وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي اعلن عن قرار استئناف الدعم يوم الاربعاء: انطلاقا من موقف الحكومة ازاء الاحداث في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وكذلك نتيجة المناقشات في مجلس العموم.. طلبت من فورين-اوفيس (وزارة الخارجية) اعادة النظر في امكانية المساهمة بهذه المسألة".
يأتي ذلك في محاولة لزيادة الدور البريطاني في التاثير على الاحداث والتطورات في العالم العربي، خاصة ما يشهده من تداعيات لما بات يعرف بـ " ربيع الثورات العربية " التي اطاحت بانظمة استبدادية كانت خاضعة لارادة الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة وبريطانيا.
كما تسعى محطات البي بي بي سي باللغة العربية وبلغات الدول الاخرى في الشرق الاوسط لاستثمار ظروف الثورات العربية لزعزعة استقرار ما يعرف بالدول الممانعة لاسرائيل والرافضة للانحياز الغربي الى الكيان الاسرائيلي ، حيث تعكف محطة بي بي سي التلفزيونية والاذاعية ،على توجيه البرامج في هاتين الوسيلتين لزعزعة الاستقرار في سوريا ، والتحريض ضد النظام السوري وضد الجمهورية الاسلامية الايرانية.
واعترف الوزير البريطاني بأن الوضع في العالم اختلف عما كان عليه في شهر اكتوبر/تشرين الاول الماضي، وقال: "نعتبر انه سيكون صحيحا ايجاد السبل لدعم خدمة الـ"بي بي سي" العربية لتستكمل عملها الثمين في المنطقة. لذا فقد وافقت على تقديم تمويل اضافي بقيمة 2،2 مليون جينيه سنويا لكي تستطيع الهيئة توفير الحجم الحالي من الاستثمارات في الخدمة العربية".
كما اشار هيغ الى ان "الخدمة العربية للهيئة تستطيع الاعتماد كذلك على تمويل بقيمة 1،65 مليون جنيه خلال السنتين القادمتين عبر نظام مبادرة الشريك العربي الهادف الى تطوير المشاريع المتعلقة بدعم قطاع وسائل الاعلام والمجتمع المدني في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا".
وكانت الحكومة البريطانية قد اعلنت في اكتوبر/تشرين الاول عام 2010 وفي اطار برنامج تقليص نفقات الميزانية، عن تقليص تمويل هيئة الـ"بي بي سي" بنسبة 16% وجعل اعتمادها المالي حتى عام 2014 ذاتيا بدلا من الاعتماد على وزارة الخارجية. ولمست التقليصات بشكل او آخر كافة الاقسام اللغوية للـ "بي بي سي"، اذ تم اغلاق 5 منها بشكل كامل في حين اضطرت باقي الاقسام الى تقليص مشاريعها وعدد موظفيها بشكل ملموس.
وستكون من اهداف زيادة راسمال محطة البي بي سي ، الترويج لسياسة البريطانية وخدمة مصالحها في شمال افريقيا وتحديدا في ليبيا ، حيث نجحت الحكومة البريطانية من اقناع المجلس الوطني للمعارضة الليبية بانها تقف الى جانب اهدافها في التخلص من نظام القذافي ، فيما كانت الحكومة البريطانية تقيم افضل العلاقات مع نظام القذافي الذي كان يوفر المناخات للمصالح البترولية والسياسية البريطانية في ليبيا ، لذا امام محطة البي بي سي البريطانية ، مسؤولية تذكير الليبيين بالدور البريطاني الحالي الذي يدعي فيه البريطانيون انهم يصطفون الى جانب مصالح الشعب الليبي ، بينما الواقع هو سعي الحكومة البريطانية للحفاظ على الاستثمارات البريطانية في ليبيا وتطويرها .