قيادي حماسي: ايران رقماً صعباً بالمنطقة وايران الثورة ليست كما قبلها

الأربعاء ٠٩ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٦:٣٧ بتوقيت غرينتش

اكد القيادي البارز في حركة حماس الدكتور اسماعيل رضوان، ان ايران ما بعد انتصار الثورة الاسلامية ليس كما قبلها، معتبراً ان ايران ما قبل الثورة كانت اداة للاستكبار والارادة الصهيوامريكية في المنطقة تؤثر على ايران وعلى المنطقة العربية والاسلامية.

خاص بالعالم

وقال رضوان في حوار خاص خلال برنامج "ضيف وحوار" على هامش ذكرى الـ43 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران: ان منهج شاه ايران كان يمثل الاستعلاء الامريكي في المنطقة والتبعية الكاملة للكيان الصهيوني والادارة الامريكية، وبعد انتصار الثورة الاسلامية، اعلنت ايران عن تحول السفارة الصهيونية في طهران الى سفارة دولة فلسطين ورفع العلم الفلسطيني عليها، وطُرد الامريكان من البلاد.

واوضح رضوان، ان الثورة الاسلامية دأبت على دعم القضية الفلسطينية والمظلومين والمستضعفين في العالم، لتؤكد على ان ايران تحولت من محور موال للادارة الامريكية في عهد شاه ايران الذي كان يطعن بالقضية الفلسطينية، الى ايران الثورة، ودعم الشعب الايراني المسلم الشقيق فلسطين والقدس والمقاومة الفلسطينية.

ايران اصبحت رقماً صعباً في المنطقة

واضاف رضوان، ان ايران اصبحت تمثل رقماً صعباً في المنطقة ودولة محورية سواء على صعيد التطورات الداخلية او الخارجية او الاقليمية والعالمية، معتبراً ان ما نراه من تقدم ايران ما بعد الثورة رغم ما تعانيه من تضييق وحصار مفروض من قبل الادارة الامريكية والمجتمع الغربي من اجل اجهاض مشروعها النووي الطموح الذي كان يمثل مشروعاً استراتيجياً لايران، بل للامة العربية والاسلامية، ولكنها استطاعت ان تواجه هذه التحديات والمؤامرات التي حيكت ضد مشروعها، وكذلك لانها تدعم القضية الفلسطينية.

ولفت رضوان الى ان ايران لو ارادت ان تعيش في رفاهية وفي تنسيق مع الادارة الامريكية والغرب وتخلت عن القضية الفلسطينية وعن محور المقاومة لرفع الحصار والعدوان عليها فورا، ولكنها مع ذلك وقفت مع القضية الفلسطينية ومع الشعوب المظلومة والمقهورة ومازالت ترفض الاستكبار العالمي والامريكي وتغلغله في ايران والنفوذ الغربي في المنطقة. وها هي اليوم ايران اصبحت تمثل دولة محورية مركزية داعمية للقضية الفلسطينية في مواجهة للمشروع الصهيوامريكي في المنطقة.

مثابرة الشعب الايراني في مواجهة الاعمال العدائية ضده

وقال القيادي البارز في حركة حماس: ان اردنا تقييم ايران منذ بداية ثورتها، نجد ان هناك صعوداً في محور المقاومة بالمنطقة، وصعوداً بقوة ايران في المنطقة، والتفافاً جماهيراً شعبياً حتى داخل المكونات الايرانية، سواء ان كانوا من محافظين او اصلاحيين، وهذا يدل على ان الشعب الايراني برمته يلتف حول مبادئ الثورة الاسلامية، لانه رأى ان الغرب الذي يدعو الى ما يسمى بالحرية والتحرر والانعتاق من الفكر المحافظ حسب نظر الغرب، وجده يكذب على الشعب ويتآمر على مصالح ايران وعلى الشعوب العربية والاسلامية، ويستمر في حصار ايران رغم انها التزمت بكل شروط الاتفاق النووي السابق، غير ان الادارة الامريكية نقضت هذا الاتفاق، وتتعالى وتستكبر، ونكثت بالعهود ما جعل الشعب الايراني اليوم على قلب رجل واحد، يرفض كل الدعوات الامريكية الزائفة الكاذبة التي ليست لها رصيد على ارض الواقع.

واضاف رضوان، ان ايران اليوم اصبحت اكثر تماسكاً وقوة والشعب الايراني اكثر وحدة مما سبق، وان ايران مصرة على المضي في مشروعها النووي وتطويره لغاياته العلمية والانسانية، بالاتكاء على نفسها بالاستفادة من كافة الامكانات العسكرية والتقنية المتاحة، وقد حققت الاكتفاء الذاتي في كل شيء واستطاعت الصمود في مواجهة تحديات الحصار المفروض عليها لاعوام طويلة امتدت لعشرات السنوات.

وعدّ رضوان، ان من كان مع ايران وشعبها، فأنه بذلك يأوي الى ركن شديد، لانها تلتصق بشعبها وتدافع عن كرامته، وان ايران اليوم سواء بأجهزتها ومكوناتها واحزابها الايرانية اقوى من اي مرحلة مضت بعدما وصلت الى الاكتفاء الذاتي، وهي قادرة على ان تواجه كل التضييق الحاصل عليها، مشيراً الى ان المفاوضات الدولية في فيينا من اجل العودة الى الاتفاق النووي، هي خير دليل على ذلك نجاح قوتها.

عوامل نجاح الامام الخميني "قدس سره"

واوضح رضوان ان الامام الخميني الراحل "قدس سره" الذي جاء لنصرة شعبه ورفضاً للاستكبار والاستحواذ العالمي على مقدرات الشعب الايراني، كان يدعو الى رفع الظلم والاستعباد الذي كان يعيشه الشعب الايراني تحت وطأة قهر الساباك والمنظمات الامنية لشاه ايران المعززة من قبل الادارة الامريكية والكيان الصهيوني، وكان يشعر بحرقة وانه لابد من رفض الاستكبار والتبعية للغرب وللصهاينة، وكان يدعو الى التعاليم الثورية، واستجاب لارادة الشعب المكلوم الذي يعاني من اضطهاد الشاه والامريكان والصهاينة والغرب، ويتوق الى الحرية، مشيراً الى ان الامام الخميني نجح في ثورته ونجح في ان ينقل الشعب الايراني المسلم من التبعية للغرب وعلاقاته مع الكيان الصهيوني، الى شعب يدعم القضية الفلسطينية ومحور المقاومة ويرفض المشروع الصهيوامريكي في المنطقة، ولكل محاولة تغريب الشعب الذي مارسته الادارة الامريكية والصهاينة والغرب، وليؤكد على انتماءاته للامة الاسلامية وانه يشكل جزء اصيل منها.

النقاط البارزة لاية الخامنئي كخلفاً للامام الخميني

واضاف رضوان ان آية الله السيد علي الخامنئي سار على نهج الامام الخميني "قدس سره" والتمسك بمنطلقات الثورة الاسلامية الرافضة للظلم والتبعية للغرب، وللاستكبار العالمي المفروض على الشعوب العربية والاسلامية، كما يؤكد على دعم ايران المستمر مرشداً وحكومة وشعباً للقضية الفلسطينية ومقاومتها على الصعيد السياسي والعسكري والمادي، وآمن كما آمن الامام الخميني بان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للامة العربية والاسلامية وواجب اجيال الامة للعمل والسعي باتجاه تحرير فلسطين، وايماناً بهذا الفكر.

وشدد رضوان على ان المقاومة الفلسطينية مازالت تحظى بدعم ايراني متواصل في عهد آية الله الخامنئي، وان ايران مازالت على عهدها كما مضت في تاريخ الثورة، داعمة للقضية الفلسطينية لانها تؤمن بان القدس هي القبلة الاولى وثالث المسجدين ومسرى النبي "صلى الله عليه وآله وسلم"، معتبراً ان الدعم الايراني الثابت والمبدئي قد ساهم في تطوير امكانات المقاومة وعزز صمودها على ارض فلسطين بحيث رسخت المقاومة قواعد اشتباك جديدة مع المحتل، مشيراً الى انه لو اردنا تقييم ما قبل معركة سيف القدس وما بعدها، يمكننا القول ان المقاومة حققت نقلة نوعية واصبحت تمثل هاجساً ورعباً للكيان الصهيوني، ولولا استمرار هذا الدعم الايراني للمقاومة الفلسطينية لما وصلت لهذه المرحلة.

اي مناصر للقضية الفلسطينية يدفع الثمن

واضاف رضوان ان ايران تعرضت لشتى انواع الحصار لاستمرارها في دعم القضية الفلسطينية، ولو انها تخلت عنها ورضيت باتفاقات الذل والهوان مع الغرب والكيان الصهيوني لفتحت عليها الابواب من كل جانب، معتبراً ان درب المقاومة الذي اختاره المقاومون الفلسطينيون يكلف الكثير، قدم خلاله القادة الدماء وفلذات الاكباد.

وقال رضوان: ان الفلسطينيين يثمنون الموقف الايراني الدعم الثابت سواء على المستوى الرسمي او الشعبي، المستمر للقضية الفلسطينية وللمقاومة رغم التعرض لانواع الحصار الاقتصادي، موضحاً ان المقاومة الفلسطينية تطورت بدورها في كافة الميادين بحيث فاجأت المحتل الصهيوني واصبحت هاجساً ورعباً له، واسهمت في تعزيز صمود وثبات الشعب الفلسطيني، معتبراً ان الاحتلال بات يفكر ألف مرة قبل الاقدام على اي حماقة ضد المقاومة الفلسطينية.

كما كرر رضوان تقديره للدعم الايراني المتواصل للقضية الفلسطينية وللمقاومة، مؤكداً ان المقاومة مستمرة على نهجها للحفاظ على ثوابت الشعب الفلسطيني، وان الشعب الفلسطيني اصبح في حالة نهوض من خلال الدعم المتواصل والمقاومة المتصاعدة وتحديداً في قطاع غزة، والعمليات الفردية للمقاومة الشعبية في الضفة الغربية وفي القدس وفي اراضي 48.

تحديات خطيرة

واكد رضوان ان ايران لم تسعى الى تصدير ثورتها في المنطقة، وان هناك دوماً يروج ضدها لاثارة النعرات الطائفية والفصل ما بين سني وشيعي، لافتاً الى ان الامة العربية بحاجة الى تماسك القواسم المشتركة وعلى وحدتها وان التحديات التي تواجهها هي تحديات خطيرة، في ظل محاولة لتشكيل حلف صهيوامريكي في المنطقة لمواجهة المقاومة المتصاعدة. وان ايران خلال تعاملها مع القضية الفلسطينية لم تطلب يوماً من قيادة حركة حماس ولا من الشعب الفلسطيني ومكوناته ثمناً سياسياً ولا اعتناق فكري او عقائدي، ولا موقف امني، بل هي تقدم الدعم دون مقابل.

واعتبر رضوان ان محور المقاومة يشهد صعوداً متتالياً لانه يرفض الاحتلال الصهيوني ويعتقد بانه يقاتل من اجل انبل واقدس واعدل قضية فلسطينية تتعرض لاحتلال غاشم الذي يدنس المقدسات ويعتدي على الاعراض ويحتل الارض ويجتث الشعب الفلسطيني، مشيراً الى ان ما يحصل في حي الشيخ جراح وفي النقب الثائر واراضي 48 يدلل على عنصرية الكيان الصهيوني، لاجل ذلك تبقى المقاومة دوماً في حالة متصاعدة وانها الخيار الامثل والاوحد لتحرير فلسطين ورفض العدوان الذي يمارس بحق شعبها، ولهذا حينما يتم الحديث عن الثورة الاسلامية في ايران، يكون الحديث عن فكر الشعوب التي ترفض الظلم والاضطهاد والهيمنة الامريكية. وان الثورة تنظر الى مبدأ ديني وانساني واممي واجبها دعم القضية الفلسطينية وتحرير المسجد الاقصى والقدس.

تحذير من اثارة النعرات الطائفية لفرض الهيمنة الصهيوامريكية

ودعا رضوان الى تجاوز الدعوات والنعرات الطائفية، وحذر من ان الامة الاسلامية بكل مكوناتها وانتماءاتها الفقهية والمذهبية تتعرض لهجمة لمخاطر جمة ولهجمة صهيونية امريكية من جديد التي يراد منها سلب ارادتها والهيمنة عليها، فقد انتقلت الادارة الامريكية من الحروب العسكرية المباشرة الى ما يسمى السيطرة السياسية والاقتصادية والهيمنة على كيانات الامة العربية والاسلامية وتسعى الى ترسيخ وجود الكيان الصهيوني ككيان مقبول وسط الامة العربية والاسلامية من خلال ما يسمى بالتطبيع مع بعض الكيانات العربية والاسلامية، واصفاً التطبيع بالخطر الكبيراً على الجميع.

واكد رضوان ان "اسرائيل" لن تكون يوماً صديقاً او جاراً وانما هي العدو الاوحد للامة العربية والاسلامية، مشيراً الى ان مستقبل دور ايران سيكون متصاعداً ومتقدماً دوماً لمواجهة المشروع الصهيوامريكي في المنطقة وتعمل على موازنة معادلة الردع والرعب مع الكيان الصهيوني والادارة الامريكية، وكل مشاريعهما في المنطقة.

وفي رده على ماذا يقول عن ايران فيما لو تم سؤاله عن ذلك؟ أجاب رضوان: ايران صاعدة متقدمة.

وعن الامام الخميني "قدس سره"، أجاب: نقل الشعب الايراني من الظلم الى الحرية.

وعن القائد آية الله الخامنئي، أجاب: داعم للقضية الفلسطينية.

وعن القوة النووية الايرانية، أجاب: صاعدة متقدمة

وعن القوة الصاروخية الايرانية، أجاب: فاجأت الغرب.

ايران وفلسطين، أجاب: وحدة واحدة.

ايران ومحور المقاومة، أجاب: الى صعود والاحتلال والامريكان الى زوال.