بعد صدور إخطار مجلس وزراء باكستان بإقالته.. هل يغادر عمران خان منصبه؟

الأحد ٠٣ أبريل ٢٠٢٢ - ٠٩:١٤ بتوقيت غرينتش

صدر إخطار من مجلس وزراء باكستان بإقالة عمران خان من منصبه رئيسا للوزراء، وذلك وفقا لما ذكرته وثيقة نشرتها وسائل إعلام باكستانية اليوم الأحد، فهل يعني ذلك مغادرة خان منصبه؟

العالم - باکستان

يقول الإعلامي والمحلل السياسي الباكستاني حذيفة فريد إنه بحسب المادة 94 من الدستور الباكستاني؛ فقد أصدر رئيس الجمهورية الدكتور عارف علوي قراره بالإبقاء على رئيس الوزراء عمران خان في منصبه.

وفي وقت سابق من اليوم، حظي رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الذي تجنّب تصويتا في البرلمان لحجب الثقة عنه، بشعبية واسعة لفترة طويلة قبل أن تتراجع بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور.

ويشكل فشل مقترح حجب الثقة الأحد والدعوة إلى انتخابات مبكرة بحلول يوليو انتصارا للرياضي الاستثنائي السابق البالغ 69 عاما، وإن لم يقل خصومه المتزايدين كلمتهم الأخيرة بعد.

وصل عمران خان إلى السلطة عام 2018 بعد فوز حزبه "حركة إنصاف" في الانتخابات التشريعية بشعارات شعبوية تجمع بين وعود الإصلاح الاجتماعي والمحافظة الدينية ومكافحة الفساد.

بعد عشرين عاما على دخوله السياسة، أثمرت مثابرة الرجل الذي يحبه ملايين الباكستانيين لقيادته فريق الكريكيت الوطني إلى فوزه الوحيد بلقب كأس العالم عام 1992.

في رئاسة الحكومة، استفاد داعية "باكستان الجديدة" أولا من صورته كرافض للفساد ومن سأم المجتمع من الحزبين التقليديين اللذين احتكرا السلطة لعقود مع الجيش.

خلال جائحة كوفيد-19، اختار عدم فرض إغلاق وطني من شأنه "تجويع الناس حتى الموت"، وهو قرار لقي شعبية وأثبت نجاحه، فقد ظل الباكستانيون البالغ عددهم 220 مليون نسمة معظمهم من الشباب، بمنأى عن الوباء إلى حد بعيد (30 ألف وفاة).

لكنه ورث وضعا ماليا متأزما، فاقمته خياراته الرديئة والوضع الاقتصادي المتدهور، ما أدى إلى تراجع شعبيته في الأشهر الأخيرة ودفع حلفاء له في الائتلاف الحاكم للانضمام للمعارضة لمحاولة إطاحته من المنصب.

أمن متدهور

ما أضعفه أكثر هو ارتفاع التضخم (10 بالمئة عام 2021)، والنمو الاقتصادي الذي ظل صفريا خلال السنوات الثلاث الماضية، والانخفاض الحاد في قيمة الروبية منذ يوليو، وتفاقم الديون.

كما تزايدت صعوبات عمران خان مع تدهور الوضع الأمني، لا سيما منذ تولي حركة طالبان السلطة في أفغانستان المجاورة منتصف أغسطس.

فُسرت عودة الحركة الأصولية إلى السلطة في البداية على أنها انتصار لباكستان التي طالما اتُهمت بدعمها، ولرئيس وزرائها الذي أطلِق عليه لقب "طالبان خان" لأنه لم يتوقف عن الدعوة إلى الحوار معها وتقويض الإستراتيجية الأميركية في أفغانستان.

لكن بعد عدة سنوات من الهدوء النسبي، استُؤنفت بقوة في أغسطس هجمات حركة طالبان باكستان والفرع الإقليمي لتنظيم داعش وجماعات انفصالية بلوشية، رغم تعهد كابول عدم السماح باستخدام الأراضي الأفغانية في هذه الأغراض.

كما عانى عمران خان من تدهور علاقاته مع الجيش الذي اتُهم بالتدخل لصالحه خلال انتخابات 2018، رغم أنه يبدو من غير المرجح أنه كان بإمكانه البقاء في السلطة الأحد بدون موافقة ضمنية من الجيش.