العالم- خاص بالعالم
وقال إسلامي في مقابلة خاصة مع قناة العالم في برنامج "من طهران": بعض الدول لديها ربيع نووي وتفعل ما تشاء، تمتلك أسلحة نووية ولا أحد يتعرض لها، ومن جهة أخرى فإن الكيان الصهيوني لديه عشرات الرؤوس الحربية والأسلحة النووية، ويقوم بمختلف أنواع الأنشطة السرية، ولم يوقع على معاهدة حظر الانتشار النووي أيضا، ولكنه لا يتعرض له، ولا يخضع للمسائلة، ولكنهم يقومون بمعظم عمليات التفتيش في إيران، وهذا يتناغم بشكل كامل الهدف والدافع الرئيسي الذي يكمن وراء رغبتهم بإعاقة تقدم إيران بأي شكل من الأشكال.
وشدد اسلامي على ان امريكا وحلفاؤها عازمون على عرقلة تقدم إيران بأي طريقة ممكنة، لذا فهم مستعدون لخلق أي نوع من العراقيل والذرائع واثارة المشاكل، وإذا عجزوا عن إيقاف وتدمير تقدم إيران، فلا اقل من ابطائه على حد تعبيرهم، ولكن الثورة الاسلامية تجاوزت هذه المرحلة ودفعت الثمن بدماء شهدائها لتقول بان التقدم سيحدث، وقبل الاستكبار حقيقة وجود إيران نووية.
وفيما يلي نص اللقاء..
*امريكا الاستكبارية وحلفائها عازمون على عرقلة تقدم ايران باي طريقة ممكنة
العالم: كيف تتعامل منظمة الطاقة الذرية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ظل التخريب الذي وقع؟
اسلامي: الموضوع له اهمية في الحديث مع الوكالة، اصل هذا الامر، الادعاءات والوثائق المفبركة التي يعدها الكيان الصهيوني ويقدمها للوكالة باستمرار، ومع استخدام الضغوط بالاستفادة من قدرات القوى المتوفرة، يتم تصعيد الضغط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية للضغط على ايران وبالتالي تعطيل تقدم الصناعة النووية الايرانية، وفي هذا المسار دارت مناقشات حول نفس الموضوعات. لقد تم ارسال الوثائق التي طالبت بها الوكالة، ونأمل كما أُعلن سابقا ان تتم جميع التبادلات بحلول شهر يونيو على أبعد تقدير، وايضاح جميع الامور المبهمة واغلاق الباب امام هذه الادعاءات حتى لا تضر ببلدنا أكثر والسماح لنا بالمضي في مسار طبيعي لتطوير برنامجنا النووي.
العالم: مع اقتراب اليوم الوطني النووي، ما هي الانجازات التي سيتم الكشف عنها هذا العام؟
اسلامي: في 10 ابريل من هذ االعام، سيتم ازاحة الستار عن 9 انجازات جديدة في مختلف مجالات العلوم.
العالم: هل يسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية ان تستند الى وثائق تجسسية ووثائق غير مبررة حول برنامج إيران النووي وتوجيه الاتهام الى إيران أو دول أخرى بناء على تلك الوثائق؟
اسلامي: يمكن للوكالة عادة المتابعة من أي مصدر تحصل على المعلومات ولا قيود لديها. لكن الرقابة التي تفرضها الوكالة الدولية على إيران لا توجد في اي دولة اخرى. امريكا وحلفاؤها عازمون على عرقلة تقدم إيران بأي طريقة ممكنة. هذا هو الهدف الرئيسي للاستكبار وحلفائه، وعلينا أن نكرر هذه القضية باستمرار ونعتقد أنهم لا يريدون لإيران أن تتقدم بأي شكل من الأشكال، لذا فهم مستعدون لخلق أي نوع من العراقيل والذرائع واثارة المشاكل.
وإذا عجزوا عن إيقاف وتدمير تقدم إيران، فلا اقل من ابطائه على حد تعبيرهم، هذا هو جوهر ما يقولونه، وتحتاج الوكالة الدولية بطبيعة الحال إلى مراجعة تلك المعلومات التي تنتجها بشكل روتيني، وهذه الاتهامات في تزايد مطرد منذ 20 عاما ولحد الآن. يدعون بوجود امر ما ويأتون ويتفقدون ومن ثم يتبين أنه غير صحيح، ثم يغلقون القضية. لفترة من الزمن كفوا عن هذا الامر ومن ثم بدأوا نفس الإجراء مرة أخرى.
* ازدواجية معايير الوكالة الدولية
تبلغ طاقة إيران في مجال التقنيات النووية من حيث المرافق والامكانات بين 2 إلى 3 بالمائة من القدرة العالمية كحد اقصى، ولكن 25 إلى 26 في المائة من إشراف الوكالة الدولية يتم في إيران، ومن هذين الرقمين يمكن فهم المعايير المزدوجة للوكالة الدولية. بالنسبة لبعض الدول، هناك ربيع نووي ويفعلون مهما يشاؤون، يمتلكون أسلحة نووية ولا أحد يتعرض لها. ومن جهة أخرى فإن الكيان الصهيوني لديه عشرات الرؤوس الحربية والأسلحة النووية، ويقوم بمختلف أنواع الأنشطة السرية، ولم يوقع على معاهدة حظر الانتشار النووي أيضا، ولكنهم لا يتعرضون له بأي شكل من الأشكال، ولا يخضعون للمسائلة على الإطلاق. ولكنهم يقومون بمعظم عمليات التفتيش في إيران، وهذا يتناغم بشكا كامل الهدف والدافع الرئيسي الذي يكمن وراء رغبتهم بإعاقة تقدم إيران.
* الاستكبار تقبّل حقيقة وجود إيران نووية
لقد ذكرنا دائما بصبر وانتظام وفي إطار معايير الوكالة الدولية أن الوكالة هي هيئة دولية تابعة للأمم المتحدة ولديها واجب قانوني على صعيد المساعدة، الدعم، الوساطة والسعي لتعزيز وتطوير واستخدام التقنية النووية في جميع البلدان، ولكن ليس لم يحدث هذا لإيران فقط بل حدث العكس، حيث اثاروا الكثير من المشاكل لايران ومارسوا الضغوط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكننا تجاوزنا هذه المرحلة بالفعل. لقد قبلوا حقيقة وجود إيران نووية. الطاقة النووية بالمعنى العام للكلمة، وليس الأشياء التي يتهمون إيران بها. التكنولوجيا النووية لها معنى عام ومجموعة واسعة من التطبيقات، بما في ذلك جزء مهم من الصحة العامة، الأمن الغذائي، المجالات الصناعية، بما في ذلك عملية القياسات وأنظمة التحكم في الصناعات الحساسة والأم، الطاقة النووية، وما إلى ذلك.
*فرنسا بدأت نهضتها النووية لكنها تحذر إيران!
نحن نرى اليوم ان الرئيس الفرنسي يعلن عن نهضة نووية في بلاده، ثم يتصل في نفس الوقت برئيس بلدنا ويقول لماذا تعملون في مجال التكنولوجيا النووية! طيب، إذا كانت التكنولوجيا النووية حلال ومربحة وتشكل ركيزة اساسية للتنمية المستدامة، وانتقلتم انتم إلى التكنولوجيا النووية والكهرباء النووية من أجل الحصول على طاقة مستدامة وعدم وجود ملوثات، فلماذا لا نستخدم نحن هذه التكنولوجيا؟!
هذه هي المعايير المزدوجة التي يتم استخدامها وتعود جذورها الى العداء للثورة الإسلامية، من قبل الذين لا يريدون أن يتحقق اي تقدم تحت راية ليست هي رايتهم، لا يريدون أن يدرك العالم أنه بدون هيمنة واملاءات الاستكبار يمكن تحقيق التقدم.
يريدون الايحاء بان التقدم لن يحدث إلا تحت سيطرتهم ولا سبيل للتقدم بدونه، لكن الثورة الإسلامية أتت ودفعت الثمن بدماء شهدائها لتقول بان التقدم سيحدث وان القوة لله جميعا، وقد حققنا انجازات جيدة في هذا المجال، رغم أننا عانينا الكثير في هذا المجال وتكبدنا الكثير من التكاليف.
*سياسة الضغط الأقصى على إيران لم تجد نفعا
العالم: ماذا سيحدث بعد شهر خرداد (حزيران)؟ هل سيتم إغلاق هذا الملف بشكل كامل أم سيظل مفتوحا، وهل يمكن للوكالة الدولية إثارة هذه القضايا مرة أخرى في أي وقت؟
إسلامي: محادثات فيينا تتم وفق إطار أساسي وهذا الاطار هو وثيقة الاتفاق النووي. هذه الوثيقة هي السبب الرئيسي لوجود الاتفاق النووي، سبب التفاوض، الاتفاق على الاتفاق النووي الذي كانوا يتهمون ايران بناء عليه انها تسعى للحصول على السلاح النووي.
وافقت إيران على تقليص أنشطتها وزيادة الرقابة عليها، وفي المقابل وافق هؤلاء أنه بهذه الإجراءات والترتيبات التي تتخذها إيران للنهوض ببرنامجها النووي، يجب ازالة العقوبات وانهاء المضايقات ضد الشعب الإيراني والبلاد لبدء مرحلة بناء الثقة. لكنهم لم يفوا بتعهداتهم واختاروا أسلوب الضغط الأقصى لتدمير الثورة والجمهورية الإسلامية، في حين ان الجمهورية الإسلامية لم تتوقف فحسب بل أصبحت أكثر تقدما ونجاحا، وهم أنفسهم يعترفون بأن تلك الأساليب كانت غير فعالة ويجب العودة الى الاتفاق النووي ثانية. تفضلوا ارجعوا الى الاتفاق النووي. كما أن الاتفاق النووي وثيقة واضحة ولكل منهم واجبات فيها وهذا هو العودة للالتزامات.
لقد أوفت إيران بجميع التزاماتها بحسن نية، وأنتم من لم تلتزموا بتوقيعكم، وأنتم لم تعملوا وفق توقيعكم، يجب تنفيذ كل ما تم تحديده في الاتفاق النووي، لذلك لا يوجد تفاهم جديد. الغرض من هذه المفاوضات التي تقام اليوم هو العودة إلى التفاهم الذي تم التوصل إليه في الفترة السابقة، لذلك يجب الالتزام بكل ما تم التعهد به.
الوكالة الدولية اكدت مرارا وتكرارا أنه لا يوجد اي انحرافات في برنامج ايران النووي وأن الوكالة الدولية تمارس أقصى الرقابة على مر تاريخها وليس لديها مفتشين في أي دولة مثل إيران، لذلك يجب أن يعود كل شيء إلى طبيعته وان يكفوا عن إزعاج إيران. هذا هو المبدأ الاساسي للحوار والتفاهم والذي يجب تحقيقه.
* نقوم بما يأتي في اطار ضمانات الوكالة
العالم: كان هناك الكثير من التحليلات حيال زيارة السيد غروسي، حيث قال البعض إن هذه الزيارة تمت للخروج من المأزق الفني الذي حدث في المفاوضات. هل هذا صحيح؟ وهل يعني هذا أنه لن يكون لدينا مشكلة فنية مع الوكالة بعد حزيران؟
إسلامي: نحن نقوم بما يأتي في اطار ضمانات الوكالة، يمكن للوكالة أن تقوم بالرقابة في إطار الاتفاق النووي عندما يعود إليها منتهكوا الاتفاق وينفذون التزاماتهم مرة أخرى.
التوقيت الذي تمت مناقشته هو لأن إيران لا تكرر تجربتها السابقة، فلدينا تعهدات ولديهم التزامات، وبطبيعة الحال، ما يجب أن يحدث في إيران سيقابل بالمثل. هناك جدول زمني ومرحلة للتحقق من الصدقية، والوكالة ايضا تدخل في هذا الاطار، فإذا عادوا ووافقوا على التزاماتهم، بطبيعة الحال، ما يجب أن يحدث في إيران سيحدث .
* عودة الغرب للاتفاق النووي نتيجة "قانون العمل الاستراتيجي البرلماني"
العالم: بالنسبة لقانون مجلس الشورى الاسلامي، تفضلوا ما مصير هذا القانون إذا تم التوصل إلى اتفاق؟
اسلامي: هذا ايضا امر تم اخذه بعين الاعتبار في المفاوضات والتقرير الذي يجب على وزارة الخارجية تقديمه للبرلمان، والبرلمان ايضا يجب ان يعلن تطبيق قانون الترتيبات التنفيذية التي يريدها مجلس الشورى، نحن في منظمة الطاقة الذرية الوطنية نفذنا كل المتطلبات، قانون الاجراء الاستراتيجي، هو الذي ارغم امريكا والغرب للمطالبة بالعودة إلى الاتفاق النووي، وهذا الامر يظهر أن هذا القانون قد نجح.
مدى تاثير قانون العمل الاستراتيجي الآن بحاجة الى تقرير من وزارة الخارجية، يجب ان يعرض هذا التقرير تحت قبة البرلمان وان يعلق البرلمان عليه.
* تحديد نسبة التخصيب يتم بناء على احتياجات البلد
العالم: طهران أعلنت منذ فترة أنها بدأت التخصيب بنسبة 60٪، ما هي نسبة التخصيب في إيران اليوم؟
إسلامي: يتم تحديد طاقات التخصيب بحسب احتياجات البلاد، وخط إنتاجنا يعمل بالنسبة التي تعلم بها الوكالة الدولية وتحت إشرافها ووفق معاييرها. لديهم الكثير من الحساسيات حول التخصيب بنسبة 60٪ ويثيرون المشاكل والضجيج حول هذا الموضوع، بينما لدينا استخدامات مختلفة للتخصيب بنسبة 60٪.
ورد صراحة في الاتفاق النووي أنه ما كان ينبغي فرض الحظر على إيران، بناء على هذا وبناء على اساس ما ورد في الاتفاق، حتى يفي بالتزاماتهم ويزيلوا انواع الحظر كما هو متفق عليه؛ بنفس الطريقة، سنقوم بخفض نسبة التخصيب لدينا .
* مصير يورانيوم إيران المخصب بنسبة 60٪ بعد التوصل لاتفاق
العالم: هل اليورانيوم المخصب بنسبة 60٪ سينقل إلى الخارج بعد الاتفاق؟ إذا كان سيتم نقله، فإلى أي بلد سيتم نقله؟
إسلامي: بناء على تجاربنا السابقة سنقوم بمعاملته، بناء على الاتفاق سنحصل على اليورانيوم الطبيعي في مقابل قيمته، وفي هذا الصدد جرت مفاوضات ونحن نتشاور حاليا .
تم انتخاب روسيا في كل من الفترة السابقة وفي هذه الفترة؛ اجرينا المفاوضات الفنية، ونقوم حاليا بمناقشة القضايا المالية وعملية التقييم.
* الصناعة النووية الإيرانية محلية بالكامل
العالم: ذكرتم روسيا، يقال إن روسيا استثمرت بنسبة 90٪ في النظام النووي الإيراني، لذلك طلبت من امريكا ضمانة خطية بإعفاء إيران من العقوبات، هل هذا صحيح، وإذا كان هذا صحيحا، فهل حل المشكلة في المحادثات؟!
إسلامي: الصناعة النووية الإيرانية محلية بالكامل، ولا نصيب لاي دولة أجنبية فيها، روسيا بنت محطة بوشهر للطاقة رقم واحد بموجب العقد، ولديها المحطتان الثانية والثالثة للطاقة في طور التنفيذ بموجب العقد، ولكن بسبب المشاكل المالية لم تحقق سوى القليل من التقدم خلال العامين الماضيين.
العالم: المرحلة الثانية تأخرت سنتين ونصف، فهل يمكن تحديد موعد محدد لازاحة الستار عن المرحلة الثانية؟
إسلامي: حددنا آلية أخرى لمحطتي الكهرباء رقم 2 و3 ليس فقط لها ولكن أيضا لعشرة آلاف ميغاواط من الكهرباء المستهدفة من المواقع المختلفة، ونخطط لمتابعتها هذا العام، وليس فقط 2000 ميغاواط جديدة، بل لدينا 10000 ميغاواط من السعة الجديدة في الأماكن الجديدة التي اخترناها وادرجناها على جدول أعمالنا.
نظراً إلى القوة والطاقات الصناعية لجمهورية إيران الإسلامية، سننفذ هذا البرنامج من خلال الاستفادة القصوى من القدرة المحلية ومشاركة أي دولة تتعاون معنا بسهولة وسلاسة.
العالم: ما هي القرارات التي تم اتخاذها بخصوص أجهزة الطرد المركزي في المفاوضات؟
إسلامي: في وثيقة الاتفاق النووي تم تحديد العدد والكمية لإيران وهذا ما سيتم تنفيذه بالضبط، ولن يتم تطبيق أي قرار جديد، وإذا تم التوصل الى اتفاق، فسنستمر على النسبة التي كانت محددة في الماضي.
*التزام ايران بنتائج محادثات فيينا
العالم: وماذا عن سلسلة الانجازات النووية الجديدة التي تم اطلاقها؟
اسلامي: كل هذه الانجازات استراتيجية وتاتي تماشياً مع القانون، وستستمر جميع المسائل الواردة في وثيقة الاتفاق النووي، لكن المهم هو محادثات فيينا الجديدة، واذا وصلت الى نتيجة بصورة نهائية فان ايران ستتكيف معها بشكل طبيعي.
العالم: كيف ترى مستقبل المفاوضات، وهل تنتظرون اجابة ونتيجة محتملة أم لا؟
اسلامي: الغرب مصمم على تدمير الصناعة النووية الايرانية وسيستغل كل الفرص للوصول الى هدفه. خلال هذه الفترة من المفاوضات قرروا تفعيل العرقلة ولم يدخروا جهداً لعمل تخريبي، ومن الواضح انه حلم بعيد المنال.
ما يتعين علينا القيام به يتماشى مع اقتدار وكرامة الشعب الايراني وفي اطار السياسات والاستراتيجيات الوطنية للبلاد، ونحن نتقدم وفقاً لذلك، وما تم الاتفاق عليه في وثيقة الاتفاق النووي هو صورة واضحة من حيث عدد الآلات وكمية المواد ومتابعة الانشطة المتاحة في مجال التكنولوجيا.
في هذه المفاوضات، تمت متابعة جميع المحادثات على ذات الاطر والاسس، وخلاصة القول انه يمكننا بناء الثقة كي يسمحوا للشعب الايراني بمواصلة تقدمه بشكل طبيعي.