هل تضرب “عقدة قرداحي” أوساط النخب الأردنية؟

هل تضرب “عقدة قرداحي” أوساط النخب الأردنية؟
الأربعاء ١٧ نوفمبر ٢٠٢١ - ٠٤:٣١ بتوقيت غرينتش

يتعرّض رئيس مجلس النواب الأردني الجديد المحامي العريق والمخضرم عبد الكريم الدغمي الى عملية نبش متواصلة في تصريحاته بالماضي ومواقفه السياسية والبرلمانية التي كانت مثيرة للجدل طوال سنوات علما بانه اكثر اعضاء البرلمان الاردني خبرة و دراية بأعمال الرقابة البرلمانية والتشريعية ومنذ نحو 30 عاما.

العالم - الأردن

ويبدو ان الدغمي وهو آخر لاعب مخضرم ينضم الى حلقة الصراع السياسي والبرلماني ضمن لعبة الألقاب في الاردن يلاحق الان بسلسلة من المواقف السابقة والمثيرة له خصوصا مع ارتفاع ما يسميه سياسيون أردنيون بعقدة الوزير قرداحي اللبنانية بامتياز على مستوى منسوب الجدل في الاردن.

ويتم عرض عدة أشرطة فيديو أو مقابلات سابقة بكثافة على منصات التواصل ويتبادلها السياسيون بشكل غير مسبوق يسجل فيها الدغمي وهو برلماني عتيق ومخضرم العديد من المواقف السياسية تجاه العديد من الملفات والقضايا الاشكالية.

ويكتسب شريطان على الأقل من اشرطة الفيديو المتداولة بتوقيع وتصريحات وكلمات وعبارات الدغمي شهرة اكثر من غيرهما في اي وقت سابق وهما شريط فيديو بعد مرحلة الربيع العربي يتحدث فيه عن الدور القطري تحديدا بجمل انتقادية لاذعة جدا.

ويخشى مراقبون سياسيون من ان يؤدي نبش ارشيف الدغمي الى ازمة على طريقة الوزير اللبناني قرداحي في العلاقات الاردنية مع بعض الدول وخصوصا الخليجية علما بأن العلاقات مع دولة قطر في افضل احوالها منذ سنوات طويلة بعد زيارة قام بها العاهل الملك عبد الله الثاني الى الدوحة مؤخر فيما لا تظهر اوساط الدوحة السياسية والاعلامية اي اهتمام بتصريحات الدغمي او غيره من السياسيين الاردنيين حتى الان على الاقل.

وشريط الفيديو الثاني الذي يتم تداوله وما سجله الدغمي قبل اسابيع قليلة من توليه رئاسة المجلس عبر فضائية المملكة والتي تمثل الدولة الاردنية خصوصا تقييمه لأداء البرلمان الان حيث اعتبر بان مجلس النواب مجرد ديكور وهو ما ادى الى حملة من المقالات ابرزها مقال للقانون والكاتب الصحفي محمد الصبيحي يدعو الدغمي الى اقتناص الفرصة لتغيير الواقع واستعادة هيبة البرلمان مع التأشير دوما الى تصريحه الشهير بخصوص البرلمان المنسجم مع الديكور فقط.

وكان الدغمي قد صرح بعد فوزه بانتخابات رئاسة مجلس النواب بانه سيسعى لاستعادة صلاحيات النواب وهيبة مجلسهم مشيرا الى ان المجلس في عهده سيتعاون مع الحكومة والسلطة التنفيذية ما دامت الحكومة ملتزمة ببرنامجها.

ويبدو أن بعض اعضاء البرلمان او السياسيين الذين لا تعجبهم خطوة عودة الدغمي لمنصة رئاسة البرلمان يساهمون في تغذية وتسمين عملية نبش الارشيف في الماضي مع ان تلك المواقف للدغمي كانت شخصية ومرتبطة بظروف سياسية او اقليمية خاصة ولم يكن يتحدث خلالها كناطق باسم مؤسسة البرلمان او حتى الموقف الرسمي الاردني.

وكان للدغمي ايضا مداخلات متعددة تحت قبة البرلمان في الحديث عن “حزب اسرائيل” في الواقع السياسي الاردني عدة مرات.

كما كان له مدخلات تنتقد دول الخليج الفارسي وتحديدا السعودية الا ان حملته في التحضير لانتخابات رئاسة مجلس النواب شملت حسب مصادر برلمانية عقد جلستين مع السفير السعودي في عمان لترطيب الاجواء واحدى هذه الجلسات برعاية زميله البرلماني محمد الفايز.

لسببٍ أو لآخر وبسبب الطبيعة الاشكالية لتصريحات ومداخلات وتعليقات وفعاليات الدغمي في الماضي صعدت على مستوى المنصات وبعض وسائل الإعلام وحتى في مجال السياسيين والنخب تلك التساؤلات وتلك المضامين المتعلقة بأشرطة الفيديو والمقابلات المشار اليها.

*رأي اليوم