خيارات الحريري محدودة فماذا لو اعتذر عن تشكيل حكومة لبنانية

خيارات الحريري محدودة فماذا لو اعتذر عن تشكيل حكومة لبنانية
الإثنين ٠٥ يوليو ٢٠٢١ - ٠٧:٤٩ بتوقيت غرينتش

مع عودة الرئيس المُكلّف سعد الحريري الى لبنان أصبحت خياراته محدودة الى حدّ بعيد، فإما أن يقدّم تشكيلة حكومية ويدخل من جديد في لعبة الأخذ والرّد مع رئيس الجمهورية ميشال عون أو يقدّم اعتذاره عن التشكيل كما يتردّد في بعض الأوساط.

العالم - لبنان

ولكن، ماذا لو اعتذر الحريري فعلاً عن عدم التشكيل؟ ما هي الخيارات المتاحة أمام القوى السياسية؟

تقول الكاتبة السياسية ايناس كريمة من الواضح أن القوى السياسية مُكبّلة وربما ستصبح أقل قدرة على الحركة في حال اعتذار الحريري، اذ انها عاجزة عن ضمان قبول احدى الشخصيات المطروحة في لبنان بفكرة التكليف في هذه الظروف الخانقة التي من شأنها أن تطيح بالمستقبل السياسي لأي شخصية في ظل انعدام التوافقات الدولية على الإسهام في إنقاذ البلاد من الانهيار الحاصل.

ولعلّ تقديم الرئيس الحريري اعتذاره عن عدم التشكيل من دون تسمية شخصية يسلّمها راضياً مهمة التكليف سيجعل من قوى الثامن من آذار مربكة في الذهاب نحو حكومة لون واحد، ذلك لأن الرأي العام، وبعد تجربة الرئيس حسان دياب، لم يعد متقبّلاً لهذا الشكل من الحكومات بالإضافة الى ان فريق 8 اذار لم يعُد قادرا على تأمين إجماع من كتله النيابية حول شخصية محددة في ظل الخلاف القائم بين عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

من جهة أخرى، فإن التوجّه لدى رئيس الجمهورية ميشال عون يهدف الى حكومة يتفاهم بشكل كامل مع رئيسها ويبني معه تحالفاً عميقاً من أجل تأمين سير العملية السياسية واتخاذ القرارات المناسبة التي يرغب عون بها قبل نهاية عهده لحفظ ماء الوجه وإنقاذ ما تبقّى.

في المقابل، لا يبدو ان القوى السياسية الاخرى جاهزة لأي نوع من التصعيد السياسي بوجه الحريري وتحديدا "حزب الله" و"حركة امل" والحزب "التقدمي الاشتراكي"، وبالتالي فإن تسميتهم لشخصية معارضة للحريري لتولّي رئاسة الحكومة امر غير وارد على الاطلاق، وعليه فإنهم سيصبحون غير قادرين على اتخاذ قرار جدي في هذا الخصوص او حتى طرح شخصية "عادية" بلا طعم او لون سياسي.

اما الخيار الثاني، فهو ان يقوم الحريري بتسمية شخصية سياسية او غير سياسية قبل اعلان اعتذاره، وفي هذه الحالة سندخل في مفاوضات حكومية جديدة بين الرئيس المكلف الجديد ورئيس الجمهورية ويكون الحريري قد استفاد من ابتعاده عن المشهد وتبرئة نفسه من اتهام التعطيل.

مراسل العالم.