الجولاني 'قائدا أوحدا' لإدلب برعاية أمريكية وتركية؟!

الجولاني 'قائدا أوحدا' لإدلب برعاية أمريكية وتركية؟!
الخميس ١٠ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٣:٢٧ بتوقيت غرينتش

رغم مماطلتهم بالاعتراف علنا بالارهابي الجولاني كقائد أوحد في إدلب (شمال سوريا) فإن كل المؤشرات على الارض تشير الى ان امريكا ومعها تركيا اضحيتا تمنحان الجولاني سيطرة كاملة على هذه المناطق خاصة بعد التعاون الذي اظهره الاخير في تصفية زعيم "داعش" أبو إبراهيم القرشي.

العالم -كشكول

التعاون الذي حصل بين جماعة "هيئة تحرير الشام" الارهابية في عملية "أطمة" وتصفية "القرشي" والصمت التركي امام التوسع الذي تحققه النصرة بقيادة الجولاني على حساب مرتزقة انقرة في ريف إدلب مؤشرات على ان امريكا وتركيا تقتربان من الاعتراف بإدارة الجولاني في إدلب، حيث ظهر الاخير محتفلا مع قادته الارهابيين بما قال انه بـ"عودة الأمة إلى شيء من عزها وكرامتها وأمجادها"، وفق تعبيره.

ظهور الجولاني المنظم والمشغول عليه ليظهر "مدنيا" من خلال رعيه حفل افتتاح منشأة خدمية تارة وتقديم مساعدات لأهالي المخيمات تارة أخرى، وتدريب تركيا لأكثر من ألف عنصر في مناطق النصرة على اسلحة جديدة واستخدام مضادات الدروع، وإعادة هيكلة النصرة على نفس نسق المرتزقة التابعين لتركيا تحت مسمى "الجيش الوطني"، أضف الى ذلك رواتب مقاتلي الجولاني التي تعطى لهم بالدولار الامريكي حصرا، وتسهيلات السكن حيث حصلوا على منازل السكان الاصليين الذين هاجروا، والمساعدات المعيشية و..و.. الخ، بل وانشقاق العديد من المقاتلين الذين كانوا تحت إمرة المليشيات التابعة لأنقرة وانضمامهم الى النصرة تحت مرأى ومسمع تركيا، كل هذه مؤشرات على ان الجولاني سيكون ورقة امريكية وتركية في المرحلة المقبلة في إدلب.

العملية الأمريكية وتصفية زعيم "داعش" القرشي تمت بتعاون كامل مع هيئة تحرير الشام وزعيمها الارهابي الجولاني، حيث قتل القرشي في قلب المنطقة الامنية التي يسيطر عليها الجولاني وارهابيوه ولم تؤتِ هذه العناصر أية حركة امام العملية الامريكية التي استخدمت فيها المقاتلات والحوامات حتى ان عناصر النصرة نشروا صورا وفيديوهات لعملية الانزال الامريكية، ولم يتدخلوا في عمليات اطلاق النار التي طالت لساعتين، وفي نهاية المطاف اصدرت هيئة تحرير الشام بيانا رفضت فيه تواجد "داعش".

ان لم تكن امريكا تريد الاعتراف بالجولاني وسلطته التي تدعمها هي بنفسها في إدلب فهي لاتريد مجاذبات سياسية وسوء السمعة بدعمها ارهابيين من القاعدة في إدلب لكنها دون شك ستبقي على هذا الدعم لأنها بالتأكيد تريد للامور في إدلب ان تبقى على ماهي عليه وبالطبع تريد إبقاء يد دمشق بعيدة عن هذه المنطقة وإطالة الازمة في سوريا الى ابعد مدى ممكن.