إعدام الناشط الميداني صلاح عباس -2012

الجمعة ٢٢ أبريل ٢٠٢٢ - ٠٢:١٥ بتوقيت غرينتش

في الـ21 من ابريل نيسان من عام 2012 أعدمت قوات النظام البحريني القائد الميداني صلاح عباس في إحدى المزارع القريبة من العاصمة البحرينية المنامة وذلك بعد ملاحقته وناشطين شاركوا في مسيرة سلمية احتجاجا على سباق الفورمولا1.

العالم - لن ننسى

وشكلت جريمة اعدام الشهيد عباس دليلا آخر على أن النظام في البحرين يمارس القتل العمد لانه فالت من العقاب، أوّل مسيرة غضب رفضًا لسباقات الفورمولا يوم الجمعة 20 أبريل 2012، انطلق الشهيد صلاح عباس من دوّار (كرانة وأبو صيبع) إلى دوار (سار)، سارت الجماهير مطالبة بوقف هذه السباقات في البحرين.

أشعل القائد الميداني حماسة المتظاهرين فأكملوا المسيرة باتجاه دوّار الشهداء (اللؤلؤة)، غير أنّ عصابات المرتزقة هاجمتهم بعنف وحالت دون وصولهم.

عاد الشهيد إلى المسجد ومنه إلى بيته لينطلق ليلًا إلى آخر نزول ثوريّ له، حيثتوجّه إلى أبو صيبع للمشاركة في الاعتصام المقام آنذاك بالقرب من دوّارها، الذي سرعان ما تعرّض إلى وابل من رصاص الشوزن والقنابل المسيّلة للدموع.

تفرّق الشباب إلى مجموعات وأخذوا يحاولون التجمّع والاعتصام مجددًا في أماكن أخرى في البلدة، وكانوا يواجهون هجومًا شديدًا من المرتزقة.

اشتدّت المواجهات وازداد القمع والملاحقات لتصل إلى ذروتها عند الساعة الحادية عشرة حيث أمسك المرتزقة خمسة ثوّار من أصل سبعة من بينهم الشهيد الذي تمكّن من الفرار مع رفيق له.

غير أنّ قوّات المرتزقة استخدمت رصاص الشوزن بكثافة وهي تلاحق الشهيد ورفيقه حتى وصلا إلى إحدى المزارع، وتسلّقا سورها ليدخلاها ثمّ انحرفا بعدما علما بوجود المرتزقة فيها، وأكملاإلى المجمع السكنيّ الملاصق لها، وكان لا بدّ لهما من أن يتسلّقا كوخًا مصنوعًا من الصفائح المعدنيّة، تقدم رفيق الشهيد أوّلًا ولم يتوقّف متوقّعًا أن يكون الشهيد وراءه، لكنّ الشهيد كان قد أصيب في هذا الوقت برصاصات الشوزن التي أوقعته على السطح ومن بعده بين أيدي المرتزقة الذين نكّلوا به وعذّبوه بوحشيّة حيث وجدت في جسده: (إصابات في الرأس، خلع للعمود الفقريّ للرقبة، قطع للحبل الشوكي، خلع في الكتف الأيمن، كسر لأربعة أضلاع في الجانب الأيسر من صدره، جرح فيالطحال، نزف داخلي وجروح في الرئتين، إصابة جزء كبير من جانبه الأيسر برصاص الشوزن، وخصوصًافي صدره وخاصرته وساقه ونصف ظهره من الجانب الأيسر، إصابته بحروق في الصدر نتيجة سحل جسده على مكان صلب)، وظلّت تفاصيل تعذيبه حلقة مفقودة.

انتظر رفيقه وصوله، غير أنّ غيابه طال، وهاتفه لا يجيب، حتى انبلج الفجر والقلوب توجسّت مما يخفيه القدر؛ فلميكن من عادة الشهيد صلاح أن يطيل الغياب، لذاأخذت العائلة تبحث عنه في كلّ مكان، إلى أن وصلها خبر بوجود شهيد فوق كوخ بالقرب من مزرعة، أرادوا التأكّد من هويّته غير أنّ الكيان الخليفيّ رفض الإدلاء بأيّ معلومة.

وأعلن ائتلاف شباب 14 من فبراير في البحرين أن الشهيد صلاح عباس حبيب آل موسى أحد كوادره الميدانية وانه تم اختطافه وقتله من قبل مرتزقة النظام.

وقال الائتلاف في بيان له: ان ائتلاف شباب ثورة الرابع عشر من فبراير يزف نبأ التحاق القائد الميداني المقدام الشاب صلاح عباس حبيب آل موسى من سكنة بلدة الشاخورة بركب شهداء الثورة المجيدة، وذلك إثر اختطافه وتعرضه لإعتداء آثم وجبان على أيدي مرتزقة النظام والمحتل السعودي مساء يوم الجمعة أثناء مشاركته في مسيرة سلمية بمنطقة سكنه.
ودعا الائتلاف البحرينيين بان يكونوا على استعداد للمشاركة الكبرى في مراسم تشييعه.

ومع حلول ظهيرة يوم السبت 21 أبريل 2012 نقل الجثمان الطاهر إلى مستشفى السلمانيّة، وهناك سمح لأحد إخوته بالتعرّف إلى وجهه فقط، وظلّ الكيان الخليفيّ يماطل في تسلميه حتى انتهاء السباقات، غير أنّ الضغوطات الإعلاميّة والمؤتمر الصحافيّ الذي عقدته أسرة الشهيد تمكّنت من إرضاخ الكيان للأمر الواقع وتسليمه ليوارى الثرى يوم الإثنين 23 أبريل 2012، حيث جرى له زفاف مهيب يليق بالأبطال في مسقط رأسه البلاد القديم، وهناك بدأت قصّة جديدة: أبطالها الثوّار أبناء الشهيد القائد صلاح عباس، ومكانها كلّ شبر من البحرين، وزمانها كلّ يومحتى النصر.

وتجددت التظاهرات والاحتجاجات في البحرين وخرج الأهالي في عدد من المناطق والبلدات في مسيرات غاضبة إحياء لذكرى الشهداء واستمرارا في الموقف الشعبي المتضامن مع آية الله الشيخ عيسى قاسم الذي لازال يخضع للإقامة الجبرية في منزله ببلدة الدراز منذ شهر مايو من العام الماضي.

ودخل الحصار المفروض على الشيخ قاسم اليوم يومه الثالث والثلاثين بعد الثلاثمائة، حيث وسعت القوات الخليفية من تضييقها على الحصار العسكري بتطويق منزله بمزيد من الحواجز الإسمنتية إضافة إلى تمركز الآليات العسكرية حوله. ويتزامن ذلك مع تشديد متواصل في محاصرة بلدة الدراز ومنع إقامة صلاة الجمعة الأكبر في البلاد التي كانت تُقام في جامع الإمام الصادق بالبلدة.

وقد تظاهر الأهالي في بلدة المصلى عصر الجمعة رافعين صور الشيخ قاسم وهتفوا بالشعارات المنددة بالنظام الخليفي وداعين إلى إسقاطه.

ورفع المحتجون في بلدة أبو قوة أعمدة النار قرب الشارع الرئيسي المعروف بشارع ١٤ فبراير، احتجاجا على استمرار الحصار على الشيخ قاسم وتأكيدا على استمرار الثورة وفعاليات الاحتجاج الشعبي.

وإحياءا لذكرى الشهيد صلاح عباس؛ نظم المواطنون في بلدة البلاد القديم تظاهرة غاضبة رُفعت خلالها صور الشيخ والشعارات الثورية المعتادة، فيما انتهت التظاهرة بمواجهات عند مدخل البلدة تنديدا بعمليات القمع التي ترتبكها القوات الخليفية ضد المتظاهرين، حيث أطلقت القوات الغازات السامة بكثافة وعمت الأحياء السكنية للبلدة.

وفي المساء، خرجت تظاهرة مماثلة في ذكرى الشهيد انطلاقا من وسط بلدة أبوصيبع، كما عبر المتظاهرون عن وفائهم للشيخ قاسم رافعين صوره والهتافات المعبرة عن التضامن معه في وجه الحصار العسكري.

وكانت قد برأت محكمة بحرينية المتهم بقتل الشهيد صلاح عباس ، في حين حكمت بالسجن عشر سنوات لـ12 معتقلاً على خلفية قضايا سياسية.
جمعية الوفاق الإسلامية المعارضة إستنكرت تبرئة المحكمة لقاتل الشهيد عباس ودانت الأحكام الجائرة بحق ناشطين سياسيين، وأكدت أن ما تقوم به السلطات هو كيدية مشهورة تزيد من حالة إحتقان الشعب في البحرين.

ضيف البرنامج:

- الناشط السياسي البحريني من برلين. جعفر يحيى.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...