السنيورة يسعى لملء الفراغ وتحرّك صامت ‏لـ'الحريريين'..

السنيورة يسعى لملء الفراغ وتحرّك صامت ‏لـ'الحريريين'..
الإثنين ٢٨ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٥:٠٩ بتوقيت غرينتش

لن يكتمل المشهد الانتخابي في دائرة بيروت الثانية (11 مقعداً نيابياً) قبل إقفال ‏باب الترشح لخوض الانتخابات في 15 مارس (آذار) المقبل للتأكد من إمكانية ‏إعادة خلط الأوراق الانتخابية تحالفاً واقتراعاً.

العالم - لبنان

كتبت ذلك صحيفة "الشرق الأوسط" متسائلة، أم أنها (الاوراق الانتحخابية) سترسو على تشكيل لوائح ‏تخلو من المرشحين الذين يدورون في فلك تيار "المستقبل" بعد أن اتخذ زعيمه ‏رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قراره بالعزوف عن خوض الانتخابات ‏من دون أن يدعو إلى مقاطعتها، مشترطاً على "أهل البيت" المنتمين إلى التيار ‏الأزرق الاستقالة منه في حال ارتأوا خوضها، تاركاً في نفس الوقت للنواب ‏الحاليين المستقلين الأعضاء في كتلته النيابية الحرية في الترشح وإنما على ‏مسؤوليتهم‎.

فالغموض الذي يكتنف المعركة الانتخابية في دائرة بيروت الثانية ذات الأغلبية ‏للطائفة السنية يبقى قائماً إلى أن يتبلور التوجه العام للموقف الذي كان قد أعلنه ‏رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة بدعوته للمشاركة في العملية الانتخابية ‏ترشحاً واقتراعاً لقطع الطريق على إخلاء الساحة للذين يدورون في فلك ‏‏"محور الممانعة".

وعلمت "الشرق الأوسط" أن الرئيس السنيورة وإن كان تمايز عن الرئيس ‏الحريري بدعوته للمشاركة في الانتخابات ترشحاً، فهو لا يزال يواصل لقاءاته ‏بالتنسيق مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فيما يستعد للتواصل مع رئيس ‏الحكومة الأسبق تمام سلام الذي كان السباق في إعلان عزوفه عن خوض ‏الانتخابات لأن هناك ضرورة لإعادة لملمة الوضع في الشارع البيروتي على ‏قاعدة استمزاج آراء القيادات المعنية في الدائرة الثانية حول إمكانية رعاية ‏الجهود الآيلة إلى خلق المناخ الذي يدفع باتجاه تشكيل لائحة من المرشحين ‏تحظى بتأييد المزاج البيروتي ولديها القدرة على ملء الفراغ بعزوف المستقبل ‏عن خوض الانتخابات‎.

ويركز الرئيس السنيورة على استمالة الحاضنة الشعبية التي تقف بأكثريتها ‏الساحقة خلف الرئيس الحريري، إضافة إلى دور الرئيس سلام في تأمينه للرافعة ‏الانتخابية التي يمكن أن تجمع بين مؤيديه والحريريين أكانوا من المنتمين إلى ‏‏"المستقبل" أو من محازبيه، خصوصاً أنه من غير الجائز تجاهل المظلومية ‏التي أُلحقت بالحريري وأدت لاستعادته القسم الأكبر من مناصريه الذين كانوا ‏أخذوا عليه في السابق دخوله في تسوية مع رئيس الجمهورية ميشال عون الذي ‏انقلب عليه ودفعه للاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة من جهة، وموافقته على ‏قانون الانتخاب الذي أدى إلى تشتيت الصوت السني، خصوصاً في بيروت‎.

وفي هذا السياق، ينطلق السنيورة في مسعاه بدعم تشكيل لائحة من المرشحين ‏في بيروت الثانية بالتعاون مع مجموعة من الوجوه البيروتية، من عدم تجاوز ‏الخطوط الحمر وضرورة احترامها والتقيد بها، وتحديداً بالنسبة إلى عدم ‏التحالف مع "الثنائي الشيعي" ("حزب الله" وحركة "أمل")، والأمر نفسه ‏ينسحب على "جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية" (الأحباش) والنائب فؤاد ‏مخزومي الذي يخوض الانتخابات بلائحة من خارج هذه التحالفات، وكان بكر ‏في تدشين معركته الانتخابية برفع لوحات عملاقة في أحياء الدائرة الثانية باللون ‏الأحمر كُتب عليها "بيروت في القلب"، فيما يتواصل السنيورة مع "الجماعة ‏الإسلامية" التي تشكل النقيض لـ"الأحباش‎".

كما أن السنيورة يتواصل مع سفير لبنان السابق لدى الأمم المتحدة نواف سلام ‏الذي يشغل حالياً العضوية الدائمة في محكمة العدل الدولية في لاهاي، مع أنه لا ‏يزال يتردد في حسم ترشحه لخوض الانتخابات، وهو يتهيب الموقف ويدرس ‏خياراته ترشحاً أو عزوفاً تمهيداً لحسم موقفه قريباً وقبل إقفال باب الترشح، ‏برغم أنه تردد بأنه يستعد للعودة إلى بيروت لإجراء جولة من المشاورات ليكون ‏على بينة من القرار الذي سيتخذه‎.

كما علمت "الشرق الأوسط" من مصادر بيروتية أن مجموعة من الشخصيات، ‏التي تدين بالولاء المطلق للحريري وبعضهم من المنتمين للحرس القديم في ‏‏"المستقبل" من دون أن يتخلوا عن حريريتهم، تلتقي باستمرار بعيداً عن ‏الأضواء وبمبادرة شخصية منهم، تحضيراً للموقف النهائي الذي يمكن أن تتخذه ‏وحتماً قبل إقفال باب الترشح، مع أن موقفها حتى الساعة لا يزال يتأرجح بين ‏دعمها لتشكيل لائحة لمنع سيطرة من لديهم مشروع يتعارض مع مشروع بناء ‏الدولة وبين وقوفها على الحياد، وإن كانت تميل إلى عدم إخلاء الساحة للآخرين ‏وتعمل حالياً على ابتداع المخارج السياسية لتبرير الخيار الانتخابي الذي يُفترض ‏أن تستقر عليه‎.