الحديد لا يَفُلُّه إلا الحديد..

يوم القدس بات في صحوة الضمير العالمي

يوم القدس بات في صحوة الضمير العالمي
الثلاثاء ٢٦ أبريل ٢٠٢٢ - ٠٣:٠٣ بتوقيت غرينتش

قبل شهر رمضان المبارك زعمت حكومة الاحتلال الاسرائيلي انها تسعى للتهدئة في الشهر الفضيل مستبطنة إضمارها تغيير الوقائع الميدانية على الارض لصالحها من أجل بعثرة جهود اجتماع الضمير الفلسطيني والعربي والاسلامي والعالمي في يوم القدس العالمي "الجمعة" القدمة (الاخيرة) من الشهر الفضيل الذي عادة ما يستشيط كيان الاحتلال غضبا وألما وسعارا من إحيائه سنويا.

العالم - كشكول

الكيان المحتل ارسل مجموعة رسائل عبر وسطائه العربية قبل حلول شهر رمضان المبارك للايحاء للفلسطينيين المرابطين بوداعته وحرصه على الهدوء وكاد يحلف بان اصبح لذئبا وديعا مهذبا يسعى لتقليم مخالبه وخلع انيابه في محاولة منه لتقسيم الشارع الفلسطيني وتشظيته وبعثرة خط الرباط الفلسطيني المقاوم بين القدس وغزة، او كحد ادنى خلق تفاوت بخداعه بين جبهات المرابطين الذين اعلنوا ان القدس خط احمر والفلسطينيون جميعهم على نهج وفهم واع موحد لما يحوكه المحتلون.

الفلسطينيون على اعتاب يوم القدس العالمي اكدوا هذه السنة للمحتل انهم في قمة الوعي وانهم شعب واحد صامد في مقاومته حتى طرده من ارضهم التي اغتصبها بمساندة الغرب المنافق الذي شهدناه بأم اعيننا اليوم انه يئن ويتأوه لاوجاع "اوكرانيا" ولا يتحرك ضميره لاحتلال ارض فلسطين منذ عقود من قبل شراذم عنصريون دفعهم بنفسه ودعمهم بكل وقاحة وقوة ولا زال حتى يومنا هذا.

الكل يعلم ان دوافع الغرب من ايجاد هذا الكيان العنصري اللقيط جاءت في اعقاب الحرب العالمية الثانية وتحديدا في فترة ما بعد تقاسم الاستعمار لغنائم الحرب وتقسيم دول المنطقة من خلال معاهدة "سايكسبيكو" ثم عمل على ايجاد كيان لقيط هجين مولغ في الدم والجريمة يختلف في مشاعره واحاسيسه عن عموم ابناء المنطقة يأخذ زمام حماية المصالح الغربية من اي مطالبات تحررية يقوم بها ابناء شعوب دول المنطقة اصحاب الارض.

من هنا جاءت المخططات الاسرائيلية الجديدة في مزاعم التهدئة بعد تيقن القوات المحتلة من صلابة قوة المقاومة الفلسطينية التحررية خصوصا في ما ابرزته من استبسال وقوة ردع خلال معركة (سيف القدس) الخالدة التي بدأت في 10 أيّار/مايو 2021 خلال شهر رمضان الماضي والتي اندلعت شرارتها اثر الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة في القدس المحتلة وعلى حي الشيخ جراح، وقد أنذرت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" وعلى لسان قائد جناحها العسكري محمد الضيف بأنَّ أمام جيش الإحتلال ساعة للخروج من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وإلَّا ستندلع الحرب.

ومع انتهاء المهلة في تمام الساعة السادسة مساء بدأت المقاومة الفلسطينيّة بإطلاق الصواريخ على شكل رشقات صاروخية مكثفة على المجمعات الاستيطانية المحتلة وغير الشرعية لكيان الاحتلال وبعدها بدأت القوات الجوية الإسرائيلية بقصف قطاع غزة وهو ما تسبب ببدء تلك المعركة، التي كانت درسا فهمه المحتل الذي لن تفل قواه الا القوة.

اليوم وتحديدا قبيل بدء شهر رمضان المبارك، جاءت مفردة مزاعم التهدئة الاسرائيلية في محاولة لتشتيت القوة الفلسطينية وبعثرة جهودها الرامية الى تحرير الارض.. كل الارض الفلسطينية المحتلة دون استثناء، بعد ان تلقى المحتل في شهر رمضان الفائت ضربة موجعة مفاجئة اربكت كافة مخططاته العدوانية التوسعية العنصرية، كانت بمثابة الخطوة الاولى التي اربكته واربكت من يسانده من دول التطبيع العربي المتخاذلة.

ان استبسال المقدسيين وتهديدات المقاومة أجبرت الاحتلال على منع ذبح القرابين، ومنع ما تسمى بـ"مسيرة الأعلام".

لا يخفى ان هذا الكيان موجود اساسا لتحقيق المشروع الغربي الإستعماري المدعوم عقديا (من قبل أصوات الناخبين اليهود)، وما دام هذا الكيان في حماية المشروع الغربي فان زواله لين يتم الا بالتوسل بالقوة الفسطينية الداخلية للمقاومة، وليس من وسيلة للتحرير أو للوصول لحل سياسي يقبله الشعب الفلسطيني إلّا بكسر إرادة الطرف الآخر السياسية التي تُفقده جدوى تفوقه العسكري.

ذلك لن يتم الا بالمقاومة الشعبية التي يهابها ويحذرها حتى حكام عرب دول التطبيع العملاء المتهافتين على أحضان الصهاينة الذين جعلوا من ثرائهم قوة رادعة للمقاومة في محمياتهم التي يعرفون جيدا انها زائلة بزوال الكيان الاسرائيلي، ما يجعلهم يستبسلون في الدفاع عن هذه الغدة السرطانية التي هي في واقعها اوهن من بيت العنكبوت.

السد ابو ايمان