تعددت التصريحات وخروج اميركا من العراق مجهول.. هل سيحسمه الشعب؟

تعددت التصريحات وخروج اميركا من العراق مجهول.. هل سيحسمه الشعب؟
الأحد ١٢ ديسمبر ٢٠٢١ - ٠٣:٤١ بتوقيت غرينتش

أعلن العراق الخميس نهاية "المهام القتالية" لقوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن على أراضيه، لتصبح مهام تلك القوات مهام "تدريب واستشارة" حصراً.

العالم - يقال ان

وإذا لم يغير هذا الإعلان كثيرا في الوضع على أرض الواقع، إلا أنه أساسي بالنسبة للحكومة العراقية والبرلمان والشعب الذي يطالب بخروج هذه القوات لعبثية وجودها على ارض العراق ولارتكابها جرائم لن ينساها الشعب العراقي وافضعها كان اغتيال قادة المقاومة قبل عامين في بغداد الشهيدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس بالاضافة الى ثله من مرافقيهما.

وفي تغريدة جاءت إثر اختتام محادثات فنية عسكرية بين الطرفين العراقي والتحالف، أعلن مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي "اليوم أنهينا جولة الحوار الأخيرة مع التحالف الدولي والتي بدأناها في العام الماضي، لنعلن رسميا انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف" مضيفا ان العلاقة "ستستمر في مجال التدريب والاستشارة والتمكين".

وفي الواقع، سيبقى نحو 2500 جندي أميركي وألف جندي من قوات التحالف في العراق. وهذه القوات لا تقاتل وتقوم بدور "استشارة وتدريب" منذ صيف 2020.

وأعلن العراق النصر على جماعة داعش الارهابية في كانون الأول/ ديسمبر 2017، لكن هناك بعض الهجمات التي تحدث بين الحين والآخر ضد قوات الامن والمدنيين، في حين تؤكد مصادر استخبارية وميدانية عراقية وشهود عيان ان القوات الامريكية تساعد جماعة داعش وتسهل عبورهم واستهدفت القوات العراقية التي تقاتلهم اكثر من مرة، ولذلك يصر العراقيون على اخراج القوات الاميركية من البلاد.

وأعلن "التحالف الدولي" في بيان لاحقاً عن أن "القوة الدولية المكلفة الحفاظ على الهزيمة الدائمة" لداعش "أكملت انتقالها إلى الدور غير القتالي قبل نهاية العام الذي كان مخططاً له". وذكر أن "المهمة الجديدة هي تقديم المشورة والمساعدة والتمكين للقوات العراقية". وأشار البيان إلى أنه "وفقاً للاتفاق المشترك، لن تكون هناك قوات أميركية بدور قتالي في العراق بحلول 31 كانون الأول/ ديسمبر 2021".

وأضاف "ستقوم القوات العراقية العاملة في القواعد العراقية بحماية أفراد التحالف المدعوين كضيوف. وبينما لن يكون لأفراد التحالف أي دور قتالي، فإنهم يحتفظون بالحق الطبيعي في الدفاع عن النفس". وهي تصريحات تثير الشبهة لدى الاوساط العراقية التي تعتبر انها خروج من الباب ودخول من الشباك الى العراق وبأنها مجرد تغيير للتسميات والفعل واحد.

في الأشهر الأخيرة استهدفت عشرات الهجمات الصاروخية أو الهجمات بالقنابل بطائرات بدون طيار القوات الأميركية ومصالح أميركية في العراق. في خطوة تبين الرفض الشعبي لوجود هذه القوات، خاصة وان البرلمان العراقي صوت على قرار خروج هذه القوات بعيد اغتيال الولايات المتحدة للشهداء القادة.

ومع اقتراب الموعد النهائي المحدد في 31 كانون الأول/ ديسمبر للانسحاب، رفعت فصائل المقاومة العراقية سقف تهديداتها على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بانسحاب أميركي كامل في هذا الموعد وإلا سيتم استهدافها.

وفي الأشهر الأخيرة اطلق التحالف عدة بيانات تسلط الضوء على تغيير مهمته. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر أعلن عن خروج "أكثر من 2100 شاحنة معدات من العراق".

في هذه الاثناء تخرج دعوات من هنا وهناك لعدم سحب القوات الاميركية من العراق وتحذر من "خطورة هذا الامر".. فقد نشر موقع "انترناشيونال بوليسي دايجست" الامريكي ان "العراق يواجه وضعا مشابها لما واجهته افغانستان مؤخرا، حيث انه ليس مستعدا لانسحاب القوات الامريكية منه، واذا حصل هذا الانسحاب فإن العالم مهدد بمواجهة كارثة جديدة".

وبداية ذكر تقرير الموقع الامريكي أن "أفغانستان لم تكن مستعدة للانسحاب العسكري الامريكي، والان هناك اقليات تواجه مخاطر جسيمة، ويتنامى الارهاب، ويواجه العديد من الافغان الان معاناة التشرد والفقر المدقع"، واعتبر التقرير ان العراق سيواجه ضغوطات وتهديدات ما ان تسحب أمريكا قواتها ال2500 المتبقية مع نهاية العام 2021، ولذلك تدعو مثل هذه التقارير الولايات المتحدة الى زيادة عدد أفراد القوة الأمريكية المتمركزة في العراق الى 3500 حتى نهاية العام 2022، عوضا عن الانسحاب منه، لزيادة امن المواطنين العراقيين!

ويبدو ان تصريحات قائد القيادة الوسطى الأمريكية، الجنرال فرانك ماكينزي، جاءت متناغمة مع هذه الدعوات، حيث قال بعد يوم واحد من تصريحات الاعرجي إن القوات الامريكية الموجودة حاليا في العراق، والبالغ عددها 2500 جندي، ستظل باقية هناك خلال المستقبل المنظور.. من اجل تقديم الدعم الجوي والمساعدات العسكرية الأخرى في محاربة داعش.

وبين هذه التصريحات المتضاربة والرفض الشعبي والبرلماني في العراق لتواجد هذه القوات، يبقى السؤال عن السيناريوهات المرتقبة، اي عند انتهاء مهلة انسحاب القوات الاميركية من العراق في اخر يوم من العام الجاري.