سلاسل التوريد العالمية تتأثر بإضراب سائقي الشاحنات في كوريا الجنوبية

سلاسل التوريد العالمية تتأثر بإضراب سائقي الشاحنات في كوريا الجنوبية
الثلاثاء ١٤ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٣:١٤ بتوقيت غرينتش

تعاني سلاسل التوريد في العالم، منذ الأسبوع الماضي من إضراب سائقي الشاحنات في كوريا الجنوبية احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود.

العالم- أسيا والباسفيك

وأدى الإضراب، الذي دخل يومه الثامن اليوم الثلاثاء، إلى تعطيل الإنتاج والنقل في قطاعات حيوية مثل الصلب والبتروكيماويات والسيارات، مما أدى إلى خسائر بنحو 1,6 تريليون وون (1,2 مليار يورو)، وفقًا لبيانات وزارة التجارة.

وتعتبر كوريا الجنوبية أكبر مصدر لرقائق تخزين الذاكرة وموطن سامسونغ، عملاق صناعة الشرائح للإلكترونيات في العالم، بالإضافة إلى كبرى شركات السيارات مثل كيا وهيونداي.

ويُعد هذا الاضراب آخر اختبار لسلاسل التوريد العالمية، التي تواجه بالفعل تحديات بسبب الإغلاق المطوّل في الصين والحرب في أوكرانيا، وهو أول إضراب واسع النطاق يواجهه الرئيس المحافظ المنتخب حديثاً يون سوك-يول، المؤيد للشركات التجارية والذي تعهد "باتباع نهج حازم إزاء الاحتجاجات الاجتماعية".

وتوقف السائقون عن العمل الأسبوع الماضي، وعطّلوا نشاط الموانئ والمصانع في رابع أكبر اقتصاد في آسيا، احتجاجاً على إلغاء الحد الأدنى للأجور وارتفاع التكاليف.

قال تشو جيونغ جاي، عضو نقابة "تضامن سائقي الشاحنات"، لوكالة فرانس برس، إنّ "كل ما نطلبه هو إنهاء حالة عدم اليقين في حياتنا".

وأعرب سائقو الشاحنات عن "يأسهم" أمام الارتفاع الحادّ في اسعار الوقود والتضخم الذي بلغ في كوريا الجنوبية ذروته على مدار عشر سنوات، وفقاً للأرقام الرسمية المنشورة في أيار/مايو.

وأوضح تشو: "عندما تنخفض أسعار الوقود، فإنّ ذلك يؤدي بسرعة كبيرة إلى انخفاض تكاليف النقل"، مضيفاً: "لكنّ الحال ليس كذلك عندما ترتفع أسعار الوقود. مستوى معيشتنا على المحك".

"خسائر كبيرة"

واصطفّت اليوم الثلاثاء، بالقرب من ميناء إنشيون، عشرات الشاحنات على الطريق رافعة أعلاماً، كما تمّ تنظيم احتجاجات مماثلة في جميع أنحاء البلاد، حيث تظاهر سبعة آلاف شخص في 14 مدينة مختلفة أمس الإثنين، وفقاً للحكومة.

وقال نا هان ميون، وهو سائق سيارات أجرة وشاحنات منذ 44 عاماً، إنّ "معظم السائقين نادراً ما يتمّ تعويضهم عن ساعات عملهم الطويلة".

وأوضح: "يعمل الكثير منا 17 ساعة في اليوم" و"يمكننا تحمل ذلك"، قبل أن يعرب عن أسفه لأنّ مكاسب هذا الجهد لا تعود إليهم و"يبدو أنه يقصر عمرنا شيئاً فشيئا".

دعا رئيس الوزراء هان دوك-سو، خلال اجتماع للحكومة اليوم الثلاثاء، إلى "إنهاء الإضرابات"، قائلاً إنّها توجه "ضربة قوية للغاية" لاقتصاد البلاد المعتمد على الصادرات.

وأضاف: "هذا يسبب ضررًا كبيراً لشبكة اللوجستيات"، لكنّ المضربين يقولون إنّهم مصممون على الاستمرار حتى تحقيق مطالبهم.

وقال لي سونغ هو، وهو سائق شاحنة منذ أكثر من 30 عاماً: "لن نتوقف حتى تتم الاستجابة لمطلبنا، لأن كل ما نحققه بالتراجع هو التنازل عن حقوقنا".

وتجري مفاوضات، لكن المعارضة تتهم الحكومة بتأجيج التوتر من خلال اتباع سياسة "معادية" تجاه العمال.

وفي الأسبوع الأول من الإضراب، تم توقيف 23 عضواً من نقابة تضامن سائقي الشاحنات بتهمة ممارسة "أنشطة غير قانونية" مثل "ارباك" حركة المرور، وفقا لوزارة النقل في البلاد.