الحرب في أوكرانيا..سلاحا الصواريخ والعقوبات

الحرب في أوكرانيا..سلاحا الصواريخ والعقوبات
الأربعاء ٠٢ مارس ٢٠٢٢ - ٠٨:٠٣ بتوقيت غرينتش

حين تندلع الحرب، فإن القانون الوحيد الذي يحكم هو قانون القوة. ومن يمتلك أسباب القوة أكثر، هو من سيتحكم في مسار الحرب ويفرض شروطه حين ينجلي غبار المعارك. 

العالم - قضية اليوم

كان واضحا منذ البداية أن روسيا تمتلك الورقة العسكرية الأقوى أمام الأوكراني الذي يبدو أنه أدرك هذه الحقيقة وعمل على تفادي النتائج القاسية لها. وفي حال قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المضي في العملية العسكرية والدخول إلى العاصمة كييف، ستأخذ الأمور مسارا أكثر دراماتيكية من الناحية العسكرية.

لكن هناك من يجادل بأن الحسم العسكري الروسي لن يعني نجاحا كاملا لموسكو، لأن طبيعة وحيثيات القضية الأوكرانية وخصوصية الأوراق الروسية في هذه المواجهة تفرز واقعا يصبح فيه الحسم النهائي مرهونا بالعامل الإقتصادي إضافة للعامل العسكري.

وفي هذا السياق كان الروسي يدرك أن التبعات الإقتصادية للعملية العسكرية في أوكرانيا ستكون قاسية جدا على موسكو.. وبين العمليات العسكرية والسلاح الإقتصادي تبرز السيناريوهات التي يفضلها كل طرف.

الروسي يبدو أنه غير راغب بإطالة أمد المعارك لسبب هو أفضلية الحسم السريع بما يحمله من إشارات سياسية للخصوم، إضافة إلى أن إستمرار المعارك لفترة طويلة نسبيا سيمنح الأوكرانيين شعورا إيجابيا ويجعلهم يفكرون بأنهم يستطيعون قلب الموازين في الميدان وإفراغ الورقة العسكرية الروسية قوتها، وهي الورقة الأقوى التي يمتلكها الروسي.

في المقابل، يرغب الأميركي بإطالة أمد المعارك بشكل يستدرج الروسي إلى حالة إستنزاف (في ظل زيادة الدعم العسكري الأميركي والأوروبي لأوكرانيا). يترافق ذلك مع العقوبات المالية والإقتصادية التي يعول عليها الغرب للتأثير بأقسى ما يمكن على موسكو ما يدفعها لمراجعة حساباتها العسكرية في أوكرانيا والقبول بالشروط الغربية لإنهاء الحرب.

إذا المشهد سيكون بين طرف روسي يريد إنهاء العمل العسكري في وقت قصير بتفوق واضح على الأرض وفرض شروطه في أي تسوية، وبين طرف أميركي أوروبي يريد إطالة الحرب بتفوق روسي محدود مع عقوبات إقتصادية ومالية تفقد موسكو أوراقها القوية، ليس فقط في هذه الأزمة، بل على المدى الطويل أيضا.

حسین الموسوی