إنتهاء مرحلة "صراع  الشعارات".. هرتسوغ في ضيافة أردوغان

إنتهاء مرحلة
الأربعاء ٠٩ مارس ٢٠٢٢ - ١١:٠٧ بتوقيت غرينتش

يحل رئيس الكيان "الاسرائيلي" إسحاق هرتسوغ، اليوم ضيفا على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، في اول زيارة لرئيس هذا الكيان الى تركيا  منذ عام 2008.

العالم كشكول

زيارة هرتسوغ الى تركيا، التي جاءت تلبية لدعوة وجهها اردوغان الى هرتسوغ، تأتي على وقع الانباء التي تحدثت عن استعدد تركيا والكيان الاسرائيلي لتفعيل مشروع مدّ انبوب الغاز الفلسطيني المسروق من فلسطين المحتلة الى اوروبا عبر الاراضي التركية، بعد ان تم اغلاق ملف مشروع "إيست ميد" لمد انبوب الغاز الفلسطيني الى قبرص ثم اليونان وانتهاء باوروبا، بسبب ما قيل عن كلفته الباهظة.

اللافت ان تركيا كانت السباقة في مد حبال الود الى الكيان الاسرائيلي، بعد الاتصالات الهاتفية التي اجراها اردوغان والمسؤولون الاتراك مع الاسرائيليين، لاسباب منها وفاة والدة هرتسوغ!، والسؤال عن صحة وزير الخارجية يائير لبيد بعد اصابته بكورونا!، والا لم يكن الكيان الاسرائيلي متحمسا كما تركيا، بسبب العلاقة التي كانت تربط اردوغان بحماس والاخوان المسلمين، وكذلك بسبب العلاقة الوثيقة بين الكيان وقبرص واليونان، اللتان تربطهما علاقات متوترة مع تركيا لاسباب عديدة منها التنافس على مصادر الطاقة في شرق البحر المتوسط.

يرى بعض المراقبين ان انقلاب اردوغان على سياسته السابقة، تعود الى تأثير صهره برات ألبيرق، الذي وجد بالطاقة اقصر سبيل لاعادة العلاقات بين تركيا والكيان الاسرائيلي الى سابق عهدها، اي الى قبل الشعارات التي رفعها اردوغان لنصرة غزة، او تقديم نفسه على انه الاب الروحي للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين.

يبدو ان تطبيقات هذه الشعارات، وخاصة قيادة الاخوان المسلمين، والتي اسفرت عن تدخلات واسعة لتركيا في العديد من البلدان المجاورة لها والبعيدة عنها، واغلبها كانت تدخلات عسكرية على خلفيات تاريخية، كما في سوريا والعراق وليبيا واذربيجان ومصر والامارت والسعودية و..، الامر الذي كان له تداعيات في غاية السلبية على الوضع الاقتصادي للشعب التركي، والذي تكشف وبشكل لافت في انهيار العملة الوطنية لتركيا الى مستويات غير مسبوقة.

اردوغان الذي غير النظام السياسي التركي من برلماني الى رئاسي لضمان بقائه في السلطة، وجد نفسه اليوم امام تهديد جدي لمستقبله السياسي، فلم يجد من احراج ان ينقلب على التنظيم العالمي للاخوان، وعلى شعارات نصرة غزة، ويضع امام كل قيادات التنظيم التي لجأت الى تركيا، خيارين، الاول البقاء في تركيا دون الادلاء باي تصريحات سياسية، او مغادرتها، بعد ان اغلق جميع المنابر الاعلامية لهم في تركيا.

إجراءات اردوغان هذه، كانت ، إيذانا بإنتهاء مرحلة "صراع الشعارات" التي خاضها من اجل تثبيت نفسه كقائد اسلامي عابر للحدود، كما جاءت تمهيدا لاعادة العلاقة بين تركيا والامارات والسعودية والتودد الى مصر، وكذلك لاعادة الدفء الى العلاقة مع الكيان الاسرائيلي، الذي يزور رئيسها اليوم تركيا، وسط استقبال، توقعه المراقبون، ان يكون حافلا.