تجسس صيني على كيان الاحتلال أم زوبعة في فنجان؟

تجسس صيني على كيان الاحتلال أم زوبعة في فنجان؟
الثلاثاء ١٢ أبريل ٢٠٢٢ - ٠٤:١٠ بتوقيت غرينتش

نقلا عن مصادر أمنية وصفت بأنها رفيعة المستوى في تل أبيب، كشفت وسائل الإعلام العبرية، اليوم الثلاثاء، النقاب عن اشتباه "إسرائيل" بقيام الصين بمحاولة تجسس جديدة، ووفقا لصحيفة (هآرتس) العبرية، فإن جهاز الأمن العام (الشاباك) يقوم بالتحقيق في اشتباه مفاده محاولة الصين عبر سفارتها في دولة الاحتلال بالتجسس على وزارات في الحكومة الإسرائيلية، كما أكدت المصادر، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، التي كانت السباقة في الكشف عن القضية.

العالم ـ الاحتلال

وطبقا للصحيفة، التي اعتمدت على المصادر الإسرائيلية الرسمية، فإن التحقيق الذي يجريه جهاز (الشاباك) الإسرائيلي يدور حول الاشتباه بأن دولة الصين الشعبية، وبواسطة سفارتها في الدولة العبرية، استخدمت الهدايا، التي منحتها للوزراء وللوزارات في حكومة بينيت-لابيد كي تتجسس على "إسرائيل".

وشددت الصحيفة، التي أكدت أن إذاعة جيش الاحتلال (غالي تساهل) هي التي كشفت عن القضية صباح اليوم، شددت على أن السفارة الصينية في تل أبيب قامت بتقديم هدايا، وهي عبارة عن كؤوس (شوكولاتة)، بمناسبة عيد “الفصح العبري”، الذي يبدأ يوم السبت القادم، لعدد من الوزارات الحكومية، يشتبه بأنها تحتوي على أجهزة تنصت، بحسب جهاز الشاباك الإسرائيلي.

ولفتت الصحيفة إلى أنه تم العثور في أحد الكؤوس، على جسم إلكتروني، حيث يجري التحقق فيما إذا كان عبارة عن أجهزة تنصت، مضيفة أن الكأس تم منحها من قبل السفارة الصينية إلى وزيرة التكنولوجيا والعلوم، أوريت فاركاش-هكوهين.

وفي أعقاب هذا الكشف، توجه الشاباك، إلى عدد من الوزارات الحكومية بحثا عن كؤوس أخرى مشبوهة، وصلت إليها من سفارة الصين الشعبية في "إسرائيل"، وفعلا تم إرسال الكؤوس إلى (الشاباك) لفحصها، وأكدت الوزارات هذا الأمر، ولكن في العديد من الوزارات أشاروا إلى تلقيهم طلب جهاز الأمن العام، ولكن في الوقت عينه أوضحوا عدم تلقيهم كؤوسا من سفارة الصين في تل أبيب.

في السياق عينه، نشرت مراسلة الشؤون السياسية في إذاعة جيش الاحتلال، التي كشفت عن القضية، نشرت مدونة على صفحتها في موقع التواصل (تويتر) جاء فيها أن السلطات الأمنية الإسرائيلية أكدت النبأ الذي أوردته في ساعة مبكرة من صباح اليوم، موضحة، أي السلطات الأمنية، وجود اشتباه والعثور على كأس مشبوهة، ولكن السلطات استدركت قائلة إنه حتى الآن ليس معروفا عما يدور الحديث بالضبط، كما قالت.

ووفقا للتقرير الحصري في إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإنه وفق التعليمات، يتحتم إخضاع الهدايا التي تصل من البعثات الدبلوماسية، وعلى وجه خاص من السفارة الصينية لتفتيش دقيق، على أن يتم إدخالها للوزارات بعد الحصول على تصريح أمني رسمي، كما أكدت.

وشددت إذاعة جيش الاحتلال، على أنه “يجري التحقق من أن هذه محاولة للتجسس”، وذلك وفقا لمصادر أمنية إسرائيلية، لم يتم الكشف عنها، وفي المقابل أضافت أن جهاز الشاباك رفض التعقيب على ما ورد في التقرير، أما وزارة الخارجية الإسرائيلية فأكدت للإذاعة أن جهاز الأمن العام يقوم بالتحقيق في القضية، ولكن الصورة لم تتضح حتى اللحظة.

الإعلام العبري، الذي تناول القضية، شدد على أنه حتى هذه اللحظة لا يعرف بالضبط: هل يدور الحديث عن قضية تجسس صينية جديدة أم أن الحديث يجري عن “إنذار كاذب”، أو زوبعة في فنجان، لافتا إلى أنه من الممكن أن يكون الحادث الأخير تعبيرا عن الشكوك المتبادلة بين "إسرائيل" والصين، رغم وجود علاقات دبلوماسية بينهما، وعلى الرغم من العلاقات التجارية والسياسية بينهما.

يشار إلى أن الإذاعة الإسرائيلية ووسائل الإعلام العبرية لم تذكر فيما إذا وافقت سفارة الصين على التعقيب، ولم تشر لهذا الأمر لا من قريب ولا من بعيد.

جدير بالذكر أنه في العام 2000 قام الرئيس الصيني بزيارة لأول مرة للكيان الإسرائيلي، وفي عام 2007 زار رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، إيهود أولمرت بكين، حيث تم خلال الزيارة إبرام العديد من الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية.

* رأي اليوم ـ زهير أندراوس