حمد بن خليفة يتواصل مع أمير قطر.. ما هو رأي القضاء البحريني؟

حمد بن خليفة يتواصل مع أمير قطر.. ما هو رأي القضاء البحريني؟
الإثنين ١٨ يوليو ٢٠٢٢ - ٠٥:٣٨ بتوقيت غرينتش

من بين غرائب قمة جدة الكثيرة، كان هناك مشهد غريب لم يلتفت اليه اغلب المراقبين، إلا من إكتوى بنيران الحكام الاستبداديين، كالشعب البحريني، وهذا المشهد هو وجود ملك البحرين حمد بن خليفة وامير قطر تميم بن حمد، بين المشاركين في القمة، وظهورهما في الصورة التذكارية للمشاركين فيها.

العالم كشكول

الغريب ايضا ان البحرين وقطر شاركا في قمة تطرقت الى قضايا، لا تُطرح إلا بين الدول التي ترتبط بعلاقات وثيقة، كالقضايا العسكرية والامنية والاقتصادية والسياسية، بل وتشكيل تحالفات عسكرية وامنية واقتصادية.

اما وجه الغرابة فيما اشرنا اليه، هو ان النظام الخليفي الذي ينكل بالمعارضة البحرينة ويحكم بسجن اكبر رموزها بالسجن المؤبد، بتهمة "التخابر" مع قطر، بينما ممثل هذا النظام، حمد بن خليفة، يلتقي بأمير قطر ويلتقط معه الصور ويبحث معه قضايا اقليمية في غاية الاهمية.

الامر الذي يكشف عن كيدية الاحكام الصادرة من قبل قضاء النظام الخليفي ضد رموز المعارضة الوطنية البحرينية، وعلى رأسها الشيخ علي سلمان، الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية، هو ان قضية "التخابر" مع قطر، التي اتهم بها النظام الخليفي، الشيخ سلمان، وعلى اساسها حكمت عليه بالسجن المؤبد، كانت بضوء أخضر من ملك البحرين نفسه، الذي سمح لقطر بالاتصال بالشيخ سلمان، من اجل ايجاد مخرج للازمة السياسية التي كانت تعصف بالبلاد عام 2011.

هذه الحقيقة كشف عنها وزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم آل ثاني، بعد مرور نحو ثماني سنوات على الحكم الظالم على الشيخ سلمان، في لقاء مع برنامج "الصندوق الأسود" الذي بُث على تطبيق صحيفة القبس الكويتية. حيث اكد حمد بن جاسم ، انه ذهب الى البحرين بتنسيق مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق جيفري فيلتمان، ووزير الخارجية السعودي الأسبق سعود الفيصل، ووزير الخارجية البحريني السابق خالد آل خليفة، الذي أحيط علما بتواصل حمد بن جاسم المسبق مع الشيخ علي سلمان.

وكشف بن جاسم عن بعض تفاصيل لقائه ووزير خارجية السعودية الاسبق سعود الفيصل بملك البحرين في المنامة وقال، أنه أثناء تواجده برفقة سعود الفيصل عند ملك البحرين، استأذن منه مباشرة التوجه للقاء الشيخ علي سلمان، مشيرا الى أن ملك البحرين حاول ثنيه لكن لم يمانع ذهابه، فاستأذن بن جاسم الملك للخروج من المجلس لإجراء اتصال هاتفي بالشيخ علي سلمان لإبلاغه بقدومه، وحين عودته للمجلس بعد دقائق طلب منه الملك البحريني عدم التوجه لذلك اللقاء.

وتابع إنه حاول إقناع الملك لكن دون جدوى، وبعد ذلك اكتشف أن هناك قوات سعودية قررت المجيء إلى البحرين وأن الأمر نوقش (بين ملك البحرين ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل) أثناء إجرائه المكالمة خارج الاجتماع!.

نظرة سريعة الى الاحكام التي اصدرها القضاء الخليفي على الشيخ سلمان، تؤكد قرقوشية هذا القضاء، فالمعروف ان النظام الخليفي اعتقل الشيخ علي السلمان في كانون الأول/ديسمبر 2014 بذريعة "التحريض على الكراهية وإهانة الدولة"، ثم أدانه القضاء بهاتين التهمتين في تموز/يوليو 2015، وحُكم عليه بالسجن لمدّة أربع سنوات، لكن الحكم تشدد بعد ذلك إلى 9 سنوات، قبل أن تقرّر محكمة التمييز في نيسان/ أبريل 2017 خفضه إلى 4 سنوات مجددا.

ثم دان القضاء الخليفي الشيخ السلمان بقضية التخابر مع قطر بعد أن كان قد برّأه منها في 21 حزيران/يونيو 2018، لترفض محكمة جرت في 28 كانون الثاني/يناير 2019 الطعن المقدم من الشيخ وتقرر تثبيت الحكم بالمبدا نهائيا عليه.

هنا نوجه سؤالين الى القضاء البحريني، المسيس حتى النخاع، الاول، ترى ما هو رأيه في تواصل ملكهم حمد بن خليفة، مع امير قطر تميم بن حمد، وهو تواصل أكثر من تخابر؟، والثاني ما هو رأية في تواصل حمد بن خليفة مع الكيان الاسرائيلي المحتل للقدس؟.