفوف المدنيين، ووصفوها بأنها "أضرار جانبية".

في الواقع، هناك أدلة على أن الأمريكيين لا يهتمون كثيرًا بحياة المدنيين في ضرباتهم الجوية وفي الغارات التي ينفذونها بطائرات بدون طيار، ولا يبذلون أي جهد لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين الأبرياء.

كما أن حصيلة الضحايا المدنيين التي ينشرها البنتاغون سنويا هي أدنى بكثير من تلك التي تنشرها بانتظام منظمات غير حكومية متخصصة تتابع ملف الضحايا المدنيين لنشاط الجيش الأمريكي. ويرى محللون سياسيون أن البنتاغون يهدف من وراء ذلك إلى خفض مستوى الانتقادات الموجهة له في سياق ممارساتها اللاإنسانية ضد شعوب الدول المستهدفة.

من ناحية أخرى، يتساءل محللون عن مدى صدقية الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب، بما فيها مكافحة تنظيم داعش الإرهابي ويتشكون فيها بشكل كامل، ويقول الخبير العراقي البارز في الشأن السياسي والأمني مؤيد العلي، إن "الجيش الأمريكي يقدم الدعم لفلول تنظيم داعش الإرهابي في العراق من خلال طائرات استطلاع وجمع معلومات".