شاهد بالفيديو..

آقا محمدي: الحظر الاقتصادي ضد ايران بدأ بالافول

الأربعاء ١٣ أبريل ٢٠٢٢ - ٠٥:٤٢ بتوقيت غرينتش

أكد عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران علی آقا محمدي أن دور وعمل الحظر الإقتصادي الاميركي ضد ايران بدأ بالإختفاء تدریجیاً.

العالم - من طهران

استضافت قناة العالم الاخبارية عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران علی آقا محمدي خلال برنامج "من طهران" للحديث عن نمو الإقتصاد الإيراني في ظل الحظر الأميركي والغربي.

العالم: ما الهدف من التركيز في السنة الايرانية الجديدة على العلوم المعرفية والشركات المبنية على المعرفة لاسيما في ظل هذه الظروف وفي هذا التوقيت؟

آقا محمدي: ما تحقّق في الجمهوریة الإسلامیة في ایران من الإستقلال السیاسي والأمني والعسکري کان من ضمن الأهداف المرسومة والمحدّدة.

أنّ ایران في الوقت الراهن في غنی عن أيّ قوّة في الخارج أو أيّ استشارات وبإمکانها أن تقف علی قدمیها وتوفّر احتیاجاتها بنفسها من خلال طاقاتها وقدراتها. وهذا الکلام لایعني أنّ البلاد تستغني عن التعاون مع الآخرین، ولکن یعني من دون تعاون الآخرین بإمکانها دفع أهدافها إلی أمام. ما شعرنا به ولمسناه من نقص أساسي، وأشار إلیه قائد الثورة حفظه الله واستند إلیه، یتمثّل في الإستقلال الإقتصادي، بحیث لو قرّر الآخرون مواجهة ایران والضغط علیها لأصبح بإمکانها المضي قُدماً والإستمرار في حیاتها وتطویر قدراتها وطاقاتها کلّ هذه الأمور تعتمد علی الإقتصاد السلیم.

لهذا فقد نال هذا الموضوع حصّة کبیرة من الإهتمام والنقاشات خلال السنوات الأخیرة وتمّ التأکید علی الإهتمام به من مختلف الزوایا والأبعاد وإزالة الحواجز والعقبات التي تعترض طریقه، إلی جانب أن یتناسب النظام الإداري مع نظیره الإقتصادي، أي في حقیقة الأمر ألا یتحوّل النطام الإداري إلی مانع في طریق الإستثمارات، وأن نرکّز علی نقاط الضعف التي کانت لدینا حتّی الآن.

والشعار الخاص لهذه السنة یتمثّل في تحویل أسس التکنولوجیا الخاصّة بالإقتصاد إلی أسس ایرانیة، وهذا الکلام لایعني أنّنا نفتقد أيّ أسس تکنولوجیة في الوقت الراهن، ولکن یعني بأنّ مالدینا یُعتبر غیر کاف ولربّما نواجه حظراً رئیسیاً في بعض الحالات تمنعنا من مواصلة طریقنا، وهذا غیر مقبول في الأساس من دولة طویت کلّ هذه المسافة وهذه المراحل في طریق الإستقلال، لهذا فانّ شعار هذه السنة یحظی بأهمّیة أکبر وأکثر من شعارات السنوات السابقة، بمعنی أنّه في حقیقة الأمر یجب أن تکون صناعاتنا وخدماتنا ونظامنا الحکومي مبنیة علی قاعدة المعرفة والإستفادة من القدرات والطاقات المعرفیة المتوفّرة في ایران والمتمثّلة في جیل شاب دینامیکي وحیوي ومتعلم وضخم، والذي أثبت نفسه في الفروع التي إلتحق بها، ولیس من المفترض أن یبرز نفسه في جمیع قطاعات الإقتصاد، ولربّما أیضاً یمتد هذا الشعار لعشر سنوات عوضاً عن سنة واحدة.

ولکن النقطة المهمة هي أن توضع أسس وقوائم هذ الشعار بشکل رئیسي کي نحصل علی المرونة اللازمة في الإقتصاد الایراني من خلال تغییر أسس الإقتصاد الایراني إلی أسس معرفیة وعلمیة وننجح في الدخول في المنافسة العالمیة سواء من حیث الأسعار أو من حیث جودة المنتجات. نحن نعتقد وفقاً للظروف المحیطة بالمنطقة والتطوّرات التي عصفت بالعلاقة بین روسیا الإتّحادیة والصین من جهة والدول الغربیة من جهة أخری، فأنّ الفرصة السانحة الآن هي فرصة ذهبیة جدّاً بإمکان ایران أن تستفید منها إلی أقصی حدّ ممکن.

العالم: هل تعتقد النظرة العشرينية التي رسمت قبل سنوات كان من المخطط ان الاقتصاد المبني على العلوم المعرفية والشركات المبنية على المعرفة يشغل 20 بالمئة من هيكل الاقتصاد الايراني ان قابلة للتحقيق الان؟

من الطبیعي أن یتم تنفیذ هذا العمل، والسبب هو أنّ هذا النوع من التقدّم تحقّق خارج قطاع الإقتصاد وبصورة منفصلة، ولکن یجب علی قطاع الإقتصاد إنفاق مصادر الدخل علی هؤلاء وتطبیقها بصورة عملیة، علی هذا الأساس، نحن نعتقد أنّ الهیکل الموضوع والمبرمج سیمنحنا هذه القدرة والطاقة وشخصیاً أری أنّه بإمکان هذا الأمر أن یتبلور ویصبح حقیقة.

العالم : كم هي نسبة الإقتصاد المبني على المعرفة في هيكل الاقتصاد اليوم؟

آقا محمدي: لایمکننا التحدّث بنسب مئویة، والسبب أنّ الأساس المعرفي یتوقّف علی الزاویة التي ننظر من خلالها إلیه، فمرّة یکون من خلال العملیات ومرّة من خلال الصنع والإنتاج، ومرّة ثالثة من خلال مواضیع وقضایا مرتبطة بنظام الحکم، ولو أردنا أن نقسّم ماسبق وأن قلناه فهذا یحتاج لعمل تخصّصي وحسب معلوماتي لم یُطبّق حتّی الآن في ایران، وهذه الدراسة من غیر مبالغة لم نقم بها ومن دون دراسة لایمکننا تحدید نسبة مئویة لها ، ولکن لو أردنا أن نقول ماهي الفروع أو کم في المائة من الفروع وضعنا أسس وقواعد جیّدة بإمکاننا القول بحدود 40% أو 45% ، إذاً بإمکاننا القول أنّنا قد قطعنا نصف الطریق ، ولکن مرّة أخری أعود وأقول أنّ تنفیذ هذا المشروع یختلف کلّیاً عن إستحواذ المعرفة الأساسیة له، فهذا العمل الرئیسي والأساسي یمکن تطوّره في ایران، وعلی هذا الأساس تفضّل القائد بتعریف وتحدید الإشتغال في هذا المجال، بمعنی أن تأتي مجموعات کثیرة من الشباب ذوي المعرفة والعلم وتقوم بتعبئة الطاقات والقدرات کي یوصلوا هذا العمل إلی خطّ النهایة، وللعلم فأنّ خمیرة العجین لهذا العمل متوفّرة ویمکن بلورة هذا العمل وتنفیذه.

العالم: الى اي مدى تشكل العقوبات والحظر الاميركي عائقا وضغطا على الاقتصاد الايراني؟

آقا محمدي: من الطبیعي أنّ دور وعمل الحظر الإقتصادي بدآ بالإختفاء تدریجیاً، بمعنی أنّ أيّ شئ لدیه طاقة معیّنة، وعندما تطول الفترة الزمنیة یتمّ العثور علی طرق وأسالیب للخروج من هذا الشئ.

العالم: اذا لما تتفاوضونا في فيينا من اجل رفع الحظر؟

آقا محمدي: ما نتفاوض بشأنه في فینّا لیس الإقتصاد فحسب، في الحقیقة نحن بحاجة إلی تفاعل علمي دائم، والسبب أنّنا بحاجة إلی دفع العمل إلی أمام في الکثیر من القطاعات والمجالات، فالأمر لایتعلق بدفع الإقتصاد إلی الأمام فحسب، فهناك السیاسة أیضاً، فنحن نضع في الإعتبار تطوّر سیاسي وإختیار شرکائنا السیاسیین ، فالأمر لایتعلق بالإقتصاد والثقافة فقط، علی هذا الأساس ما نصبو إلیه هناك لیس بسبب الإنهاك أو الفشل أو أن نفکّر إذا لم نصل إلی نتیجة من خلال هذه المفاوضات فأنّ کلّ الأمور سوف تختلط وتتعقّد، هناك إحتمال في حال نجاح المفاوضات أن یحصل تحسّن آني.

ولکن هذا التحسّن الآني لیس طریقاً للحل، لربّما تحت الضغط ینجم عنه طریق حل أفضل من خلال قیامنا بمساعینا الحثیثة والنجاة من هذه المشکلة. والآن وبعد أن ازداد عدد الدول التي انضوت تحت لواء الحظر الإقتصادي المفروض، من وجهة نظري الشخصیة حینما یطبّق الحظر علی روسیا الإتّحادیة وفنزویلا وکوبا ونیکاراغوا والهند وباکستان وغیرها من الدول، فأنّها تجتمع وتنشأ قطباً آخر مقابل هذه الأنواع من الحظر الإقتصادي التي تسقط وتفشل في نهایة المطاف.

لهذا فأنّ هذا الموضوع لن یدوم للغرب، فمن وجهة نظرنا أنّ الحظر الإقتصادي بمثابة سلاح کان في صالح الغرب لفترة زمنیة معیّنة، علی سبیل المثال کان الکثیرون یعتقدون أنّ سلاحاً معیّناً یقضي علی الأفراد وبأعداد کبیرة، ولکنّ هذا السلاح لم یعد بنفس الفاعلیة اسلابقة في وقتنا الحاضر، فقد ظهرت أسلحة جدیدة ومتطوّرة ودقیقة، وهذا الأمر ینطبق علی أنواع الحظر الإقتصادي أیضاً بمعنی أنّ قدراته دأت تضعف وتضمحل بالتدریج، لهذا نحن نذهب بتّجاه المفاوضات ، نحن نرید أن نجرّب علاقات عادیة مع العالم لأنّنا في ظروف أفضل تمکّننا من دفع جمیع القطاعات إلی أمام، ولکن إذا ما استمر هذا الضغط علی بلادنا فأنّنا سنقوم بتطویر قطاعاتنا المهملة.

علی أیّة حال نحن لدینا خارطة للتطویر ننطلق من خلالها في مجال السیاسة والثقافة وتطویر التجارة، أو أن نقوم مثلاً بزیادة الإنتاج وتجاوز أنواع الحظر الإقتصادي والعثور علی آلیات جدیدة ، وللعلم فأنّ الغرب لدیه أداتین رئیسیتین فقط الأولی تتمثل في المال ونقله من مکان إلی آخر، بینما الثانیة هي التجارة ، فمن خلال هاتین الأداتین یستطیع الغرب ممارسة ضغوطه علی الدول، والیوم تمّ الحصول علی المعادلة الخاصّة بهما، ونحن لا نواجه أيّ محدودیة في هذین المجالین إضافة إلی أنّ هذه السنة لا یمکن مقارنتها بالسنوات الماضیة علی الإطلاق، فخلال السنة الهجریة الشمسیة الماضیة ، أي سنة 2021، استطعنا من وضع الحلول لقضایانا بسهولة وإنسیابیة أکثر ولم نواجه التعقیدات السابقة التي کنّا نواجهها دائماً.

العالم: ما هو مقدار النفط الذي يمكن لايران ان تبيعه اذا ما توصلت لاتفاق في فيينا وهل ستنتهي مشكلة بيع النفط اذا ما توصلتم الى اتفاق وخرج الاتفاق الى النور ام لا ستبقى؟

آقا محمدي: بشکل طبیعي فیما یخص النفط، ما یحدّنا هو إنتاجنا مقارنة بالطاقات والإمکانیات المتوفرة لدینا، عامل آخر یتمثل في التزامنا بمنظمة أوبك، ففي الحقیقة اما ألا نستمر بعضویتنا في المنظمة بحیث یمکننا تغییر سقف إنتاجنا، أو أن نلتزم بما تعهّدنا به للمنظمة وسقف إنتاجها وفقاً للتفاهم الموجود بین أعضائها، لکن في الحقیقة، برنامجنا ینصبّ علی زیادة إنتاجنا النفطي، خاصّة إذا توفّرت الفرصة من خلال إتّفاقیة خطّة العمل المشترك الخاصّة بالبرنامج النووي السلمي للجمهوریة الإسلامیة في ایران، للعلم فانّ أوّل قطاع سنقوم بتطویره بسرعة عالیة هو القطاع النفطي.

العالم : اذا حصل التفاق في فيينا هذه المسألة كيف تساهم في حلحلة المشاكل الاقتصادية في ايران؟

آقا محمدي: حینما یصبح بإمکاننا زیادة إنتاجنا من النفط الخام وتتسهّل عملیة التصدیر لدینا سواء للمنتجات النفطیة أم غیر النفطیة، من الطبیعي أن عملیات الإستیراد لدینا سوف تزداد بوتیرة عالیة بهدف التطویر والتنمیة. نتیجة لکلّ هذا سوف تصل نسبة النمو الإقتصادي في البلاد، وکما أعلن السیّد رئیس الجمهوریة، إلی ثمانیة بالمائة. حسناً، هذه العملیة توفّر لنا طاقة إقتصادیة وخلال خمس سنوات سوف ترفع طاقاتنا الإنتاجیة إلی خمسین بالمائة، بمعنی أنّ الإقتصاد الایراني سوف یکبر بنسبة 50% خلال خمس سنوات فقط مقارنة بما هو موجود في الوقت الراهن، هذه هي الميزة التي نستفید منها من الإتّفاقیة النوویة بهدف الوصول إلی الموقع الذي نصبو إلیه.

العالم: ما هي خطط الحكومة الايرانية للتواجد اكثر بروزا في المجال التجاري في دول المنطقة؟

آقا محمدي: فیما یخصّ الدول الإقلیمیة، لا تزال توجد دولة أو دولتان تتبعان علاقات عدائیة کالسعودیة والبحرین، بینما طاقات تفاعلنا لاتزال عالیة مع البقیّة، بإمکاننا رفع الحواجز الموجودة بسرعة.

بالطبع، فیما یخصّ السعودیة فأنّ انطباعاتنا عنها من خلال المفاوضات التي أُجریتْ معها تتمثّل في أنّ حاجاتها بطریقة سوف تضع عداواتها معنا جانباًعلی أقلّ تقدیر أو أنّ هذه العداوة سوف یتمّ إبطالها، وفي النهایة سیکون هناك تعاون ایجابي. هذا هو انطباعنا في الجمهوریة الإسلامیة في ایران حیال موقف السعودیة.

أمل هؤلاء في المنطقة یتمثّل في عدم تنفیذ الإتّفاقیة النوویة أو ألا یتمّ التعجیل في تنفیذها، وهنا لـ"اسرائیل" دور في هذه القضیّة، في حقیقة الأمر فأنّ العلاقات التي أوجدها البعض في المنطقة مع اسرائیل وماتریده "اسرائیل" منهم، یتلخّص في تأخیر تنفیذ الإتفاقیة النوویة مع الجمهوریة الاسلامیة في ایران، لذلك من وجهة نظري الشخصیة أری أنّ الحواجز سوف تُزال، کما أنّنا لا مشکلة لدینا مع ترکیا أو بقیّة الدول، والسبب أنّ ترکیا لدیها قطاعات ومجالات خاصّة بها ونحن بدورنا لا نملأ أيّ مجال حیث أنّنا لدینا مجالاتنا وقطاعاتنا الخاصّة بنا، إلی جانب أنّه لدینا مجالات مشترکة کبیرة مع ترکیا یمکن أن تتوسّع وتزید أکثر من مجالاتنا مع بقیّة الدول الإقلیمیة.

وقد تمّ التعرّف علی هذه القدرات والطاقات من قبل الجانبین ، وللعلم فأنّ علاقاتنا التجاریة مع ترکیا وصلت في إحدی المراحل إلی أکثر من 22 ملیار دولار وهذا التعاون یشمل علاقاتنا الصناعیة أیضاً، نتیجة الکلام أنّ علاقاتنا التجاریة مع ترکیا لاتشهد وجود أيّ موانع أو حواجز في طریقها، فترکیا منافسة لنا فحسب، من الطبیعي أن تحصل بعض الأمور العدائیة المؤقّتة في مرحلة ما بسبب محاولة ترکیا فرض مصالحها لخاصّة علینا، لکنّنا نقوم بصد ورد هذه المحاولات لأنّنا لا نتساهل في هذه الأمور ولا نجامل أحداً بشأنها بل نتّخذ إجراءاتنا، ولکن بشکل عام فانّ مجالات التعاون مع ترکیا قابلة للتطویر علی الدوام.

العالم: آخر التطورات في ملف الوثيقة المبرمة بين ايران والصين؟

آقا محمدي: أنّ نظرتنا تّجاه الشرق تتمثّل في أنّ قارّة آسیا تتقدّم حثیثاً کي تصبح المنطقة الأولی عالمیاً وتحصل علی الحصّة الأکبر، والسیاسة تخبرنا بأنّ أولویتنا یجب أن تترکّز علی قارّة آسیا، ومن المعروف أنّ المحدّدات الرئیسة في آسیا هي روسیا والصین والهند ومن الضروري منحها أکثر الأدوار ومن ثمّ بقیّة الدول الفاعلة في القارّة.

بالنسبة للجمهوریة الاسلامیة في ایران فأنّ سیاستها مدوّنة وواضحة وتمضي قدماً فیها، وسوف یتحقّق هذا الأمر مع روسیا، فالعلاقات التي وُضعت أسسها عام 2020 لمدّة خمس سنوات سوف تتوسّع وتتطوّر، وفي الحقیقة سوف نعمل بهذه الطریقة مع کلّ المنطقة.

أمّا فیما یتعلق بما طرحتموه حول موضوع الصین فأنّنا نحدّد المشاریع وفقاً للوثیقة المشترکة بعد أن حدّدنا مجالاتها ومواضیعها المختلفة، وبعد تحدید المشاریع سوف تبدأ عملیات التنفیذ مع الصین، أعتقد أنّها ستکون من أکبر الخطوات التنفیذیة. هذا العمل مع الصین سوف یفعّل البقیة أیضاً، بمعنی أنّه حینما نتقدّم إلی أمام مع الصین فهذا لایعني أنّ البقیّة سوف یفرّون بل أنّهم سوف یقومون بنفس العمل من أجل مواقعهم ونظراتهم المستقبلیة، وهؤلاء البقیّة الذین نقصدهم هم الأوروبیین في المقام الأوّل.

من الطبیعي أنّ مشکلات أوروبا في الوقت الراهن متعدّدة، إعتماد أوروبا علی دول أخری وفي مجالات متعدّدة یمکن مشاهدته من خلال إعتمادها علی روسیا في الحصول علی موارد الطاقة، وقد اتّضح هذا جلیّاً بعد الأحداث الأخیرة في أوکرانیا، وقد أصبح معلوماً وواضحاً أنّ ما کان الأوروبیون یدّعونه من قدرتهم علی إتّخاذ خطوات لم یکن سوی سراب ووعود جوفاء وإفتقادهم للجرأة في هذا السیاق. کذلك عدم مقدرة الأوروبیین الغربیین علی إستیعاب أوروبا الشرقیة أوجد ظروفاً توضّح أنّ تبلور أوروبا الموحّدة بعید جدّاً عن الواقع الذي کانت الدول الأوروبیة تحلم به، إلی جانب أنّ قیادة ألمانیا أصبحت موضع تساؤل ولم یتمّ الحفاظ علی الحالة السابقة، بالرغم من أنّ ألمانیا أقوی وأفضل دولة أوروبیة في هذا المجال لکنّها فقدت موقعها والسبب أنّ أفقاً محدّداً بدأ بالتبلور قبل فترة.

لذلك نحن نواجه أوروبا العجوز وهي تغرق في مشکلات من قبیل إستضافة اللاجئین وغیرها من المشکلات التي تُمثل تهدیدات لها ، وهذا یتطلّب من هذه القارّة أن تکون أکثر یقظة حیال هذه التهدیدات کي تتمکن من الهجوم وإتّخاذ الخطوات الضروریة.

وعلی هذا الأساس، یبدو أنّ التعاون مع مثل هذه المنطقة أسهل لنا بشرط أن تصبح ایران أکثر قوّة أي أن تلقي بکلامها علی مسامع الأوروبیین بصوت أعلی.

العالم: المستجد في الوثيقة المقرر عقدها مع ايران وروسيا؟

آقا محمدي: یوجد تقدّم في أعمالها، أعتقد بأنّ التنفیذ سیکون في المستقبل القریب.