ما اسباب خسارة ماكرون للغالبية في الانتخابات التشريعية؟

الثلاثاء ٢١ يونيو ٢٠٢٢ - ١٠:٤٧ بتوقيت غرينتش

اعتبر الاكاديمي والباحث السياسي د. جمال واكيم، هزيمة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الانتخابات التشريعية وفقدانه الغالبية في البرلمان، انما جاءت نتيجة رد فعل او غضب وضرر فئات كبيرة من الشعب الفرنسي من السياسات الاقتصادية التي قادها ماكرون.

وقال واكيم في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان الرئيس ماكرون يعتبر بالدرجة الاولى استمراراً لثلاثة عقود من السياسات النيوليبرالية التي طبقت في فرنسا.

واوضح، ان الموجة النيوليبرالية هذه اجتاحت العالم بعد هزيمة الاتحاد السوفيتي، وهنا وجد منظروا النيوليبرالية بتطبيق طموحاتهم الاقتصادية والسياسية وهو تقليص الدور الدولي واطلاق العنان لاقتصاد السوق والخصخصة والرأسمال، مشيراً الى ان ماكرون استمر بهذه السياسات لسنين ونتيجة لذلك كانت هناك عدة عوامل ساهمت في تعرية هذه السياسات التي تحابي الرأسماليين واثرت على قطاعات واسعة من الشعب الفرنسي.

واضاف واكيم، ان ما فاقم الوضع في فرنسا هو وباء كورونا وبعدها الازمة الاوكرانية التي انعكست سلباً على الوضع الاقتصادي في اوروبا بارتفاع اسعار النفط والمحروقات والتدفئة، معتبراً ان هذه العوامل دفعت بالناخبين الذين كانوا يصوتون لما يمثل ماكرون، ان يذهبوا باتجاهين، قسم ذهب باتجاه تحالف احزاب اليسار ما ادى الى صعود جان لوك ميلنشون والفوز باكبر كتلة في البرلمان بعد كتلة ماكرون، والقسم الاخر ذهب الى التصويت على اليمين المتطرف الذي يعتبر نخبا تقليدية في فرنسا وتمثله مارين لوبان وقد اصبح ثالث كتلة في البرلمان الفرنسي.

من جانبه، اكد الكاتب السياسي مناف كيلاني، ان عدد الناخبين الفرنسيين المتغيبين عن التصويت في الانتخابات التشريعية ما يقرب من 54 بالمائة، ما يعني ان اقل من النصف من الشعب الفرنسي صوّت لصالح الرئيس ماكرون.

وقال كيلاني: ان التغيب الذي حصل هو نتيجة غياب العرض السياسي في المشهد الفرنسي، باعتبار ان الاحزاب الفرنسية حينما تنشأ نفسها تهتم بالطبقات السياسية دون ان تعطي اية اهمية للتوجهات الشعبي، اضافة الى فقدان الاستقلالية للقرار الفرنسي بشكل تام فيما يتعلق بالسياسات الخارجية عن طريق الانحياز بشكل تام لحلف الشمال الاطلسي وسياساته التهجمية التي افقدت فرنسا دورها في العالم الاقتصادي والسياسي، وكذلك الانتماء للاتحاد الاوروبي والمصرف المركزي الاوروبي الذي افقد فرنسا سلطتها وسيادتها على عملتها وعلى سياساتها الاقتصادية.

بدوره، اعتبر الاستاذ في العلوم السياسية د. خطار بوذياب، ان الناخب الفرنسي منح الرئيس ايمانويل ماكرون تفويضاً نصفياً لولاية ثانية بعدما افقده الغالبية المطلقة في البرلمان.

وقال بوذياب: ان نتائج الانتخابات التشريعية كانت متوقعة ورسالة قوية لماكرون، لان الاخير كان قد وعد الناخبين منذ 2017 بانه سيقوم بتجميع الفرنسيين وتلبية وعودهم، لكنه فشل في مواجهة ازمات دولية وفيروس كوفيد19 ولم يتمكن من اجراء الاصلاحات، فأتى هذا الرد الشعبي.

واوضح بوذياب، ان ماكرون بامكانه تأمين الاغلبية في البرلمان الفرنسي عبر التحالف مع تكتلات يمينية او من عناصر مستقلة من اليسار واليمين، والنواب الجهويويين، لكن هذه التحالفات ستكون هشة بالنسبة له لان كل من هذه الكتل لها مجموعتها المستقلة في البرلمان بمعنى ان تحالف اليسار سيتشتت، بينما الرابح الاكبر في الانتخابات هي مارين لوبن ستكون الزعيمة الفعلية للمعارضة بعد حصولها على 89 نائباً.

واضاف بوذياب، ان فرنسا ستشهد ميزان قوى حذر جداً واعادة تشكيل المشهد السياسي الفرنسي، وربما تمر البلاد بمرحلة اضطراب نتيجة رفض جزء من النواب من التحالف مع حزب ماكرون وقد تسبب باجراء انتخابات مبكرة.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalam.ir/news/6233283/